الحقبة التالية من الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ستكون نتيجة سباق لتقديم إنترنت رخيص وعالي السرعة، وبوقت استجابة منخفض للمناطق المحرومة.
وقد بدأت بالفعل العديد من المنظمات المموَّلة جيدًا، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، بإطلاق أقمار صناعية، مقرر إطلاق المزيد منها قريبًا، رغم المنافسة المحمومة بين المتسابقين في الفضاء، وجميعهم يركزون على أشكال مختلفة لنفس الحل، ألا وهو الشبكات المدارية، التي نلقي عليها وعلى الشركات التي تبنيها نظرة فاحصة.
الأقمار الاصطناعية ذات المدار الأرضي المنخفض (LEO)
بدلاً من تفجير أقمار صناعية ضخمة في مدار ثابت للأرض، تطلق شركات الجيل التالي من الإنترنت أقمارها في مدار أرضي منخفض (LEO)، وهي أقمار أصغر من سابقاتها وأقرب إلى الأرض من الأقمار التقليدية، حيث يقلل المدار السفلي للفضاء بصورة كبيرة من التأخير، الذي يأتي عادةً مع الإنترنت عبر الأقمار الصناعية.
القمر الاصطناعي سبوتنيك Sputnik
جعل العلماء السوفييت الأمور أكثر واقعية في عام 1957، عندما أطلقوا قمر سبوتنيك الاصطناعي، وهو عبارة عن كرة فضية بحجم كرة الشاطئ، التي تدور حول الأرض لمدة ثلاثة أشهر.
تم وضع جهاز إرسال لا سلكي على متن القمر الاصطناعي، يصدر أصوات pinging إلى الأرض، حتى أن مالكي الراديو الهواة يمكنهم سماعها.
القمر الاصطناعي "تيليستار واحد" Telstar 1
دخل أول قمر اصطناعي للاتصالات بألواح شمسية يمكنها إعادة شحن بطارياته Courier 1B إلى المدار في عام 1960، لكن المتغيّر الحقيقي للتقنية هو Telstar 1، الذي تم إطلاقه عام 1962.
القمر الاصطناعي "تليستار واحد" مملوك لشركة AT&T، وأطلقته وكالة ناسا، ويمكنه نقل إشارات الهاتف والتليفزيون عبر النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وكانت إحدى الإشارات الأولى، التي وصلت إلى أوروبا، مقتطفًا من مباراة بيسبول بين فيلادلفيا فيليز وشيكاغو كابس في الولايات المتحدة الأمريكية.
التطور الجديد في مجال الأقمار الاصطناعية:
مشكلة الأقمار الاصطناعية أن كل قمر اصطناعي لا يستطيع أن يغطي إلا مناطق محددة على الكرة الأرضية، وبالتالي فإنه حتى يتم تغطية مساحة الأرض لبث الإنترنت عبر الفضاء تحتاج الشركات إلى ملء السماء القريبة من الأرض بآلاف الأقمار الاصطناعية، وهذا ما تسعى إليه شركات عملاقة، منها شركة سبيس إكس، حيث زادت من إنتاج آلاف الأقمار الاصطناعية، وهي أكبر شركة في العالم تهتم بهذا المجال، ويقودها الملياردير إيلون ماسك، حيث أسس شركات لصناعة الأقمار الاصطناعية، التي كانت تستغرق من ستة أشهر إلى سنوات للقمر الواحد، فيما استطاع عمل خط إنتاج أقمار اصطناعية بحيث وصل إلى إنتاج قمر اصطناعي كل يوم، وقد وصل عدد الأقمار الاصطناعية المرسلة إلى الغلاف الجوي القريب من الأرض إلى أكثر من 80 ألف قمر، منتشرة حول الأرض، ويتم إرسالها عبر صواريخ يمكن أن ترجع إلى الأرض مرة أخرى لإعادة استخدامها.
ويحمل كل صاروخ 60 قمرًا اصطناعيا في كل إطلاقة، وتتواصل هذه الأقمار فيما بينها، وعُمر كل منها خمس سنوات، بعدها ينتحر في المحيط أو الفضاء عبر التحكم في مساره.
شركة "سبيس إكس" SpaceX
في 23 مايو 2019، أعلن مالك شركة سبيس إكس، المعروف بأفكاره الخيالية، عن إطلاق أول قمر "فالكون 9" الاصطناعي، ويحمل 60 قمرًا إلى المدار القريب للأرض، ومن خلال الإصدار التجريبي يمكن للمستخدمين توقع رؤية سرعات نقل البيانات تتراوح من 50 إلى 150 ميجا بايت في الثانية، وزمن انتقال من 20 إلى 40 مللي للثانية في معظم المواقع على مدار الأشهر العديدة القادمة، بفضل تحسين الشركة لنظام Starlink.
ومع إطلاق الشركة مزيد من الأقمار الاصطناعية، تقوم بتثبيت محطات أرضية أكثر وتطوير برامج الشبكات لديها لتحسين سرعة نقل البيانات.
"الكون تسعة" Falcon 9
"فالكون 9" هو صاروخ من مرحلتين قابل لإعادة الاستخدام، وقد تم تصميمه وتصنيعه بواسطة شركة سبيس إكس SpaceX، من أجل النقل الموثوق والآمن للأشخاص والحمولات إلى مدار الأرض وما بعده، ويُعتبر أول صاروخ قابل لإعادة الاستخدام من الدرجة المدارية في العالم.
وتسمح قابلية إعادة الاستخدام لـSpaceX بتعديل أغلى أجزاء الصاروخ، ما يؤدي بدوره إلى خفض تكلفة الوصول إلى الفضاء.
"فالكون هيفي" Falcon Heavy
هو أقوى صاروخ عملي في العالم بضعفين، مع القدرة على رفع الأقمار إلى المدار بما يقرب من 64 طنًا متريًا (141000 رطل).
يمكن لـ"فالكون هيفي" رفع أكثر من ضعف حمولة أقرب مركبة تشغيلية تالية، وهي Delta IV Heavy.
يتكون "فالكون هيفي" من ثلاثة أنوية من طراز Falcon 9 ذات تسعة محركات، تولد محركات الـ27 من Merlin معًا أكثر من 5 ملايين رطل من الدفع عند الإقلاع، أي ما يعادل ثمانية عشر طائرة "747" تقريبًا.
مركبة التنين الفضائية The Dragon spacecraft
وهي قادرة على حمل 7 ركاب من وإلى مدار الأرض وما بعده، حيث إنها المركبة الفضائية الوحيدة، التي تطير حاليًا والقادرة على إعادة كميات كبيرة من البضائع إلى الأرض، وهي أول مركبة فضائية خاصة لنقل البشر من وإلى المحطة الفضائية.
المركبة الفضائية الفريدة: STARSHIP SN15
في يوم الأربعاء الموافق 5 مايو 2021، أكملت المركبة الفضائية "ستار شِب" بنجاح اختبار الطيران على ارتفاعات عالية من محطة إطلاق الصواريخ إلى الفضاء في الولايات المتحدة، وتحديدا ولاية تكساس.
ويمكن لهذه المركبة الصعود إلى الفضاء ثم العودة إلى محطة الإطلاق لاستخدامها مرة أخرى، علما بأن جميع الصواريخ التي تطلق للفضاء يتم التخلص منها في الفضاء أو بتحويل مسارها للسقوط في المحيط، حيث لم يكن بالإمكان استعادتها إلى الأرض ليُعاد استخدامها.
رحلات الفضاء البشرية
تخطط شركة سبيس إكس SpaceX لإرسال الرحلات البشرية إلى الفضاء، وقد صممت لذلك سفينة فضائية، وبدأت استقبال حجز المسافرين إلى الفضاء عبر التواصل مع الشركة.
تدور هذه الرحلات التجريبية لـStarship حول تحسين وتطوير نظام نقل قابل لإعادة الاستخدام بالكامل، مصمم لنقل كل من الطاقم والبضائع في رحلات طويلة المدى بين الكواكب، ومساعدة البشرية على العودة إلى القمر والسفر إلى المريخ وما بعده.
ما مدى الاستفادة من الإنترنت عبر الفضاء؟
يعتبر الإنترنت باستخدام أنظمة ستارلينك Starlink الفضائية مناسبًا بصورة مثالية للمجتمعات الريفية والنائية في العالم، حيث يمثل الاتصال عادةً تحديًا لا تفيده البنية التحتية الأرضية التقليدية، مثل الأسلاك الممتدة عبر البحار وتحت الأرض، لكن يمكن لـStarlink توفير إنترنت عالي السرعة عريض النطاق إلى المواقع التي كان الوصول فيها غير موثوق به أو غير متوفر تمامًا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة