يوم الانتخابات يوم لا ينفع فيه دجل الإخوان وكذبهم.. إنه يوم الحقيقة الساطعة
فصناديق الاقتراع قالت كلمتها مدوية ليسمعها العالم أجمع: "لا للإخوان".. الجزائريون لقنوا حركات الإخوان درسا ربما يذكرهم بهزائم نظرائهم في مصر وتونس والمغرب وليبيا والعراق.
هزيمة وضعت "حركة مجتمع السلم" الإخوانية في ذيل قوائم الانتخابات المحلية -البلدية والولائية- التي تصدرتها "جبهة التحرير" و"التجمع الوطني الديمقراطي".
فما هي أسباب خسارة الإخوان؟ ولماذا عاقبهم الشعب الجزائري؟
بحسب خبراء، فإن السبب الرئيسي للهزيمة هو انتهاء العمل بنظام "المحاصصة السري" المعروف ب"نظام الكوتة" - الذي كان يعطي للجماعة حصة من كعكة السلطة -استمرت طوال العقود الثلاثة الماضية.. فذاك زمن انقضى.
أما السبب الثاني فكان الطريقة التي خاض بها الإخوان الحملة الانتخابية باستخدام "خطاب تهريجي" هزلي لا يرقى إلى مستوى الحدث، ويدل على جهلهم بقيمة الانتخابات المحلية.. فبعضهم قال بسخرية مقيتة: "إن هدفه إسعاد المواطن".
ومن الأسباب الأخرى التي دفعت الشعب الجزائري لمعاقبة الحركات الإخوانية، هي انفضاح انتهازية مرشحيهم بالبحث عن المناصب والمكاسب، كما أن وقف الدعم المالي للأحزاب والتيارات الذي كانت تمنحه السلطات الجزائرية في الانتخابات، كشف عن ضعف الإخوان وعدم قدرتهم على كسب الأصوات إلا بالمال السياسي، الذي جفت منابعه، لتكشف عن وزنهم السياسي الحقيقي.
وإلى جانب الانتشار المحدود لجماعة الإخوان، وغياب القاعدة الشعبية المؤيدة لهم، فإن تقديم المستقلين لأنفسهم كبديل مقنع للشعب الجزائري، أسهم في انهيار الإخوان شعبيا وسياسيا.
خسارة الإخوان في الجزائر هي الثانية هذا العام بعد خسارتهم للانتخابات التشريعية لتتكرس خيبتهم جزاء لمكرهم وعقابا على نفاقهم.
وأيا كانت الأسباب فإن نتائج الانتخابات دليل على تهاوي مشروع الإخوان الظلامي، الذي اعتمد على الكذب والتضليل، وسينتهي إلى قاع التاريخ كنتيجة حتمية.. عاجلا أم آجلا.