نتنياهو ورؤيته لحل القضية الفلسطينية .."تصفية" لا "تسوية"
حكم ذاتي بصلاحيات محدودة وسيطرة أمنية إسرائيلية
تقوم رؤية نتنياهو على حكم ذاتي محدود الصلاحيات على أجزاء من الضفة الغربية مع سيطرة أمنية إسرائيلية مطلقة في المنطقة غربي نهر الأردن.
تجنب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لسنوات طويلة عرض رؤيته للحل مع الفلسطينيين، ولكنه فعل ذلك في محاضرة ألقاها في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتقوم رؤية نتنياهو، التي يمكن وصفها بـ"تصفية"، أكثر من كونها "تسوية"، على حكم ذاتي محدود الصلاحيات على أجزاء من الضفة الغربية، مع سيطرة أمنية إسرائيلية مطلقة في المنطقة، غربي نهر الأردن، دون أي إشارة إلى مصير المستوطنات ورفض عودة اللاجئين الفلسطينيين واعتبار القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل.
وتتناقض هذه الرؤية كليا مع الموقف الفلسطيني الداعي لقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967، وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194، طبقا لما نصت على ذلك مبادرة السلام العربية.
وقال نتنياهو، في كلمة بالمنتدى الاقتصادي في واشنطن، مساء الأربعاء: "أعتقد أن غالبية الإسرائيليين يفضلون وضعاً يسمح لنا بالانفصال عن الفلسطينيين، لا أريد أن يحصل الفلسطينيون على جنسية إسرائيلية ولا أريد أن يصبحوا مواطنين إسرائيليين.. أريد حلاً يمنحهم جميع الصلاحيات التي يحتاجونها لتحقيق حكم ذاتي بدون صلاحيات تهددنا، بمعنى أنه مهما كان الحل الذي سيتم إيجاده، فإن المنطقة الواقعة غربي الأردن، والتي تشمل المناطق الفلسطينية، ستخضع لسيطرة إسرائيل من الناحية العسكرية، أي أن إسرائيل هي التي ستتولى المسؤولية الشاملة عن الشؤون الأمنية".
وأضاف "سأعطيكم مثالاً: عندما تدخلون إسرائيل جواً وتصلون إلى مطار بن غوريون فإنكم تجتازون البحر المتوسط قبل الهبوط في بن غوريون، مما يستغرق نحو 45 ثانية، حيث إن مطار بن غوريون يبعد عن الضفة الغربية بمسافة 10 ثوانٍ (..) إننا بحاجة إلى مجال جوي أوسع يشمل المنطقة الفلسطينية".
وزعم نتنياهو أنه "في هذه المنطقة، أي الشرق الأوسط، المليئة بالدول الفاشلة والدول المنهارة، فإن من الأهمية بمكان أن تتولى إسرائيل المسؤولية عن الأمن، وإلا فسينهار الجميع وسينهار الفلسطينيون أيضاً".
وخلافا لمبادرة السلام العربية، التي نصت على أن الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 وإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين سيؤدي إلى تطبيع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل فإن نتنياهو طرح معادلة معكوسة.
وقال نتنياهو: "لقد تعودنا في الماضي على الافتراض أن صناعة السلام مع الفلسطينيين ستؤدي إلى تطبيع العلاقات مع العالم العربي، إلا أنني أعتقد أن العكس قد يكون صحيحاً، فتطبيع العلاقات مع العالم العربي من شأنه أن يُحدث تغييراً على الموقف الفلسطيني".
وكان نتنياهو أكد مرارا موقفه بأن القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل، فيما شدد على رفض أي عودة للاجئين الفلسطينيين.
بل واعتبر أن من حق إسرائيل الاستيطان في ما أسماها "أرض إسرائيل"، في إشارة إلى الضفة الغربية.