يعيش تنظيم الإخوان الإرهابي أعنف أزمة منذ سبعينيات القرن الماضي، أزمةٌ هزت هيكله التنظيمي وبنيته العقائدية وتنبئ بانهياره في خضم الصراع المحموم على منصب المرشد بين متزعميه في المنافي.. تياري إسطنبول ولندن.
بعد ضربات موجعة تلقاها التنظيم، كان أقساها إلقاء السلطات المصرية القبض على محمود عزت مرشد الجماعة في أغسطس 2020، الأمر الذي أشعل الحرب بين أجنحة التنظيم طمعا بمنصب المرشد الذي يتحكم بأموال الجماعة.
جهود مكثفة بذلها الإخوان للملمة أشتات التنظيم الذي يعتمد على السمع والطاعة، أحدث هذه الجهود كان بيان ما يسمى "لجنة علماء الإخوان"، التي حاولت احتواء خلافات إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد، ومحمود حسين الأمين العام السابق.
البيان، الذي لم يسمِّ أي شخص من "لجنة علماء الإخوان"، اصطف إلى جانب منير، فدعا إلى "دعم منير كقائم بالأعمال، والحرص على وحدة الصف"، مناشدا عناصر الجماعة "طاعة منير، والالتفاف حوله، والتعاون معه"، وطالب بإبعاد "كل صاحب هوى أو غرض"، و"العمل على جمع الـشمل ورفـض الإقـصاء والتهميش، والبعد عن الخلافات الـتي تهـدم آداب الحوار" في رسالة غير مباشرة إلى "محمود حسين" وقادة جبهة إسطنبول.
تأتي هذه المحاولة التوفيقية في وقتٍ يعيش فيه التنظيم الإرهابي حالة من الغليان، وضعت شرعيته المزعومة على قارعة الطريق، بعد أن خلع جناح إسطنبول طاعة إبراهيم منير، مطالبين بتشكيل لجنة مؤقتة تقوم بعمل المرشد العام في الشأن المصري لمدة ستة أشهر، أو اتخاذ مجلس شورى الجماعة قرارا بتحديد القائم بالعمل أيهما أقرب.
الأمر الذي دفع بإبراهيم منير لتجميد عضوية محمود حسين و5 قيادات من المحسوبين عليه في مكتب مجلس الشورى العام للجماعة، وهي أعلى هيئات الإخوان.