«مارين وان» الجديدة ممنوعة من نقل بايدن.. والسبب «الحديقة الخلفية»
رغم إنفاق نحو 5 مليارات دولار على تطويرها ما زالت الطائرات الهليكوبتر الرئاسية الجديدة "مارين وان" ممنوعة من نقل الرئيس الأمريكي.
وطائرات الهليكوبتر الرئاسية الجديدة المعروفة باسم "مارين وان" ممنوعة من نقل الرئيس جو بايدن بسبب استمرار المخاوف من إحراق حديقة البيت الأبيض في أثناء الهبوط.
وقالت شبكة "بلومبرغ" إن الدوارات وعادم المحرك للطائرة الجديدة من طراز "VH-92" المصنعة من قبل شركة "سيكورسكي" التابعة لشركة لوكهيد مارتن هي السبب وراء حرق العشب عند هبوط الطائرة.
وأشارت إلى أن هذه المشكلة جرى تحديدها منذ عام 2018 في أثناء ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأضافت أنه بسبب استمرار المشكلة فإن الطائرة "VH-92" الجديدة لا تحمل سوى مسؤولي البيت الأبيض أو أفراد الخدمة السرية بدلاً من الرئيس نفسه، ويقتصر هبوطها على الأسطح المرصوفة.
وفي الوقت نفسه تستمر طائرات الهليكوبتر الأقدم من طراز "VH-3D Sea King" في نقل بايدن من نقطة الإقلاع التقليدية الشهيرة في الحديقة الجنوبية.
وسعى الجيش الأمريكي إلى استخدام الطائرات الأحدث من طراز "VH-92" بدلا من الطائرات القديمة، وذلك بموجب برنامج بقيمة 5 مليارات دولار.
وحصل الجيش بالفعل على 20 طائرة منها ومع اكتشاف مشكلة حرق العشب في 2018 بدأت الجهود لمعالجتها.
وفي تقرير صدر في يونيو/حزيران 2020 أشار مكتب محاسبة الحكومة، وهو إحدى الهيئات الرقابية، إلى أن الجيش "لم يثبت بعد أنه قادر على تلبية متطلبات الهبوط في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض دون التسبب في أضرار".
وذكر المكتب في ذلك الوقت أن "الحرارة المنبعثة من وحدة الطاقة المساعدة وعادم المحرك تستمر في إتلاف العشب في ظل ظروف معينة".
وقال إن "البرنامج يدرس الحلول" التي تشمل "تغييرات معينة في تصميم الطائرات، ومعالجة أسطح العشب، وتغييرات إجرائية تشغيلية لتقليل مخاطر منطقة الهبوط".
وفي أوائل عام 2021، أكد مكتب الاختبارات والتقييمات التشغيلية التابع لوزارة الدفاع أن "الضرر يرجع في المقام الأول إلى عادم المحرك، وعادم وحدة الطاقة المساعدة، وتصريف سوائل الطائرات على العشب".
ومع ذلك، كشفت وزارة الدفاع في تقريرها السنوي لعام 2023، الذي صدر في وقت سابق من العام الجاري، أن "VH-92" فعالة من الناحية التشغيلية لمهام الرفع الإداري" بعد تحسين "الاتصالات الصوتية" للمروحية، دون الإشارة إلى مسألة العشب.
ونقل موقع "بيزنس إنسايدر" عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن المكاتب المعنية المشاركة في البرنامج "تعمل بجد لضمان الانتقال السلس والآمن وفي الوقت المناسب" من الأسطول الحالي من طائرات الهليكوبتر إلى VH-92.
حدائق البيت الأبيض
لحدائق البيت الأبيض مكانة خاصة لدى جميع الرؤساء المتعاقبين على حكم الولايات المتحدة، ولدى زوجاتهم أيضا، إذ تعتبر المحافظة على رونقها وتناسقها من بين بروتوكولات القصر، وهذا ما يفسر كثرة حدائق الفاكهة والورود والمسطحات الخضراء.
وتعد الحديقة الجنوبية من بين أبرز حدائق القصر، تقع جنوب المبنى، وتوصف أحيانا بأنها الحديقة الخلفية لمقر الرئاسة الأمريكية، وتمنح إطلالة شمالية جنوبية على المبنى.
ظلت الحديقة مفتوحة للعموم حتى الحرب العالمية الثانية، قبل أن تتحول إلى مساحة مغلقة من أراضي البيت الأبيض، غالبا ما تستخدم للمناسبات الرسمية والتجمعات غير الرسمية بما في ذلك مسابقة البيت الأبيض السنوية لدحرجة البيض وحفلات الشواء للموظفين، ومنها تقلع المروحية الرئاسية.
وتحافظ الحديقة الجنوبية على نباتات يزرعها رؤساء الولايات المتحدة من الماغنوليا والقيقب والدردار الأمريكي والبلوط الأبيض وغيرها.
عبق سلام
ومن نفس الحديقة، فاح عبق السلام حين كانت شاهدة على توقيع معاهدات سلام مصيرية بالشرق الأوسط.
ففي 26 مارس/آذار 1979، احتضنت الحديقة حفل توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.
ولاحقا، وتحديدا في 13 سبتمبر/أيلول 1993، شهدت الحديقة نفسها مراسم توقيع معاهدة أوسلو، أو أوسلو 1، المعروفة رسمياً باسم إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي.
والمعاهدة وقعتها إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، بحضور الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، في اتفاق حمل اسم مدينة أوسلو النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرية.
وفي 2020، صدحت سيمفونية السلام من جديد في الحديقة، لتنساب نوتاتها بنفس المكان، على مرأى من ذات الورود الساحرة بألوانها البهية وأوراقها المتناسقة، لتدون قصة تعايش تكتبها هذه المرة دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين.
aXA6IDEzLjU4LjIwMS4yNDAg جزيرة ام اند امز