تقاليد فريدة.. كيف تحتفل "جيديو" الإثيوبية بعيدها السنوي؟
تتمتع قومية جيديو في إثيوبيا بثقافة وتقاليد فريدة، تتجلى في عيدها السنوي الذي يتخطى شهرا، يبدأ بالنظافة وينتهي بالصلوات.
و"جيديو" هي واحدة من 56 قومية تمتد على مساحة 6 مقاطعات كبيرة بإقليم جنوب إثيوبيا، ويبلغ سكانها نحو مليون نسمة وفق آخر تعداد بالبلاد، وتتميز بطقوسها التقليدية التي لا توجد في سواها .
تقطن قومية جيديو في مثلث يجمعها بـ3 أقاليم، فهي تجاور إقليم أوروميا في منطقة "بورينا" و"غوجي"، ما أعطى لها امتدادا آخر وثقافة تميزها عن بقية شعوب جنوب إثيوبيا، كما تمتد مساحات أرض شعب جيديو في إقليم "سيداما" الوليد.
طقوس الاحتفال
لقومية "جيديو" احتفال سنوي خاص بها يمتد لأكثر من شهر، تتخلله برامج ثقافية وطقوس دينية تبدأ في 20 يناير/ كانون الثاني في كل عام، يبدأ بالنظافة والخروج في الساحات والميادين ونتنظيفها بصورة منظمة وشاملة.
تشهد تلك الساحات والميادين المهرجان السنوي لقومية "جيديو"، في حلة زاهية بألوان زيهم التقليدي بألوانه الثلاث (الأزرق والأبيض والرمادي)، ورقصاتهم الخاصة وأغنياتهم الفريدة.
أيضا يتمتع المهرجان السنوي لقومية "جيديو" بأنواع من الطقوس والعادات تتخللها صلوات وتبريكات من أعيان وقادة القومية.
ويشهد المهرجان، الذي يعرف محليا بـ"درارو"، عقد منافسات الفروسية التي تعد إحدى أهم ثقافات قومية جيديو، بجانب تميزهم بوجباتهم التقليدية التي تكون حاضرة هي الأخرى ويتم استعراض عملية تجهيزها من قبل النساء والفتيات.
عبر براقو براسو، رئيس منطقة جيديو، عن سعادته بتنظيم الاحتفالية التي بدأت فعالياتها منذ أسبوع، وقال إن شعبه يحتفل برأس السنة الخاص بهم لنقل ثقافاتهم وتقاليدهم وقوانيهم للأجيال الجديدة.
وأوضح مسؤول منطقة جيديو، التي تتمتع بحكم إداري خاص في إقليم جنوب إثيوبيا، أن شعب هذه المنطقة يعمل معًا من أجل تنمية منطقته والبلاد، وإحياء التراث والقيم والتقاليد التي ينعم بها.
وقال: "نتلقى التبريكات من أعيان وزعماء القومية بتقديم هدايا لهم من المنتجات التي حصلنا عليها من الزراعة والثروة الحيوانية هذا العام"، لافتا إلى أن الاحتفال ينظم تعبيرا عن فترة الحصاد وانتهاء موسم الزراعة التي يعتمد عليها الإقليم بجانب الرعي.
طبيعة خلابة
تعد منطقة جيديو من أجمل مناطق الجنوب وتتمتع بتضاريس مميزة وطبيعة خلابة بأشجارها الوارفة وفواكهها المتعددة والتي تغلب عليها أشجار الموز والخضروات والفواكهة، بجانب شهرتها بزراعة البن، وجداول المياه، ما أكسب المنطقة مساحات سياحية تنافس بها بين المناطق السياحية بإقليم شعوب جنوب إثيوبيا.
وتعتبر القهوة، التي يتم إنتاجها في منطقة "يرجاشفي" إحدى مناطق قومية جيديو، من أهم الواردات المهمة، حيث تشارك في التسويق بدرجة عالية وتدر أرباحًا كبيرة من النقد الأجنبي للبلاد، إضافة إلى هذه المنتجات الزراعية الرئيسية يتم زراعة الشعير والذرة والقمح والفول.
وتابع المسؤول المحلي: "نحن بحاجة إلى العمل الجاد للحفاظ على هذا التقليد وجعله كنزًا وطنيًا من خلال تناقله من جيل إلى جيل.. نسعى لجعل ثقافاتنا وعاداتنا ضمن الموروثات القومية في البلاد من خلال تعزيزها والمحافظة عليها".
بدوره، دعا شيفرا بوجالي، المسؤول التنفيذي لإدارة منطقة جيديو، شباب قومية جيديو إلى دعم جهود الحكومة والانخراط في عملية التنمية التي تشهدها المنطقة، من خلال تحرير أنفسهم من الشائعات والقوى المناهضة للسلام.
وأوضح بوجالي أن شعب جيديو شعب لديه ثقافة وعادات لم تتم دراستها بعد، حيث يتمتع بنظام حكم تقليدي ورثه من أجداده، الذي عبره ينتخب شعب جيديو زعيمًا تقليديًا كل 8 سنوات بطريقة ديمقراطية دون أي مشاكل.
وأضاف: "تعتبر الاحتفالات السنوية لقومية جيديو من أهم البرامج التي تنظمها المنطقة"، مشيرا إلى أن مظاهر الاحتفال تبدأ بالنظافة والحفاظ على البيئة ويتخللها صلوات الأعيان والزعماء.
"جيديو" إحدى قوميات إقليم شعوب جنوب إثيوبيا الذي تقطنه نحو 53 قومية، ويمتد جنوب البلاد متاخما لدولة كينيا، فيما تحده دولة جنوب السودان من جنوبه الغربي، وتنتهي حدود الإقليم مع إقليم جامبيلا الإثيوبي في الشمال الغربي، فيما يحاذي إقليم أوروميا من شرقه وشماله.
ويضم الإقليم أكثر من 50 قومية أبرزها: (سيداما، ولايتا، الهديا، قوراقي، جامو، وسيليتا)، كلها أضافت له مزيجا من التنوع في مجال الفنون والتراث والثقافة كأرض مشبعة بعادات وتقاليد قوميات عديدة.
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4xOTIg جزيرة ام اند امز