"وضوح الرؤية".. لقاءات سرية تفضح قمع وديكتاتورية الإخوان
دخل الصراع على قيادة الإخوان الإرهابية وإحكام السيطرة عليها ماليا وإداريا، مرحلة "القمع وإلغاء الآخر" وتبادل اتهامات "تكميم الأفواه".
وتشهد قمة رأس الإخوان صراعا كبيرا بعد عزل فريق محمود حسين الأمين العام السابق للتنظيم، إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام من منصبه، وهو ما رد عليه الأخير بتجميد 6 قيادات في مكتب مجلس الشورى العام للجماعة؛ وهي أعلى هيئات الإخوان.
وزاد من عمق الأزمة خروج تسريبات من الجانبين حول مخالفات مالية وأخلاقية، وفصل المتحدث الإعلامي للجماعة التابع لجبهة محمود حسين، وتعيين متحدث جديد، فيما رفضت جبهة حسين ذلك وأعلنت بقاء متحدثها الرسمي في منصبه، واستمرار سيطرتها على منصات الجماعة وموقعها الإلكتروني، وفضائيات إسطنبول.
الوجه الحقيقي
وفي أحدث فصول الصراع التي تعكس "ديكتاتورية الجماعة" وتشدقها بالديمقراطية والحريات وهي أبعد ما تكون عنها، أعلنت جبهة منير عقد سلسلة لقاءات عبر برنامج الاتصال المرئي "زووم" تحت دعوى "وضوح الرؤية"، بيد أنها رفضت الاستماع لعناصر من الجبهة المقابلة (جبهة محمود حسين).
البداية، كانت بث القيادي الإخواني محمد الدسوقي المحسوب على جبهة إبراهيم منير (في لندن)، ومسؤول الإخوان في محافظة الدقهلية سابقا (شمال مصر)، تسجيلا صوتيا يهاجم فيه قيادات الإخوان في تركيا، ثم قيامه بترتيب لقاء مفتوح مع شباب الجماعة في مصر وتركيا لكشف الكثير من التفاصيل الداخلية عبر تطبيق "زووم".
فيما أقدم عدد من قيادات الإخوان في أنقرة بينهم همام علي يوسف، ومدحت الحداد المحسوبين على جبهة حسين، بمحاولة المشاركة في الفعالية للرد على جبهة منير، لكن تم منعهم وحجب رابط الاجتماع، وقصره على عناصر محددة فقط؛ الأمر الذي تسبب في أزمة بين القواعد التنظيمية.
إزاء ذلك، اتهمت جبهة حسين، مجموعة لندن بـ"احتكار الرؤية"، و"تكميم الأفواه" ورفض الاستماع للرأي المخالف لها.
وقالت الجبهة في رسالة لقواعد الإخوان: "لم يسمح القائمون على لقاء (زووم)، بعرض وجهة النظر الأخرى من قبل (همام يوسف أو مدحت الحداد)، كما لم يسمحوا لأفراد الإخوان الملتزمين بقرارات الشورى بدخول اللقاء، حتى من حضر اللقاء من عموم الإخوان منعوا من الأسئلة والمداخلات بجميع أنواعها، سواء كانت كتابية أو شفهية".
وتساءل فريق حسين: "لماذا كل هذه الإجراءات الاستبدادية المكممة للأفواه؟ ولماذا لا يسمحون بعرض الحقائق؟، وختمت الرسالة بالقول: "حسبنا الله ونعم الوكيل".
وفي تعقيبه، قال عمرو عبد المنعم، الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "الصراع داخل قمة هرم التنظيم يدخل مرحلة جديدة عنوانها تشويه الآخر، والإلغاء".
وأشار عبد المنعم إلى أن جبهة إسطنبول "تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن قيادات التنظيم فشلت في احتواء الأزمة، بعد أن كشف الصراع عن الوجه الحقيقي للتنظيم، وقمع الرأي الآخر، حتى من داخل التنظيم نفسه، وهو عكس ما يروجون له".
وأوضح: "الجماعة تمارس انتهاكات صريحة وصارخة رغم ما تتشدق به من تقبل للرأي الآخر والحريات"، مضيفا: "الجماعة الإرهابية تعيش حالة من التخبط الإداري والتنظيمي الشديدين خلال الفترة الأخيرة، وصراعاتها كشفت خبث نواياها".
تناحر داخلي
وقامت جبهة إبراهيم منير بالرد على دعوة محمود حسين بانتخاب مرشد جديد للتنظيم الإرهابي، بتجميد عضويته و5 آخرين من أعوانه، وعدم الاعتداد بكل ما يصدر عنهم.
وأرجعت جبهة منير قرار التجميد لما قالت إنه "تكرار مخالفاتهم (القادة الـ6) بما لا يستند إلى نص لائحي ولا قياس تاريخي ولا منطق عقلي".
وأعلنت جبهة منير إطلاق منصات إعلامية بديلة بعضها يحمل نفس الإسم، حيث أطلقت الجبهة ما اعتبرت أنه "الموقع الرسمي والوحيد للجماعة باسم "إخوان سايت" بديلا لـ"إخوان أون لاين".
وكانت جبهة حسين قد أعلنت أنها غير معنية بأية قرارات أو إجراءات تصدر ضد قادتها، وقالت: "الإخوان يمثلها مجلس الشورى العام، والذي يقوم باتخاذ الإجراءات المتممة للقرارات الخاصة بخلو موقع نائب المرشد والقائم بعمله".
وأصدرت الجبهة بيانا جاء فيه: "نظرا للظروف الاستثنائية التي تمر بها الجماعة، قررنا تشكيل لجنة مؤقتة يختارها مجلس الشورى العام تقوم بعمل المرشد العام في الشأن المصري لمدة ستة أشهر أو اتخاذ المجلس قرارا بتحديد القائم بالعمل أيهما أقرب، وتكون مرجعيتها في القرارات مجلس الشورى العام".
وفي خضم الصراع على منصب الإرشاد في تنظيم يعتمد على السمع والطاعة، يواجه الإخوان أعنف أزمة منذ سبعينيات القرن الماضي، ما يمهد لانهيار تاريخي لجماعة انتهجت العنف سبيلا لتحقيق أهدافها منذ تأسيسها عام 1928 في مصر.
aXA6IDE4LjExOC4xNDYuMTgwIA== جزيرة ام اند امز