تشهد العلاقات بين الإمارات وأوزبكستان تطوراً مستمراً في مختلف المجالات، هذه العلاقات التي تتميز بالتعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي والمعرفي وتستند إلى الاحترام المتبادل والرغبة في تعزيز المصالح المشتركة.
وفي إطار هذا التعاون وأهميته في تعزيز العلاقات بين البلدين قام الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، يوم الجمعة الماضي، بزيارة رسمية إلى أوزبكستان حيث التقى رئيس أوزبكستان شوكت ميرضيائيف لبحث علاقات التعاون والصداقة بين البلدين وتمت خلال الزيارة استعراض المصالح المشتركة والعلاقات الثنائية بين البلدين ولا سيما العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية.
وشهد اللقاء الذي حضره وفد رفيع المستوى من الإمارات، تبادل وجهات النظر حول فرص التعاون المختلفة في مختلف مجالات الاقتصاد المعرفي والتطوير التكنولوجي ومنح التسهيلات التي تدعم رفع معدلات التبادل التجاري والسياحي بين البلدين وجرى خلال الزيارة استعراض آفاق التعاون في مجال العمل الإعلامي والتطرق إلى فرص التعاون في مجالات التعليم والتبادل المعرفي وتأهيل الكوادر والكفاءات المتخصصة بالمعارف الحديثة لمواكبة تطورات العصر الحديث.
لقد شهد الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم خلال الزيارة جانباً من أعمال خلوة التبادل المعرفي الحكومي بين حكومتي دولة الإمارات وجمهورية أوزبكستان التي عقدت في العاصمة طشقند، وتعتبر هذه الخلوة منصة استراتيجية لتوسيع آفاق الشراكة وتطوير التعاون الثنائي في القطاعات الحيوية، وتعتبر الخلوة فرصة يتشارك فيها الوزراء وكبار المسؤولين في البلدين لتبادل الأفكار والخبرات والطموحات ويناقشون فرص تطوير البلدين وتسريع التحويل الرقمي وتعزيز الاستثمار الاقتصادي بشكل يخدم جميع الأطراف لاستكشاف أفكار وحلول جديدة لبناء التنمية الشاملة والمستدامة المشتركة وتقديم نموذج ملهم للشراكات والتعاون حول العالم.
كما استعرضت الزيارة العديد من القضايا الإقليمية الدولية والأوضاع في الشرق الأوسط، وأهمية إيجاد بدائل للتغلب عليها، وتمت خلال الزيارة توقيع اتفاقية بشأن التعاون العسكري بين البلدين، شملت التعاون في مجالات التدريب والتعليم وتبادل الخبرات في قطاع الصناعات الدفاعية.
إن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية أوزبكستان تعتبر نموذجا للعلاقات الثنائية التي تستند إلى تعزيز المصالح الاقتصادية والتجارية والثقافية والرغبة في الاستقرار والأمن في المنطقة، وتدعم كل منهما الأخرى في المحافل الدولية من خلال الزيارات المتبادلة على مستوى القادة والمسؤولين لتعزيز التعاون السياسي والدبلوماسي.
كما شهدت العلاقات الاقتصادية نمواً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، حيث تعتبر دولة الإمارات واحدة من أكبر المستثمرين في أوزبكستان، وبالأخص في قطاعات مثل الطاقة المتجددة، البنية التحتية، السياحة، والتكنولوجيا. كما أن هناك تعاونا متزايدا في مجالات الزراعة والصناعة وتم توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين تهدف إلى تعزيز التجارة والاستثمار بين البلدين من خلال شركات مثل "مصدر"، تستثمر في مشاريع الطاقة المتجددة في أوزبكستان، بما في ذلك مشاريع الطاقة الشمسية والرياح.
أما العلاقات الثقافية والتعليمية بين البلدين فقد تطورت بشكل ملحوظ، حيث قدمت الإمارات الكثير من المنح الدراسية للطلاب الأوزبك للدراسة في جامعاتها، وهناك تعاون في مجالات الثقافة والفنون، حيث يتم تنظيم فعاليات ثقافية مشتركة لتعزيز التفاهم والتبادل الحضاري بين الشعبين.
وتعمل الإمارات على تعزيز التعاون السياحي بين البلدين، فشركات الطيران الإماراتية مثل "طيران الإمارات" و"فلاي دبي" توفر رحلات مباشرة بين الإمارات وأوزبكستان، مما يسهم في تعزيز السياحة بين البلدين.
وبما أن دولة الإمارات من الدول الحريصة بشكل كبير على تطوير قطاع الذكاء الاصطناعي في الدولة فهي تعمل على تعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا والابتكار مع كافة الدول المتقدمة، هذا التعاون بين البلدين سوف يشمل مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، الحكومة الإلكترونية، وتطوير البنية التحتية الرقمية.
هناك الكثير من الشراكات بين البلدين تمثلت في الاتفاقيات الثنائية بين الإمارات وأوزبكستان في مجالات متعددة، بما في ذلك التجارة، الاستثمار، التعليم، الطاقة، والثقافة. هذه الاتفاقيات تهدف إلى تعزيز التعاون المتبادل وتطوير العلاقات في مختلف المجالات، حيث تعتبر الإمارات شريكا استراتيجيا لأوزبكستان في العديد من القطاعات، وتعمل الدولتان على تعزيز هذه العلاقات لتحقيق المصالح المشتركة ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمعرفية في كلا البلدين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة