منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ما قامت به حماس من هجوم على مواقع الداخل الإسرائيلي، ونحن نشاهد النشاط غير المسبوق لجماعة الإخوان بعد تدميرهم وكسر شوكتهم قبل عشر سنوات.
فليس غريباً ظهورهم على خلفية أزمات الأبرياء فهذا نهجهم، فهم سرطان خبيث يتغذى على الأزمات الداخلية المستمرة، ويسهم في ضرب الوحدة الوطنية ومصدر للتطرف الديني، وتزييف للوعي الاجتماعي على شعوب المنطقة من أجل أجنداتهم الأيدولوجية السياسية التي تتبنى السيطرة على السلطات ولكن الجماعة كشفت نفسها أمام العالم بأنها لا تسطيع إدارة حتى قطيع من الغنم والدليل على ذلك الصراع الداخلي المستمر بين الجماعتين الخارجية والداخلية.
مع تزايد الصراع والأزمة في فلسطين نتيجة الهجمات الإسرائيلية، بدأت فعلياً بعض الأبواق للحركات المتطرفة لإحياء نفسها من جديد كما تفعل جماعة الإخوان الآن، بعد سنوات من التراجع والانكسار، ومع امتداد الانشقاق الأوروبي الذي سيكون داعماً بالطبع لظهور نشاط الإخوان.
فبينما أعلنت بعض الدول الأوروبية دعمها الكامل لإسرائيل سياسياً وعسكرياً واستخباراتياً، كما أعلنت بعض الدول الأخرى عن تأييدها لفلسطين ورفض الإبادة الجماعية والتهجير القسري، وانتقادات لهجمات إسرائيل على غزة، من الطبيعي استغلال الأوضاع الراهنة ليعاد للمشهد ظهور نشاط الإسلاموفوبيا الذي تتبناه الكثير من الجماعات المتطرفة بما فيها إخوان الشياطين، وذلك نتيجة تداعيات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لتكون مواقع التواصل الاجتماعي المنبر والمستنقع الأول لنشر كل ما يمكن نشره، ويؤدي لزعزعة الأمن والاستقرار، ما يهدد التعايش السلمي في الشرق الأوسط والعالم.
العالم والمجتمع أصبح أكثر وعياً تجاه جماعة الإخوان المصنفة إرهابية، حيث استطاعت الدولة التخلص منها وكسر شوكتها في الداخل، والتصدي لها في الخارج أيضاً، وغاية الجماعة الآن العودة لاعتلاء خشبة المسرح على أنقاض غزة ودماء الأبرياء، لذلك إضعاف شبكات الإسلام السياسي التابعة لها لن يتوقف ومستمر حتى اللانهاية، في محاولة القضاء عليها تمامًا ودحر جميع مخططاتها التخريبية التي جلبت الدمار في كل الدول التي كانت أقدامها الملوثة تطؤها، ورغم المؤشرات العالمية اتضح أنها انتهت كجماعة إرهابية إلى الأبد مع فشل جميع مخططاتها السياسية في الوصول لأي سلطة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة