ثقافة التطوع والعطاء هي ترجمة لموروث تركه لنا زايد.. وسار خليفة بن زايد على نفس نهج والده رحمه الله.
«إن الدفاع عن الاتحاد فرض مقدس على كل مواطن، وأداء الخدمة العسكرية شرف»، تلك الكلمات التي ترسخت في أذهاننا، ولا تزال تتردد إلى يومنا هذا، ومقولة لقائد عظيم لن تنساه البشرية أبدا، هي مقولة المرحوم بإذن الله زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أصبحت أقواله وأفعاله كدستور يتوارثه الأجيال من بعدنا.. نعم هي مقولة أصبحت المادة رقم "43" في دستور دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تنص على أن "الدفاع عن الوطن فرض مقدس على كل مواطن يعيش على أرض هذا الوطن المعطاء".
ومن ذاكرة الزمن، وبالتحديد في سنة 1990 أثناء احتلال العراق للكويت، لن ننسى ذلك التلاحم الرائع بين القيادة الرشيدة وشعب الإمارات، حين وجه زايد رحمه الله نداء التطوع للالتحاق بالخدمة العسكرية ليس للدفاع عن الكويت وحسب، بل لحماية اتحاد الإمارات من عبث التهديدات التي قد تواجهه مستقبلا.. حتى تفاجأ الجميع بتدافع رهيب وعفوي من شعب الإمارات الوفي.. الصغير قبل الكبير.. لتكتظ المعسكرات بالكامل بأعداد رهيبة وغير متوقعة من رجال الإمارات الأوفياء.
فثقافة التطوع والعطاء هي ترجمة لموروث تركه لنا زايد.. وسار خليفة بن زايد على نفس نهج والده رحمه الله، حتى تحقق الحلم وأصبح حقيقة لتصدر حكومة الإمارات أوامر بإنشاء هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية.
خدمة الوطن من أسمى واجبات المواطنة الصالحة، وأعلاها منزلة، وجزء أيضا من العقيدة الإسلامية.. وترسيخ لقيم الولاء والانتماء لهذا الوطن المعطاء، الذي يكسينا عزة وكرامة من المهد.. ويحتوينا بكل ما نحتاج.. ويشعرنا بالأمن والأمان.. ويحمينا من خطر الأعداء.
قد يرى البعض أننا لسنا بحاجة إلى الخدمة الوطنية التي تشكلت مؤخراً.. وأننا في أمن وأمان، ولكن ما يجهله البعض أن "الإمارات" هدف لكثير من أطماع الحاقدين والمتربصين، الذين يريدون نهب خيرات وثروات هذا الوطن، وتدمير مكتسباته.. هذا إلى جانب أوضاع تحتم علينا الوقوف بثبات مع المتغيرات السياسية.. والتحديات التي تزيد يوما بعد يوم.. فلا بد أن نبني "جنديا قوي العزيمة"، ويكون على أهبة الاستعداد لأي ظرف طارئ.
فخدمة الوطن من أسمى واجبات المواطنة الصالحة، وأعلاها منزلة، وجزء أيضا من العقيدة الإسلامية.. وترسيخ لقيم الولاء والانتماء لهذا الوطن المعطاء، الذي يكسينا عزة وكرامة من المهد.. ويحتوينا بكل ما نحتاج.. ويشعرنا بالأمن والأمان.. ويحمينا من خطر الأعداء.
حيث يجب أن ندرك جيدا أن الوطن ليس مجرد كلمات أو شعارات تتردد.. أو أغانٍ وقصائد نتغنى بها.. أو صور وتعليقات وتغريدات تنشر في المناسبات.. بل هو وفاء وعطاء وانتماء وعمل وفداء وتضحية.
إلى أن جاء يوم نعده فرصة من ذهب، ويحين الأوان لرد الجميل، وأن نجسد ونترجم حب الوطن على أرض الواقع.. فالوطن أمانة في أعناقنا، ولا تحميه إلا سواعد أبنائه الأوفياء الذين عاشوا وترعرعوا فيه، فالوطن بحاجة لكم، ويناديكم لتمدوا له أياديكم، فأنتم حصنه المنيع، ودرعه المتين، والثروة الحقيقية التي لا تنضب.. فلبّوا نداء الوطن بكل إخلاص وتفانٍ وعزيمة وإصرار.
وفي نهاية مقالي، أود أن نستذكر معا مقولة قائدنا وولي أمرنا سيدي سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "بأن المتغيرات الإقليمية والدولية والموقع الاستراتيجي للبلاد تفرض علينا الاستمرار في بناء القوة الذاتية وأن نكون دائما على أهبة الاستعداد للدفاع عن أرضنا والحفاظ على مكتسباتنا والإسهام بفعالية في تحقيق الأمن والاستقرار في منطقتنا".
فلنردد جميعا "لبيك يا وطن، لبيك يا خليفة".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة