المختارة.. فلسطينية تتحدى البطالة بأول مكتب سيارات للنساء في غزة
نجحت الفلسطينية نائلة أبو جبة في تحدي العادات السائدة وافتتاح أول مكتب تاكسي مخصص للنساء في قطاع غزة.
كانت البداية من فكرة التقطتها من صالون تجميل نسائي، ورغم أن مشاهدة نساء تقود سيارات خاصة في قطاع غزة يبدو مألوفا إلى حد بعيد، إلاّ أنه لم يلاحظ نساء تعمل على سيارات أجرة، وهو ما كسرته أبو جبة (39 عامًا) بمشروعها الذي اختارت به هدم جدران البطالة التي تخنق حوالي 70% من شباب غزة.
ووفق معطيات رسمية؛ فإن أعلى معدلات بطالة بين الشباب سجلت بين الشباب الذين يحملون مؤهلا علميا بداية من دبلوم متوسط فأعلى حيث بلغ معدل البطالة بين الشباب الخريجين (18-29 سنة) من حملة الدبلوم المتوسط فأعلى 52% خلال العام 2019 (35% للذكور و68% للإناث) في فلسطين، والجزء الأكبر من هؤلاء في قطاع غزة.
لماذا المختارة؟
المختارة هو الاسم الذي اختارته أبو جبة لمكتبها، الذي يعد الأول من نوعه في قطاع غزة، موضحة أن هذا الاسم جاء من لقبها الذي حملته من دورها على مدار 5 سنوات في التدخل بحل المشاكل الاجتماعية بعائلتها ومنطقة سكناها.
وتقول: "أنا خريجة خدمة اجتماعية، وأحمل درجة البكالوريوس، ولي إسهامات كمدربة تنمية بشرية، ولكن لا يوجد فرص عمل بوظائف رسمية، لذلك كان البحث في العمل الحر، ومن هنا جاءت فكرة المكتب لتلامس حاجة مجتمعية متعلقة بخصوصية نساء غزة.
وأشارت إلى أنها لجأت للمشروع بعد وفاة والدها المعيل لها، حيث ترك لها مبلغا من المال، ففكرت بفتح مشروع تعيل به أسرتها.
تبدو أبو جبة متفائلة بمشروعها، الذي تأمل يوما ما بتوسيعه، رغم الأوضاع الخاصة التي فرضتها جائحة كورونا والمتمثلة في تقييد الحركة، وبالتالي انخفاض حجم الحاجة للتنقل بالسيارات مقارنة بالأوضاع الطبيعية.
وقالت أبو جبة: "هناك تجاوب جيد مع المكتب وأنا حاليا أتلقى الطلبات عبر الهاتف أو الصفحة الإلكترونية".
وأضافت أن النساء تجد راحتهن وخصوصيتهن بالتنقل معها، أكثر مما سيكون حالهن لو انتقلن مع سائق.
تنمر ومضايقات
وتشير إلى أن رحلة العمل اليومية لا تخلو من تنمر ومضايقات. ولا تجد حرجًا بالإشارة إلى أن بعض التنمر متعلق بوزنها أو عائلتها، لكنها تجابه ذلك بعزيمة وإصرار على خوض التحدي وتحقيق الإنجاز.
وقالت: "أنا أفضل أن أعمل واتعب بدلا أن أنتظر المساعدة من هنا أو هناك، أو أبقى أعاني بحثا عن فرص العمل الرسمية".
وأكدت أنه بموازاة هذه المنغصات، فإن المشجعين من أسرتها ومحيطها كثيرون، وهم يدعمونها ويكبرون ما تقوم به لانتشال نفسها وأسرتها من دائرة الاحتياج والبطالة.
ووفق دائرة الإحصاء المركزية، يبلغ عدد العاطلين عن العمل 373 ألف عاطلا عن العمل في الربع الثالث 2020؛ بواقع 208 ألف شخصا في قطاع غزة و165 ألف شخص في الضفة الغربية.
ولا يزال التفاوت كبيراً في معدل البطالة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث بلغ المعدل 49٪ في قطاع غزة مقارنة بـ 19٪ في الضفة الغربية.
أما على مستوى الجنس فقد بلغ معدل البطالة للذكور في فلسطين 25٪ مقابل 44٪ للإناث. وتزيد نسبة البطالة في صفوف الشباب والخريجين إلى أكثر من 70%.