"17 تشرين".. صحيفة شبابية توثق احتجاجات لبنان
متظاهرون لبنانيون أصدروا صحيفة "17 تشرين" بهدف توثيق الانتفاضة الشعبية التي تشهدها البلاد وتكون منصة تحكي تجارب ويوميات المحتجين
أصدر متظاهرون لبنانيون صحيفة "17 تشرين"، صباح الجمعة، بهدف توثيق الانتفاضة الشعبية التي تشهدها البلاد، وتكون منصة تحكي تجارب ويوميات المحتجين.
- "ثورة لبنان" تتجنب جدل قطع الطرق بالاعتصامات والوقفات الاحتجاجية
- المرأة اللبنانية والاحتجاجات.. ثائرة وكاسرة للقيود
وصدرت الصحيفة، التي حمل اسمها تاريخ انطلاق الاحتجاجات في لبنان، بمبادرة شبابية وتمويل ذاتي من قبل مجموعة من الشابات والشبان المتظاهرين.
وجاء العنوان الرئيسي للعدد الأول من الصحيفة التي احتوت على 16 صفحة باسم "أنا الشعب لا يعرف المستحيل".
وانتشرت الصحيفة في ساحات التظاهر في مختلف المناطق اللبنانية في بيروت والجنوب والبقاع والشمال، حيث وزع القائمون عليها 3 آلاف نسخة.
وقع هذه التجربة في أوساط المتظاهرين كان لافتا وإيجابيا، حيث توالت طلبات الحصول على المزيد منها، ما دفع الناشرين لطبع نسخ إضافية لإيصالها إلى أكبر عدد من اللبنانيين.
وتضمن العدد الأول للصحيفة مقالات عدة لصحفيين وناشطين، أبرزها للصحفي خالد صاغية بعنوان "الشعب يستعيد البلد" ومقال أستاذ الجامعة إبراهيم حلاوي بعنوان "هل نحن طائفيون؟ والصحفي جعفر العطار بعنوان "لا رب لهذا البيت".
كما تضمنت مقالات تدور جميعها في رحاب الانتفاضة وأفكارها التي لا تقتصر فقط على لبنانيين، إنما ضمت أيضا أسماء لصحفيين وناشطين عرب، كما كان للشعارات التي رفعت في ساحات المظاهرات حضور على صفحات الجريدة.
بشير أبو زيد، مخرج سينمائي وأحد الشباب الذين أطلقوا هذه المبادرة وكتب افتتاحية الصحيفة، يشرح لـ"العين الإخبارية" قائلا: "الفكرة بدأت تراودنا أنا وزميلي إبراهيم حلاوي ومن ثم انضم إلينا الصحفي جعفر العطار منذ اليوم الثالث للاحتجاجات، إلى أن أصبحنا 5 أشخاص".
وتابع أبو زيد: "فضّلنا الانتظار قليلا مع استمرار التفكير بالخطوات العملية إلى أن قررنا التنفيذ، وكنا نسعى لأن يصدر العدد الأول في 17 نوفمبر/تشرين ثاني، ليكون موعد إصدارها الشهري في السابع عشر من كل شهر، لكن بعض الأمور اللوجستية حالت دون ذلك".
وأشار إلى أن الهدف الرئيسي من الصحيفة التي توزع مجانا هو أن تكون مشروعا مرتبطا بالانتفاضة ويستمر معنا للمستقبل، على أن يوثق في هذه الصحيفة تجاربنا خلالها وما أنجزناه ولم نستطع إنجازه، إضافة إلى انتقادات لأنفسنا لنستطيع التعلم من أخطائنا.
ولفت إلى أن صفحات الجريدة مفتوحة لكل من يريد أن يعبر عن رأيه ويكتب عن الانتفاضة على أن يتم طرح الموضوع والفكرة مسبقا مع الذين يديرونها قبل العمل عليه.
وفيما يؤكد مؤسس الصحيفة أن التجاوب مع هذه التجربة كان لافتا وغير متوقع، يلفت إلى حماسة سجّلت من قبل عدد كبير من الصحفيين والناشطين في مختلف المجالات للمشاركة والكتابة تطوّعا على صفحات الجريدة.
وفي رد منه على السؤال الأهم حول تمويل هذه الجريدة، يقول أبو زيد: "نستطيع أن نؤكد أن التمويل هو من تبرعات فردية حصلنا ونحصل عليها ونحن عملنا إلى جمعها شخصيا من ساحات المظاهرات ووجدنا تجاوبا كبيرا من الناس".
وأضاف "اليوم مع إطلاق هذه المبادرة نتلقى طلبات وأسئلة من أشخاص يبادرون للمساهمة، وطبعا هذا الأمر مرحبا به، وحرصا منا على الشفافية ومعرفة هوية هذه الجهات نطلب أن يتم إرسال الطلبات عبر البريد الإلكتروني".
وفي افتتاحية الجريدة، كتب أبو زيد معرفا عنها، بالقول "سلام من الشعب، بلغة الشعب"، "نكتب للناس بقلم الناس، من حبر دفعوا على مرّ السنوات ثمنه. اخترنا الكلمة، لأنهم ما تركوا لنا غيرها. لعلّهم يوم أخذوا كل شيء منّا، نسوا أن يأخذوا معهم حقّنا في الكلام، وراحوا، منذئذ، يصدرون على ثمن كلماتنا ضرائب فاضحة كلّما ذكّرناهم بفداحة ما فعلوا".
وأضاف "في ١٧ تشرين الأول ٢٠١٩، سقط كل شيء وارتفعنا. ولذا قررنا الكتابة تمجيداً لثورتنا وتوثيقاً لأهم أحداثها. فلبنان المنتفض، بعد ١٧ تشرين ٢٠١٩، ليس كما كان قبله. من شارع افترشناه طوعاً، سنكمل مسارنا، نبني مساحات تسع أحلامنا وتطلعاتنا، وننقل عبر هوائها أفكارنا، علنا نستطيع، رويدا رويدا، أن نصل إلى دولة تحقق مطالب الإنسان".
وأوضح "سنوثّق عبر هذه المنصة تجاربنا، نعكس منها أهم إنجازات شارعنا، نعتبر من إخفاقاتنا، ونطرح أفكارا تشبهنا، لأن صوتنا صدح، وهذا الصوت لن يخفت. هنا نوثّق ونطرح. هنا لا نحاضر".
بدوره، كتب الصحفي جعفر العطار على صفحته في "فيسبوك" معرفا بالمبادرة "جريدة من قلب الثورة ونبضها. 16 صفحة عن أحلامنا بدأت بسؤال: هل نستطيع أن نصدر جريدة؟ وتجاوزنا السؤال إلى مرحلة التخطيط، فيما يتعلق بالكتابة والتحرير ورسم الصفحات".
وأضاف: "ترنّح الحلم وتعثّر، لكن الجريدة وُلدت اليوم على ضفاف ذكرى أربعين الثورة، حاملة مقالات وصوَرا وأخبارا عن ثورتنا، حلمنا من الشمال إلى الجنوب والبقاع والجبل وبيروت. صفحات الجريدة تنتظر أقلامكم (ن) وأحلامكم (ن). كل ثورة ونحن أحرار...".
ومنذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشهد لبنان احتجاجات على الأوضاع السياسية والاقتصادية تمخضت عن تقديم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته، فيما لا تزال المباحثات السياسية حيال إمكانية تشكيل حكومة متعثرة نتيجة الخلافات السياسية.
aXA6IDMuMTI4LjMxLjc2IA==
جزيرة ام اند امز