حلّ رئيس السلفادور نجيب بوكيلة ضيفا مرحبا به في البيت الأبيض مؤخرا، حيث نال إعجاب نظيره الأمريكي دونالد ترامب، وعبّر عن ترحيبه بمقترح مثير للجدل يقضي بإرسال مرتكبي الجرائم العنيفة من الأمريكيين لسجون السلفادور.
ويحكم بوكيلة، البالغ من العمر 43 عاما، السلفادور منذ عام 2019، ويُعرف بأنه أول رئيس في البلاد من أصول فلسطينية، إذ وُلد لأب فلسطيني هو أرماندو بوكيلة قطان، وتعود أصول الجد لمدينة القدس والجدة لبيت لحم، أما والدته فهي سلفادورية.
واعتنق والده الإسلام في ثمانينيات القرن الماضي، حيث أسس عدة مساجد في البلاد وتولى الإمامة في بعضها، رغم عمله في مجال الأعمال الحرة وتأسيسه عدة شركات.
ورغم خلفيته العائلية، حافظ بوكيلة على علاقات جيدة مع إسرائيل، حيث زار حائط البراق (المبكى وفق التسمية الإسرائيلية) ومتحف "الهولوكوست" في القدس عام 2018.
عند توليه الحكم، كانت السلفادور توصف بـ"عاصمة القتل في العالم"، نظرا لهيمنة عصابات "مارا 13" الإجرامية وارتفاع معدلات الجريمة.
وجعل بوكيلة من الحرب على الجريمة محورا أساسيا في برنامجه، فأطلق حملة أمنية غير مسبوقة ضد العصابات، أدت إلى اعتقال الكثيرين، حسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، ما أثار انتقادات حقوقية واسعة بشأن ظروف الاعتقال والتضييق على الحريات، خاصة مع تقارير عن زنازين بلا نوافذ وسوء معاملة السجناء.
وفي عام 2023، دشّن بوكيلة سجن "تيكولوكو"، وهو الأضخم في البلاد بسعة تصل إلى 40 ألف نزيل.
ورغم الانتقادات، حقق بوكيلة تراجعا ملحوظا في معدلات الجريمة، ما عزز شعبيته محليا، ليفوز في عام 2024 بولاية رئاسية جديدة بنسبة أصوات بلغت 85%، رغم أن الدستور السلفادوري يمنع الترشح المتتالي للرئاسة، قبل أن يتم استثناؤه من هذا القيد بقرار قضائي مثير للجدل.
وفي الولايات المتحدة، ينظر عدد من الشخصيات المحافظة إلى بوكيلة كنموذج يحتذى به في فرض الأمن، وقال النائب الجمهوري السابق عن ولاية فلوريدا، مات غيتس، وهو أحد أبرز حلفاء ترامب، إن "كثيرين في حركة ميغا اليمينية يؤمنون بأن الأفكار الجيدة التي رأوها في السلفادور يمكن أن تطبَّق في أمريكا".
وتستعد السلفادور اليوم لاستقبال أمريكيين قد يُرحّلون لقضاء محكومياتهم في سجونها، بعدما كانت في السابق تستقبل مهاجرين مبعدين من الولايات المتحدة، في مشهد يعكس تحوّلات عميقة في السياسة العقابية والجدل المتصاعد حول الحدود الفاصلة بين الأمن والحريات.