الإخوان على طريق الاضمحلال.. انقسامات تهزم آمال الصلح
انقسامات تطغى على محاولات التوصل لصلح بين جبهتي الإخوات المتناحرة على النفوذ وتحشرها في زاوية فشل يرسم شبح الاضمحلال.
شيوخ وقيادات التنظيم الإرهابي، وعلى رأسهم يوسف القرضاوي، لم يفقدوا -رغم الفشل الأول- الأمل في إحداث تصالح بين جبهتي إبراهيم منير ومحمود حسين على الزعامة، في وقت انفرط فيه عقد التنظيم واتسعت هوة الصراع فيه.
قبل حرب البيانات
مصادر مطلعة كشفت لـ"العين الإخبارية" عن أن شيوخ الجماعة يحاولون التوسط من جديد لرأب الصدع بين جبهتي لندن وإسطنبول رغم فشل محاولتهم أول مرة بسبب تمسك كل منهم بموقفه.
وأشارت المصادر إلى أن رأي شيوخ التنظيم يتمثل في الوصول إلى صيغة ترضي الطرفين وإعادة الأمور إلى نصابها، إلى ما قبل معركة البيانات التي دارت رحاها بين محمود حسين الأمين العام السابق لجبهة إسطنبول والتي أصدرت قرارا ً بعزل إبراهيم منير قائد جبهة لندن من منصبه كقائم بأعمال المرشد العام للتنظيم الإرهابي.
وباتت الشرعية المزعومة في التنظيم الإرهابي على قارعة الطريق بعد أن عزل فريق محمود حسين الأمين العام السابق للتنظيم الإرهابي، إبراهيم منير القائم بأعمال مرشد الإخوان من منصبه، وهو ما رد عليه الأخير بتجميد 6 قيادات في مكتب مجلس الشورى العام للجماعة وهي أعلى هيئات الإخوان.
وزاد من عمق الأزمة خروج تسريبات من الجانبين حول مخالفات مالية وأخلاقية، وفصل المتحدث الإعلامي للجماعة التابع لجبهة محمود حسين، وتعيين متحدث جديد، فيما رفضت جبهة حسين ذلك وأعلنت بقاء متحدثها الرسمي في منصبه، واستمرار سيطرتها على منصات الجماعة وموقعها الإلكتروني، وفضائيات إسطنبول.
اتجاهات الخلاف
متابعون للخلاف بين جبهتي لندن وإسطنبول يؤكدون أن سعي شيوخ الإخوان لعودة المياه إلى مجاريها الطبيعية أمر يصعب حدوثه بأي شكل من الأشكال خصوصا أن كل فريق متمسك برأيه ولديه جمهور كبير يؤيد موقفه بشكل كبير.
وفي هذا الإطار، يرى الباحث المصري المختص في الإسلام السياسي، عمرو فاروق، أن إبراهيم منير وجبهته يسعون لتفريغ الكتلة المناوئة لهم من قيادات الجماعة المقيمين في تركيا بعد فرارهم من مصر نهاية عام 2013.
وقال فاروق لـ"العين الإخبارية"، إن هذه المجموعة تمثل حجر عثرة أمام سيطرة منير الكاملة على كافة مفاصل التنظيم، خاصة أنها لا تزال قادرة على التعبئة التنظيمية وحشد القواعد ضده.
.ويعتقد فاروق أن منير يحاول استغلال ملف المخالفات المالية والإدارية التي تورط فيها محمود حسين ومجموعته على مدار السنوات الماضية، لتصفية الخصومة، وهو ما يعبر عنه صراحة بيان الإقالة الذي أوضح أن السبب هو اكتشاف مخالفات ووقائع فساد مالية للمجموعة المفصولة.
وحول سيناريوهات المستقبل، يوضح فاروق أن المعطيات الحالية تدفع نحو اتجاهين، الأول أن تنفصل مجموعة القيادات التاريخية بقيادة حسين وتلجأ إلى تدشين فرع جديد للجماعة برئاسته، بعيدا عن سيطرة منير، وتستغل في ذلك قدرتها على حشد القواعد لتأييدها، والثاني؛ أن ينجح منير في حسم الخلافات وتستمر محاولات عزله من منصبه وسحب الثقة منه.
المستقبل
وفي هذا السياق، يرى صبرة القاسمي المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية، أن مساعي المستقبل القريب للتنظيم سيشهد حالة من التخبط الشديد بين قيادات الجبهتين، ومن الصعب تدارك هذا الأمر سيما أن الفريقين أعلنا الحرب على الملأ.
وأضاف القاسمي، لـ"العين الإخبارية"، أن كل الأطراف المتصارعة تسعى لتحقيق مصالحها والاستحواذ على كعكة الإخوان من تمويلات ومصالح دولية، وبالتالي فإن التنازل يعني خسارة كل ما سعوا إليه خلال سنوات، وهذا لن يحدث بسهولة.
واختتم القاسمي بالقول إن الفترة المقبلة ربما تشهد مزيدا من التوتر بين فريقي الإخوان الذين كشفتهم الأزمة وباتوا يلعبون أوراقهم على المكشوف، وربما تشهد الفترة المقبلة مزيداً من الفضائح العلنية بين كافة الأطراف.
aXA6IDMuMTM3LjE3NS44MCA= جزيرة ام اند امز