هل تأثر التنظيم الدولي بانقسام الإخوان؟. تقرير استخباراتي ألماني يجيب
شقاق يضرب الصف الأول في جماعة الإخوان الإرهابية لا يعيق تحركاتها لاختراق المجتمعات والسيطرة على الجاليات المسلمة في الدول الأوروبية.
إذ تناول أحدث تقرير لهيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" في ولاية شليسفيغ هولشتاين، إن الإخوان تعاني عدة أزمات داخلية ونزاعا على القيادة منذ أعوام.
ورغم ذلك، قال التقرير "في توجهها الدولي، تواصل جماعة الإخوان التركيز بقوة على العمل السياسي والمشاريع الاجتماعية من أجل توسيع نفوذها في مختلف البلدان وخلق قاعدة تدعم تنفيذ أهدافها".
ومضى قائلا "يمكن أيضًا ملاحظة هذا التأثير في العديد من جمعيات ومنظمات المساجد في ألمانيا".
التقرير تحدث أيضا عن وفاة يوسف القرضاوي، وقال "في 26 سبتمبر/أيلول من العام الماضي، توفي القرضاوي، أحد العقول المدبرة لجماعة الإخوان وأهم منظريها، في المنفى في قطر".
وتابع "اشتهر القرضاوي بفتاوى تضمنت النظرة الكارهة للمرأة وشرعنة العنف".
وعن مستقبل التنظيم الدولي للإخوان في ظل الانقسام في قيادة الجماعة بين جبهتين إحداهما في لندن والأخرى في إسطنبول، قال التقرير "على الرغم من الأزمات والتناقضات الداخلية المختلفة، لا يبدو أن وظائف وتحركات التنظيم العالمي للإخوان قد تأثرت بالسلب في السنوات الأخيرة".
وتابع "يبدو أن التنظيم العالمي يواصل تحركاته للتأثير على المجتمعات في الدول المختلفة.. لا توجد حاليًا مؤشرات على أن هياكل التنظيم العالمي وجداول الأعمال القائمة يمكن أن تخضع للتغيير أو التأثير السلبي في المستقبل القريب".
ومضى قائلا "على المدى الطويل، يسعى تنظيم الإخوان، إلى نظام دولة قائم على تفسيره للشريعة الإسلامية، ويحاول القيام بذلك، على سبيل المثال. من خلال نشاط مكثف للجمعيات والمنظمات الثقافية والأنشطة السياسية والاجتماعية وتعزيز أجندته في المجتمع الألماني".
التقرير قال أيضا "من بين أمور أخرى، بشكل عام، تتبنى جماعة الإخوان موقفًا معاديًا للديمقراطية ومعاديا للسامية، وتملك علاقة متناقضة للغاية مع العنف".
يأتي هذا التقرير في ظل حملة برلمانية قوية للغاية ضد نشاط الإخوان في ألمانيا، مستمرة منذ عام ونصف العام، وتتراوح بين طلبات إحاطة ومشروعات قوانين وقرارات وجلسات استماع.
وفي مارس/آذار الماضي، نظر البرلمان الألماني في مشروعي قرارين ومشروع قانون عن مكافحة الإسلام السياسي والإخوان والتطرف بشكل عام في الأراضي الألمانية.
وبما فيه هذه المشاريع، أسفر مسار مكافحة الإخوان والإسلام السياسي في ألمانيا خلال الأشهر الـ12 الماضية عن ٣٥ تحركا مختلف المستويات ضد هذه التنظيمات في أروقة البرلمان والاستخبارات الداخلية بالبلاد، وفق إحصاء خاص بـ"العين الإخبارية".
هذا المسار يكون إجمالا -ووفق رصد "العين الإخبارية"- من 8 تقارير أصدرتها هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" خلال الأشهر الـ12 الماضية، و٥ مشاريع قرارات قدمها حزبا الاتحاد المسيحي (يمين وسط) والبديل لأجل ألمانيا (شعبوي) في البرلمان، فضلا عن مشروع قانون قدمته الحكومة.
وفي البرلمان "البوندستاغ" أيضا، قدمت الكتل السياسية المختلفة ١٢ طلب إحاطة حول ظاهرة جماعات الإسلام السياسي، وفي القلب منها الإخوان الإرهابية، فيما ردت الحكومة بنحو 5 مذكرات رسمية توضح للنواب أنشطة وتحركات الجماعة، وما يدور في فلكها من تنظيمات.
وكان اللافت أيضا أن البرلمان الألماني عقد 4 جلسات، بواقع جلستي استماع، وجلستين عامتين، لمناقشة ملف الإسلام السياسي والإخوان الإرهابية، وفق إحصاء "العين الإخبارية".
aXA6IDMuMTQ0LjQzLjE5NCA=
جزيرة ام اند امز