النظام في إيران لا يختلف في المحصلة عن الفكر النازي القومي.
شهدت العاصمة السعودية (الرياض) هذا الأسبوع الاجتماع الأول لوزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، وتابعت أغلب كلمات رؤساء الوفود المشاركة، وكانت أولها كلمة ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي أكد فيها أن دول التحالف العسكري الإسلامي ضد الإرهاب ستلاحق المنظمات الإرهابية حتى يختفي الإرهاب من على وجه الأرض.
مثل هذه العزيمة والإرادة من أعلى القيادات السياسية والعسكرية والعمل المؤسساتي الذي يعتبر هذا «التحالف» بداية انطلاقه، لا شك أنها تزرع الأمل عند أبناء المجتمعات الإسلامية بأن مصير تلك «التنظيمات» الزوال الأكيد.
إن مهمة التعاطي مع قضايا التطرف والإرهاب صعبة ومُعقَّدة، لأنها تحوي عوامل دينية وثقافية واجتماعية واقتصادية، والمؤسسات العسكرية لن تلتفت إلى تلك العوامل فهذه مسؤولية المؤسسات الفكرية والثقافية في المجتمعات الإسلامية، ولكن دور «التحالف الإسلامي» هو حماية الكيانات الوطنية من هذه التنظيمات الإرهابية التي تطورت استراتيجياتها العسكرية والسياسية، وكلنا نعرف أن تنظيم «داعش الارهابي» نسخة متطورة من تنظيم القاعدة، ولكنه أخذ صفة الدولة للأسف.
هناك «إرهاب دول» لمصالح سياسية ضيقة، وهي «تتاجر» بمحاربة الإرهاب، في حين تدعم الفكر المتشدد الذي يغذي المنظمات الإرهابية، فيجب محاربة تلك الدول وتعرية خطابها السياسي والإعلامي الداعم لتلك المنظمات الإرهابية، وخير مثال على ذلك الدور الايراني في المنطقة الذي يدعي محاربة التطرف والإرهاب، ولكنه على أرض الواقع يوظّف أحزاباً ومنظمات إرهابية في العالم العربي مثل جماعة الحوثي وحزب الله بلبنان على أنها قوى ممانعة، وللأسف أنه خلق فوضى عبثية بين أبناء المجتمعات العربية مستخدما مظلومية مكون ديني لا أساس تاريخيا له، والفكرة من بعث هذه الحروب المذهبية التي يستخدمها النظام الإيراني هي في جوهرها لخدمة مصالح النظام الايراني وعقدة القومية الفارسية ضد الشعوب الأخرى.
انطلاقة اجتماع الرياض لدول التحالف الإسلامي ضد الإرهاب نقطة تاريخية مفصلية في محاربة الإرهاب في عالمنا الإسلامي والعربي، خصوصا إذا كان على رأس هذه الانطلاقة شخصية مثل الأمير محمد بن سلمان، وهو الذي قال في احتفالية إطلاق مشروع «نيوم»: «إننا سنقضي على الإرهاب فورا»، والآن يكررها دليلاً على وضوح الرؤية وقوة التصميم.
لم أستغرب وصف الأمير محمد بن سلمان في لقائه الأخير مع صحيفة نيويورك تايمز الذي أطلقه على مرشد النظام الايراني «هتلر» الشرق الأوسط، وهذا توصيف دقيق واستجلاب لتاريخ شخصية دمرت العالم؛ ودفع العالم ملايين الضحايا في سبيل طموحات غير واقعية لشخص مريض داعب مشاعر وعواطف شعبه بالتفوق ونظرة دونية لدول وأعراق أخرى، وفي النهاية دفع الشعب الألماني الثمن الباهظ للفكر النازي الإقصائي.
النظام في إيران لا يختلف في المحصلة عن الفكر النازي القومي، فقط إيران ونظامها تغلّف طموحاتها التوسعية بفكر ديني، وهذا أخطر على الشعوب الإسلامية لما للدين في أي مجتمع من تجذّر وعاطفة. مثل هذه الدول تستغل هذا الارتباط العاطفي في ترويج خطابها المتشدد، والكثير في بعض مجتمعاتنا يندفعون لتصديقه، والمجتمعات الإسلامية من أكثر الشعوب في العالم ضحية للإرهاب، وعلى يد مجموعات إرهابية تدعي أنها إسلامية.
انطلاقة اجتماع الرياض لدول التحالف الإسلامي ضد الإرهاب نقطة تاريخية مفصلية في محاربة الإرهاب في عالمنا الإسلامي والعربي، خصوصا إذا كان على رأس هذه الانطلاقة شخصية مثل الأمير محمد بن سلمان، وهو الذي قال في احتفالية إطلاق مشروع «نيوم»: «إننا سنقضي على الإرهاب فوراً»، والآن يكررها دليلاً على وضوح الرؤية وقوة التصميم.
نقلا عن "الحياة" اللندنية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة