سياسيان جزائريان يشكوان من وجبات السجن.. عدس ولوبيا
شخصيتان جزائريتان مثيرتان للجدل ومتناقضتان في المواقف السياسية يشكوان من وجبتي العدس والفاصوليا في سجنهما.
"هَمٌّ يضحك وهَمٌّ يبكي".. مقولة جزائرية انطبقت مؤخرا على سياسيين اثنين قابعين في السجن، بعد أن كسرا روتين قضايا الفساد المثيرة التي هزت الجزائر منذ 2019.
"موالٍ والآخر معارض" سياسيان متناقضتان في المواقف السياسية ومشتركان في كونهما "شخصيات مثيرة للجدل" صنعت الحدث مؤخراً بمواقف طريفة من داخل سجنهما، بعد أن وجها انتقادات "من نوع آخر" إزاء ظروف تواجدهما في السجن.
- 8 سنوات سجنا للنائب الجزائري المثير للجدل طليبة بقضايا فساد
- قروض رجل أعمال بوتفليقة "المدلل".. رقم عجز القاضي عن قراءته
انتقادات لم تكن لسوء المعاملة أو لإحساسهما بالظلم، أو لإرهاق نفسي من وراء القضبان، بل لـ"إرهاق بطني" سببه طبيعة الأكل الذي يقدم لهما.
هما النائب البرلماني السابق المثير للجدل بهاء الدين طليبة المدان بـ7 سنوات سجناً في فضيحة بيع المقاعد النيابية وفي المجالس المحلية خلال الانتخابات التي جرت في 2017.
وكذا الناشط والمعارض المثير للجدل والغامض رشيد نكاز الذي أودع السجن المؤقت منذ ديسمبر/كانون الأول 2019 بتهم ثقيلة تتعلق بـ"المساس بالوحدة الوطنية" و"تحريض المواطنين عل حمل السلاح عبر شبكات التواصل الاجتماعي" و"العمل على مخطط عبر التراب الوطني لمنع المواطنين من أداء واجبهم الانتخابي، و"التجمهر" و"التعدي الجسدي".
واشتكى مؤخراً رشيد نكاز وبهاء الدين طليبة من الوجبات المقدمة لهما في سجنهما، وأبديا غضباً من "تعب جهازهما الهضمي من أكل العدس والفاصوليا" التي تسمى في الجزائر بـ"اللوبيا"، وهما الوجبتان المعروفتان في سجون الجزائر باسم "السوبا" المشتقة من كلمة "la soupe" بالفرنسية، لكن للمصطلح الجزائري دلالة أخرى على أن تلك الوجبة "عقاب من نوع آخر للسجين".
الناشط والمعارض رشيد نكاز وجه رسالة "غريبة وطريفة" لوزير العدل الجزائري بلقاسم زغماتي "عرض فيها مساعدته المالية للسجن الذي يقبع فيه لتحسين وجبات السجناء".
ومما ورد في الرسالة على لسان "نكاز"، التي اطلعت "العين الإخبارية" على تفاصيلها، أنه "لمدة 3 أشهر، لم نأكل اللحوم أو الدجاج أو الحلوى أو الفواكه الموسمية أو الزبادي في سجن القليعة" الواقع بولاية تيبازة (وسط).
وتابع قائلاً: "على سبيل المثال، في الأيام الـ9 الماضية تذوقنا العدس 4 مرات، والفاصوليا 4 مرات، كما كنا في زمن الحرب وجميع المعتقلين وهم 4 آلاف يشكون من رداءة الوجبات خاصة بعد منع إحضار الطعام من العائلات منذ شهر مارس/آذار 2020 بسبب فيروس كورونا".
واصل "نكاز" شكواه في رسالته المثيرة عندما تحدث عن "معاناة أسنانه"، وتحدث عن "إصابتها بأضرار بالغة".
وختم رسالته بـ"عرض مغرٍّ" لوزارة العدل الجزائرية، قال فيها: "أعرض على وجه السرعة مساعدتي المالية حتى يتمكن جميع نزلاء سجن القليعة من تناول اللحوم مرتين في الأسبوع ومقبلات".
وقبل أيام من ذلك، اشتكى أيضا النائب المثير للجدل بهاء الدين طليبة عبر أحد محاميه مما أسماه "إدمان إدارة السجن على تحضير وجبتي العدس والفاصوليا كل يوم للسجناء".
"طليبة" المعروف بـ"ضخامة جسمه" اعتبر بأن تلك الوجبات أدت إلى "انخفاض وزنه بشكل كبير"، وطالب إدارة السجن بتحسين الوجبات المقدمة له.
وسبق لرئيس الوزراء الجزائري الأسبق عبد المالك سلال المدان بالسجن في عدة قضايا فساد أن طرح مسألة "تخمة السجناء من أكلتي العدس والفاصوليا".
وبأسلوبه الساخر الذي عرفه الجزائريون به خلال استجوابه من قبل قاضي محكمة "سيدي أمحمد" بالعاصمة، انتقد سلال تلك الوجبات بطريقة غير مباشرة، عندما قال في إحدى المرات "إنه يأكل العدس واللوبيا كل يوم والحمد لله".
أو عندما اعترف بتعرض نجل الرئيس الجزائري "خالد تبون" لـ"مؤامرة كيدية" من قبل أطراف لم يسمها بعد أن سجن في 2018 في قضية ضبط 701 كيلوجرام من الكوكايين، واعتبر أن ذلك كان "ضريبة شجاعة عبد المجيد تبون في انتقاد أمور مشبوهة في عهد النظام السابق".
وقال سلال "ابن المسؤول الكبير كان معنا في السجن، وتناول معنا اللوبيا والعدس"، لتهتز قاعة المحكمة بالضحك.
وسبق لـ"نكاز" وأن صدم الرأي العام الجزائري وحتى العالمي عندما ترشح لانتخابات الرئاسة الملغاة في أبريل/نيسان 2019 قبل أن يظهر لوسائل الإعلام شخصاً آخر باسمه الكامل يعمل ميكانيكياً قدم نفسه على أنه المرشح الأصلي، في حادثة غريبة لم تشهدها البلاد من قبل.