من أساسيات سفري أن أرتقي بذاتي للتعرّف على العالم وحضاراته وتقديم نفسي وبلدي في أجمل صورة، صورة تؤكد للجميع أن الإمارات وأهلها هم أرقى الناس تعاملاً وخلقاً
سيقترب موعد السفر السنوي وسيحطّ الناس رحالهم على اختلاف وجهات سفرهم بين أوروبا وآسيا وأمريكا، والبعض يُفضّل وجهته خليجية أو عربية وكلّ سيغني على ليلاه ينعم بالوجهة المفضلة له، وتبقى الفئة التي لا تُحبّذ السفر أو لا تستطيع السفر لأسباب كثيرة.
وكلمة "سفر" بلا شك يحبها الجميع؛ لأنها تعني التغيير والمرح والسعادة والوصول إلى درجة النشوة في الرضا عن النفس وبذل الجهد في إسعادها، لما يحتويه السفر من فوائد لا تخفى على الجميع، وإن حُصرت في 5 فوائد لكنها باتت الآن أكثر.
هناك فئة من الناس تسافر كل عام لنفس المكان، وفئة أخرى تحب تغيير المكان، والفئة التي لا تُسافر قد تجد مُتعة في كل مكان تذهب إليه في بلدها؛ لأن التغيير في كثير من الأحيان ليس بالضرورة في السفر للبعيد بحثا عن المتعة والسعادة، فربما نقوم بسياحة في بلدنا ونتعرّف على ملامحها الحضارية والتراثية والسياحية فيها، ونكتشف أماكن غاية في الجمال سواء أكانت طبيعية أو من صُنع الانسان نفسه، ولله الحمد دولتنا غنية جداً بالمعالم الحضارية والتراثية التي تلبي طموح السائح.
من أساسيات سفري أن أرتقي بذاتي للتعرّف على العالم وحضاراته وتقديم نفسي وبلدي في أجمل صورة، صورة تؤكد للجميع أن الإمارات وأهلها هم أرقى الناس تعاملاً وخلقاً
إن ما تنتجه فكرة السفر من مراحل التكوين إلى أن تتعدّى جميع المراحل الإنتاجية إلى أن يصل الإنسان إلى الوعي الكافي للأفكار المتنوعة عن أهمية السفر والسياحة، فالسفر مرتبط بسياحة الشخص وخروجه من ذاته ليرى ذوات غيره التي تتجلّى في حضارات متنوعة تدعونا إلى أن نتعرّف على هذه الحضارات المختلفة.
ولقد أبدت دولة الإمارات العربية المتحدة اهتماماً كبيراً بقطاع السياحة من خلال البنية التحية القوية للدولة لتجعل منها في مصاف الدول المتقدمة نظراً لتزايد السيّاح كل عام، وهذا بالضبط ما تُشير إليه أرقام الإحصائيات العالمية لمُؤشر التسويق السياحي، وكذلك بسبب الارتقاء بمستوى الخدمات في القطاعين الفندقي والمواصلات التي تجعل السائح يتعرّف على معالم الدولة في تنقلاته المتنوعة والمريحة، ولله الحمد أن بلادنا تتميّز باتباعها لاستراتيجية واثقة يحكمها البُعد الفلسفي للنظرة المستقبلية عبر توجّه القطاعات المختلفة لإبراز الدولة بصورة مُشرّفة، مُتمثّلة في إقامة المهرجانات الشعبية والعالمية والفعاليات المتنوعة التي تستقطب كثيراً من الفئات المُلّمة بمفهوم الحضارة والتراث، وهذا هو ما يُميّز دولتنا؛ لأنها تدمج حضارتها بحضارات الدول الأخرى.
لقد حصلت الإمارات على المركز الأول عالمياً في تنمية السياحة وأولويات الحكومة والتسويق السياحي وذلك في عام 2015، وهذا مُؤشر يدّل على أن الأولويات التي وضعتها حكومتنا الحكيمة في صناعة السفر والسياحة وتنمية الاستدامة السياحية، ويُشير هذا الارتقاء في التقارير العالمية للإمارات إلى الاهتمام بتعزيز كل إنجاز يتحقّق على أرضها وللجهود التي تُقدّمها الحكومة في سبيل الارتقاء بهذه الصناعة المهمة، والسياحة الفاخرة التي تتميّز فيها الدولة أكسبتها كذلك الشهرة العالمية بفضل رُقيّ وفخامة الفنادق التي تقدم أرقى الخدمات وتتوفر بها جميع مقومات البنية التحتية، ولن ننسى أهم عامل يجعل من دولة الإمارات العربية المتحدة الوجهة الأولى وقِبلة السيّاح، وهو عامل الأمن الذي تتمتّع به لا سيّما أن أزمة الأمن في الدول الأخرى باتت الشغل الشاغل للراغبين في السفر لها، فلم تعد تلك الدول التي يستحضرها البعض في أجندة سفرياته وبات يُحسب لها ألف حساب لتكون وجهته المفضلة، فالتغييرات الأخيرة التي أحدثها الإرهاب من تمزقات ومفارقات غيرّت اتجاهات كثيرة سببها النزعة الدينية للفهم الخاطئ والسيء للإسلام، وهذه النزعة جعلت من مناحي الحياة هجمات مُرتدّة لتفادي خطر الإرهاب الذي لا يُميّز المسلم وغير المسلم ولا الكبير والصغير، وهذا الإرهاب الذي أعدم الأمن والحرية في بلاد العالم، والذي أصبحت بعض بلدانه بسببه عبارة قنبلة موقوتة بيد الإرهابيين يتحكموّن في توقيت انفجارها، فبعد أن كان السفر للبلدان التي من المُفترض أن تكون سياحية لجمالها صارت وكراً للإرهاب يُنفذ فيها كل أجنداته وأهدافه في الجميع دون استثناء.
الإرهاب الذي يفرض وجوده على الجميع ويُمارس كل سُلطته دون رادع ديني أو إنساني ويغرس الحقد والكراهية بين فئات المجتمع بتدّخله السافر في نيّات الآخرين مُدّعيا الحرص على الدين والدين منهم براء.
لهذا، فإن السياحة في بلادي لها وقعٌ خاص، لأننا سنكون في وطن يحضننا وقت ما نشاء، وفيه سننعم بالراحة والأمن والحرية، ولا يخفى على الجميع أن كل مدينة في ربوع الوطن لها حضارتها القديمة والحديثة من تراث ومعالم جميلة وأكبر دليل لذلك تواجد السيّاح فيها طوال العام.
لهذا وجهتي للسفر أعتبرها فرصة أُمثّل بلدي من خلالها بصورة إيجابية، وجهتي في السفر أيّاً كانت أُريدها تتحدث عني، ومن أهدافي في سفري أن أُمارس حريتي في حدود أخلاقي وديني ومنبع تربيتي، ومن أساسيات سفري أن أرتقي بذاتي للتعرّف على لغات العالم وحضاراتها وتقديم نفسي وبلدي في أجمل صورة، صورة تؤكد للجميع أن الإمارات وأهلها هم أرقى الناس تعاملاً مع الآخرين في وطنهم وفي الأوطان الأُخرى، لُنثبت للعالم أن وجهتهم الأُولى الإمارات، وأن وجهتنا خارج الإمارات تعبير عن تسامحنا ورغبتنا في التواصل مع الغير، مفاده أن شعب الإمارات متسامح ومُحب للشعوب الأُخرى وأننا شعب يحترم دينه ومبادئه ويلتزم بخلقه الرفيع، لهذا سياحتي إيجابية سواء كانت داخل بلدي أو خارجه.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة