الحوثيون ليسوا إلا أداة في يد النظام الإيراني ووقود حرب ورطوا أنفسهم فيها بعدما اختاروا الحضن الفارسي
قول الحوثيين إن استهداف بعض المطارات في السعودية والإمارات يعني أنهم «قادرون على الوصول إلى أي هدف يختارونه» قول يثير الكثير من الضحك والسخرية لسببين، الأول أن الذي يطلق الصواريخ والطائرات الموجهة ليسوا هم وإنما الخبراء العسكريون الإيرانيون، والثاني أن «وصولهم لكل هدف يقومون بتحديده» خيال لا ترجمة له على أرض الواقع؛ حيث الواقع مختلف، ويقول إن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات قادرة على الرد والردع، و‘ن بإمكانها لو أرادت أن ترد على المصدر قبل أن ترد على الأداة.
ليس الحوثيون هم الذين يطلقون الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على مطارات السعودية والإمارات وغيرها من الأهداف، وإنما نظام الملالي هو الذي يفعل ذلك من الأراضي اليمنية التي يسيطر عليها، وصار متحكماً في قرار «صنعائها»
الحوثيون ليسوا إلا أداة في يد النظام الإيراني ووقود حرب ورطوا أنفسهم فيها بعدما اختاروا الحضن الفارسي. هذه حقيقة صار العالم كله يدركها ويدرك بأن من يقوم بكل شيء هم العسكريون الإيرانيون الموجودون في صنعاء ومناطق يمنية أخرى والذين تم نقلهم من طهران إلى صنعاء بسرعة فائقة في الأيام الأولى التي سيطر فيها الحوثيون على العاصمة اليمنية، ويدرك أن الصواريخ والطائرات وكل الأسلحة المستخدمة صناعة إيرانية.
حقيقة الأمر هو أن النظام الإيراني يحارب السعودية والإمارات على أرض اليمن ولكن بلاعبين يمنيين، لا يهمه ما يخسر هذا اليمن وكم يقتل من أبنائه، المهم عنده هو السيطرة على هذا البلد العربي الذي يقع جنوب السعودية ليتسنى له تهديدها من الجنوب مثلما صار بإمكانه تهديدها من الشمال بعدما صار مهيمناً على قرار العراق. النظام الإيراني يريد محاصرة السعودية من الشمال والجنوب، فهذا يتيح له تهديدها في كل حين والسيطرة على كل دول مجلس التعاون وتسيد المنطقة والسيطرة على المياه.
هذه الحقيقة ينبغي ألا تغيب عن البال، فكل ما جرى في السنوات الأخيرة وكل ما يجري اليوم هو لتحقيق هذا الهدف الذي إن حصل سهل على النظام الإيراني تحقيق غايته المتمثلة في استعادة الإمبراطورية الفارسية وقيادة المنطقة، وتمكن من الاستمرار في السيطرة على إيران والتحكم في الشعب الإيراني الذي يعتبره هو الآخر وقوداً لحروبه مثلما هم الحوثيون اليوم، فهذا النظام يعتبر كل من ليس منه وقوداً وأدوات يستخدمها كيفما يشاء ووقت ما يشاء.
المؤلم في هذا الحديث هو أنه حقيقة وواقع، لهذا ينبغي العمل على منع النظام الإيراني من مواصلة هذا الذي بدأه وإلا صارت مسألة استقرار المنطقة حلماً مستحيل التحقق، وصار تخليص اليمن من براثنه أمراً مستحيلاً أيضاً، ولن يتمكن من ثم أحد من منعه من تحقيق أهدافه وغاياته.
ليس أفضل من الفرصة المتوفرة اليوم لوضع حد لاستهتار النظام الإيراني وتخليص المنطقة ودولها والعالم من أذاه وشره. الوقوف صفاً واحداً لمواجهة هذا النظام والاستفادة من وجود القوات الأمريكية في المنطقة قد يكون الفرصة التي قد لا تتكرر، ليس المطلوب هو إضعاف النظام الإيراني وإنما تخليص الخلائق منه، فالنموذج الذي وفره هو الأسوأ، وغيابه لن يأسف عليه أحد.
تمكن النظام الإيراني من اليمن يعني تمكنه من كل دول المنطقة، ولأن من له مصلحة في المنطقة لا يمكن أن يفرط فيها لذا فإن على دولها أن تستفيد من الدول التي لها مصالح في المنطقة اليوم وتستفيد من الظروف المواتية بوجود قوات الدول الكبرى وخصوصاً الولايات المتحدة، وتعمل على تخليص البشرية من هذا النظام الذي أساء حتى للشعارات التي ظل يرفعها.
ليس الحوثيون هم الذين يطلقون الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على مطارات السعودية والإمارات وغيرها من الأهداف، وإنما نظام الملالي هو الذي يفعل ذلك من الأراضي اليمنية التي يسيطر عليها وصار متحكماً في قرار «صنعائها». إن وقف كل هذا يتم بإيجاد نهاية لهذا النظام، فبنهايته وبزواله ينفتح العالم على المستقبل.
نقلاً عن "الوطن البحرينية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة