باحث بريطاني: فنانو القرن الـ19 رسموا لوحاتهم بمومياوات فرعونية
هذه الطريقة لم تعد مستخدمة، ويتم إعداد اللون من تركيبات أخرى، ولكن الاسم المتوارث يشهد على ممارسة وصفت بأنها "غير آدمية".
نشر باحث في القسم العلمي بمعرض المتحف الوطني في بريطانيا بحثاً عن أغرب الوسائل التي استخدمها فنانو القرن الـ19 لإنجاز إحدى الصباغات البنية الشهيرة.
وقال رايموند وايت، من القسم العلمي لمعرض المتحف الوطني البريطاني في نشرة المعرض الفنية، إن هذا الصباغ كان يتم إعداده من الأجزاء التي تحتوي على لحم في المومياوات، حيث تجفف باستخدام زيت للتجفيف مثل زيت الجوز، ثم تطحن لإنتاج الصبغة الشهيرة، والتي لا تزال تعرف حتى الآن بين الفنانيين باسم "بني المومياوات".
ورغم أن هذه الطريقة لم تعد مستخدمة الآن، ويتم إعداد اللون من تركيبات كيميائية أخرى، لكن الباحث يقول إن الاسم المتوارث حتى الآن يشهد على ممارسة وصفت من جانب البعض حينها بأنها "غير آدمية".
وذكر الباحث وفق تقرير نشره موقع daily.jstor البريطاني، الإثنين الماضي، أن رسام يدعى إدوارد بيرن - جونز، اعترض على هذه الطريقة، وقام بوضع الصبغة في أنبوبة، وقام بدفنها، قائلاً إن هذه الممارسة غير آدمية.
ولم يفاجأ الكاتب في علم المصريات بسام الشماع بما ذكره الباحث البريطاني، وقال في حديث خاص لـ"العين الإخبارية": "هذه الممارسة ليست الوحيدة التي تشهد على تعامل الغرب غير الآدمي مع المومياوات، فمن أغرب الاستخدامات أنهم استخرجوا منها دواء، كما أن تشارلز الثاني ملك بريطانيا كان يغطي جلده بغبار مستخرج منها، معتقداً أن ذلك يمنحه عمراً أطول".
وأوضح أن هذه الممارسات هي التي دفعته في وقت سابق إلى تدشين حملة تطالب بإعادة المومياوات الفرعونية إلى مقابرها، ويوماً بعد آخر يتأكد لديه صحة هذا المطلب، لا سيما بعد ما أورده الباحث البريطاني، والذي أخبرنا أن أجساد أجدادنا استخدمت في تلوين لوحات موضوعه على الحوائط.
وعن كيفية وصول المومياوات للغرب لاستخدامها هذه الاستخدامات، ألقى الشماع المسؤولية على حاكم مصر محمد علي، استناداً إلى كتاب حديث صدر عن دار الوثائق القومية بمصر للمؤلف دكتور رزق حسن النوري تحت عنوان "قوانين ولوائح الآثار المصرية من محمد علي حتى ثورة يوليو 1952".
وأشار الشماع إلى إحدى فقرات الكتاب والتي جاء فيها "في عصر محمد علي وبموافقته في كثير من الأوقات قام الأجانب بالبحث والتنقيب عن الآثار ونقلها خارج البلاد في أحيان أخرى، حيث كان الباشا رسمياً هو المسيطر على تصاريح الكشوف الأثرية في مصر ونقلها للخارج، وكان يأمر موظفي الجمارك بعدم التعرض لهم أو تفتيشهم".
aXA6IDE4LjE5MS4yMzcuMjI4IA==
جزيرة ام اند امز