نشوى الرويني: الأخبار المزيفة أداة لهدم الدول ونشر التطرف
خطورة الأخبار الكاذبة، كان أبرز ما ركزت عليه الإعلامية نشوى الرويني خلال جلستها في منتدى الإعلام العربي.
أكدت الإعلامية نشوى الرويني، خطورة الأخبار الكاذبة، ونشر المعلومات المضللة من قِبل وسائل إعلام موجهة، تسعى لتحقيق مصالح محددة اعتمادا على محتوى وهمي يستهدف وحدة الشعوب ونشر التعصب والإرهاب
وأشارت خلال إحدى جلسات الـ20 دقيقة ضمن فعاليات منتدى الإعلام العربي، بعنوان "بروز الوهمي وسقوط الموثوق"، إلى قدرة الجمهور على الفرز والتعرف على المحتوى المفتعل وغير الحقيقي، وهو ما يفسر التراجع الحاد في شعبية القنوات الإخبارية التي تبث الكذب والتحريض، وصعود قنوات أخرى اتخذت من المصداقية سبيلاً للوصول إلى عقل المتلقي.
ولفتت الرويني إلى شروع بعض الدول وفي مقدمتهم دولة الإمارات العربية المتحدة في سنّ تشريعات لمكافحة ظاهرة الأخبار الملفقة، واستشهدت بأمثلة من العالم حيث طالبت القيادات الإعلامية في إنجلترا مجلس العموم البريطاني بالتصدي لتلك الظاهرة، وفي فرنسا قالت وزيرة الثقافة فرانسواز نيسن أنه سيتم اتخاذ إجراء قضائي لوقف نشرها، إلى جانب الفلبين وألمانيا والبرازيل وماليزيا التي لديها قوانين لمعاقبة مروجي الشائعات.
وعرضت نتائج دراسة أمريكية حول تعامل الجمهور مع الأخبار المزيفة، والتي حللت 126 ألف خبر على "تويتر" من عام 2006 حتى العام 2017 وتم بثها عبر منصات التواصل بواسطة ثلاثة ملايين شخص، وأوضحت الدراسة أن تلك الأخبار يعاد تغريدها بنسبة تزيد 70% عن الأخبار الحقيقية، وأن القصة المزيفة تصل إلى 1500 شخص بمعدل ستة أضعاف القصة الحقيقية، كما أظهرت النتائج أن الجمهور يعتبر الأخبار المزيفة أكثر "عاطفية" عن الأخبار الحقيقية.
كما أوضحت الدراسات أنه يتم البحث عن مصطلح "أخبار مزيفة" ما بين 70 ألفا إلى 180 ألف مرة في الشهر الواحد، وأن شهر الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام 2016 شهد تسجيل أكثر من 159 مليون زائر لمواقع إخبارية مزيفة نصف أخبارها غير حقيقية.
وذكرت الرويني بعض الأمثلة لقصص إخبارية مزيفة أنتجتها بعض القنوات بهدف التضليل والخداع، وفي مقدمتها ما فعلته الجزيرة القطرية من تحريف لتصريحات قائد القيادة المركزية الأمريكية، فيما يتعلق بحرب اليمن وبعد اكتشاف القيادة للتحريف وضعت تصريح الجزيرة المفبرك وأرفقته بالتصريح الصحيح، ما دفع بمدير القناة إلى الاعتذار بشكل رسمي متعللاً بأنه خطأ في الترجمة.
كما أشارت إلى معاناة قناة "بي بي سي" البريطانية من تزييف موقعها باللغة الفارسية من قبل إيران، ما دفع هيئة الإذاعة البريطانية إلى تقديم شكوى رسمية للأمم المتحدة حول هذا الأمر وما ينتج عنه من تحريف للحقائق والأخبار التي لا تمت للقناة بأية صلة.
ولفتت الرويني إلى بعض المواقع المضللة التي تستغل حاجة الناس لتبث سمومها في إطار خبري معلوماتي يستهدف مصالح خاصة وموجّهة، عبر استخدام أسماء وإصدارات مشابهة لمواقع عريقة مع تغيير بسيط قد لا يلحظه المتابعون العاديون، وهو ما يدعو الإعلام إلى العمل على توعية الجمهور للتحقق من تلك المواقع قبل تداول ما تبثه من أخبار.
واختتمت الإعلامية نشوى الرويني حديثها بالإشادة ببعض التجارب العربية الناجحة في مجال مكافحة الأخبار الكاذبة، مثل مركز "صواب" في دولة الإمارات، و"هيئة مكافحة الشائعات" ومركز "اعتدال" السعوديين، وموقع "ده بجد" الذي يشرف عليه شباب مصريون.
aXA6IDUyLjE1LjE4NS4xNDcg جزيرة ام اند امز