سلسلة عمليات الاغتيال المشابهة لكل الحلفاء والداعمين والعاملين في الصف الإيراني والموالين لكافة سياساتها التوسعية بدأت منذ اغتيال قاسم سليمان وإسماعيل هنية انتهاء بتصفية حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية بلبنان.
المشهد بات واضحاً مع بداية تصريح الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان في مقابلة مع "سي إن إن"، عندما قال إن حزب الله وحده لا يستطيع أن يقف في وجه دولة إسرائيل المسلحة تسليحا جيدا جدا ولديها القدرة على الوصول إلى أنظمة أسلحة تتفوق بكثير على أي شيء آخر.
كانت هذه بداية نهاية الصفة بين النظام الإيراني والأمين العام لحزب الله الذي كان السبب الرئيسي في دخول القوات الإسرائيلية إلى لبنان وكأنما يعيد مشهد 7 أكتوبر وما فعلته حماس في غزة، فهم بالأساس ذراعان لإيران في المنطقة.
لقد جر نصر الله القوات الإسرائيلية إلى لبنان، وكأنما يعرف مصيره المرتقب، ولكن يريد أن يخلف وراءه الدمار والخراب، ليدخل البلاد في صراع شامل وحرب تتوق لها إسرائيل في لبنان وكأنما أتت لها الفرصة للعودة للجنوب مجدداً.
أصبح حزب الله ضعيفا بعدما تخلت إيران عنه كونها الداعم الرئيسي للحزب من خلال تغيير موقفها الأخير وتركته في مواجهة مباشرة مع إسرائيل في سلوك اعتادت عليه إيران مؤخرا فيما يخص عنصر المواجهة والرد على إسرائيل في كثير من المواقف والضربات التي وجهها الجيش الإسرائيلي على أذرع إيران في المنطقة.
الخطأ الفادح الكبير هو إدخال حزب الله المنطقة في حرب أخرى وجبهة غير غزة يروح ضحيتها ليس البشر فقط بل السلام الذي يريده الكثير من البشر للتعايش، كان حسن نصر الله يدرك أن النتائج ستكون قاسية ومميتة مدمرة وشبه منتهية، لكن المصالح الإيرانية كانت الكفة الأثقل في هذه المرحلة بعد التصريحات الصادرة عن الرئيس الإيراني الجديد.
لقد تعرض نصر الله لخيانة عظمى وهزيمة مخزية، حسب الميزان العسكري السياسي، نعم كانت لديه القدرة على إزعاج إسرائيل ولكن ليس ندا عسكريا ولو بشكل نسبي للوقوف في وجه إسرائيل المدعومة أمريكيا، لقد تحول الحزب بعد 2006 من قوة مقاومة وسبباً للتحرير إلى قوة داخلية وطائفية، ولقد راحت سمعته وخسر بسبب تدخله في الحرب السورية بعد 2013، ويمكن القول إنه بات مستبعد العيش في أحضان الدولة اللبنانية سياسيا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة