فضيحة الهروب لإسرائيل.. ارتباك يهز قيادات حماس
تفاصيل تصل إلى حد الفضيحة، وفق متابعين، تكشفت مع تسريبات حول تسليم قيادي محلي من حماس نفسه إلى إسرائيل
بين هروب قيادي واعتقال آخر في غزة، ترتسم فصول حلقة جديدة من الاختراق الإسرائيلي لحركة حماس المسيطرة بالقوة على قطاع غزة.
تفاصيل تصل إلى حد الفضيحة، وفق متابعين، تكشفت مع تسريبات حول تسليم قيادي محلي من حماس نفسه لقوات الاحتلال الإسرائيلي، ليعقبه اعتقال آخرين بعد انكشاف علاقتهم بالمخابرات الإسرائيلية.
وبخلاف النفي الملتبس لوزارة داخلية حماس، أكد مصدر مطلع في غزة لـ"العين الإخبارية" نبأ تسليم ناشط محلي للقوات الإسرائيلية.
هروب عضو
وكشف المصدر، الذي فضل عدم ذكر هويته، أن الناشط عز الدين بدر (25 عاما) من سكان مخيم جباليا شمال قطاع غزة، مسؤول ميداني في وحدة الضفادع البشرية (قوة بحرية تتبع كتائب القسام) هرب من غزة سباحة وسلم نفسه لزورق إسرائيلي الذي نقله إلى جهة مجهولة.
وبحسب المصدر؛ فإن بدر هرب سباحة مساء 28 يونيو/حزيران الماضي، واجتاز الحدود البحرية قبالة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وتسلمته قوة بحرية إسرائيلية نقلته إلى جهة مجهولة.
وفي ذلك اليوم، أعلنت إسرائيل اعتقال فلسطيني أعزل اجتاز الحدود البحرية.
وذكر المصدر المطلع، أن هروب بدر، جاء بعد شعوره بانكشاف أمره، فخشي التعرض للاعتقال والقتل، مؤكدا أن حجم الضرر من المعلومات التي نقلها لا يزال يخضع للتحقيق، وهو يرتبط بالمدة التي ارتبط فيها بإسرائيل، وبالمسؤوليات التي تولاها.
ولكنه أكد أن موقع الهارب، أتاح له معرفة الكثير من المعلومات والتفاصيل، المتعلقة بأنشطة الذراع المسلحة لحماس، وبالتالي حولها جميعا إلى بنك الأهداف الإسرائيلي.
اعتقال مسؤول أمني
ولم تكن عملية الهروب، الضربة الوحيدة التي تتلقاها حماس في هذه الفترة، فقد كشف النقاب عن اعتقال أجهزة حماس مسؤولا في الحركة له موقع رفيع في أجهزتها الأمنية؛ وهو ما يشكل حالة اختراق إسرائيلية متقدمة.
وأفادت تقارير إعلامية في قطاع غزة بأن محمد أبوعجوة، الموقوف لدى الأمن الداخلي لحركة حماس بتهمة التخابر مع إسرائيل، كان المسؤول الأول عن منظومة الاتصالات الإلكترونية لكتائب القسام في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
ورجحت التقارير أن يكون أبوعجوة قد سرّب لإسرائيل معلومات استراتيجية عن شبكة الاتصالات لحماس وأمن حماس داخل القطاع.
ووفق مصادر متطابعة، فإن أبوعجوة من سكان الشجاعية، شرق غزة، وهو خريج هندسة كمبيوتر.
ووفق تسريبات التحقيقات الأولية؛ فقد بدأت علاقة أبوعجوة مع الاستخبارات الإسرائيلية، في 2009، واستغلت موقعه الأمني في جهاز الأمن الداخلي لحماس، في تزويد إسرائيل بالمعلومات، بما في ذلك الكشف عن منظومة الكاميرات والاتصالات.
وزارة الداخلية بغزة التابعة لحماس، أصدرت نفيا ملتبسا، حول القضية المثارة؛ إذ جاء النفي أن تكون أصدرت تصريحا باعتقال 16 شخصا من حماس، ولكنها صمتت عن جوهر القضية، لأنها لا تستطيع أن تنفيها أو تنكرها، وفق المتابعين.
ويربط المتابعون بين هذه الخلية، وبين ما أعلنته داخلية في 3 يوليو/تموز الجاري عن "اعتقال خلية مُوجّهة من الاحتلال الاسرائيلي خلال قيامها بعمل تخريبي ضد عناصر المقاومة".
حلقة جديدة من الاختراق
الكاتب والمحلل صادق أمين، أكد لـ"العين الإخبارية" أن الاختراق الإسرائيلي للفصائل الفلسطينية، عبر تجنيد أعضاء أو مسؤولين فيها، أمر موجود، وتعرضت له جميع القوى، وحجمه مرتبط بالقدرة على الاختراق، وحجم تأثير هذه القوى.
وأشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يكشف فيها عن أشخاص جندتهم المخابرات الإسرائيلية في حركة حماس، وهناك أسماء معروفة مثل وليد حمدية الذي جرت تصفيته.
وذكر أن هناك معطيات سابقة عن تصفية آخرين أو اعتقالهم بعد انكشاف تجنيدهم من المخابرات الإسرائيلية، لافتا إلى أن هذا الأمر استهدف حتى نشطاء من حركة فتح وغيرها من الفصائل.
وحول تفسيره لصمت حماس ومحاولة إنكارها، رأى أن الأمر قد يكون مرتبطا باستمرار التحقيقات، في القضية.
وأشار إلى أن المخابرات الإسرائيلية تلجأ إلى التجنيد الفردي، والعمل الفردي؛ وهي تستغل ضعاف النفوس، ومن لديهم عثرات لاختراق التنظيمات عبرهم.
الخبير الأمني اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، أشار إلى أن إسرائيل منذ ما قبل إنشائها تعمل على زرع الجواسيس بين العرب والفلسطينيين وحتى بين حلفائها كأمريكا.
وقال الشرقاوي لـ"العين الإخبارية": إسرائيل قادرة على اختراق المنظومات الفلسطينية المختلفة بما تملكه من إمكانيات وقدرات عالية المستوى.
ولفت إلى أن اسرائيل لم تجند أفرادا فقط بل جندت تنظيمات تشتغل لصالحها كجيش لحد في لبنان وتنظيم صبري البنا.
وذكر أنه سبق أن تحدث لصلاح خلف أبو إياد (قائد الأجهزة الأمنية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واغتالته إسرائيل في 14 يناير 1991) أن تنظيم صبري البنا هو حالة إسرائيلية وهذا ما ثبت فيما بعد من ممارساته الإجرامية.
وأكد أنه في كل مفصل من المفاصل المهمة تسعى إسرائيل عبر أجهزتها الاستخبارية لزرع الجواسيس منذ ما قبل النكبة..
وقال: "مطلوب من الفلسطينيين الانتباه والحذر والمعالجة".
قنبلة موقوتة
بدوره، قال الدكتور عمر جعارة، خبير شؤون إسرائيلية: "لا توجد استخبارات في العالم لا تعمل على زرع عملاء حتى بين الأصدقاء وليس الأعداء فقط بهدف جمع المعلومات الصحيحة لتبني عليها قراراتها".
وأضاف في حديثه لـ"العين الإخبارية": إسرائيل تجمع المعلومات بكل الوسائل بدءا من العنصر البشري مرورا بجمع المعلومات تقنيا وإلكترونيا وعبر الأقمار الصناعية".
ونبه إلى أن "الجاسوس أينما وجد يشكل خطرا كبيرا وهو بمثابة قنبلة موقوتة يترك أثرا كبيرا في المحيط المزروع فيه".
aXA6IDE4LjExNi44OS44IA== جزيرة ام اند امز