"نيولوك" لنشرة أخبار كوريا الشمالية.. وداعا "مذيعة الشعب"
الإذاعة الحكومية في كوريا الشمالية تمر بمرحلة تحول في الشكل تسعى إلى إبراز صورة أكثر حداثة تليق بدولة أجرى زعيمها محادثات نووية.
تمر الإذاعة الحكومية في كوريا الشمالية بمرحلة تحول في الشكل، تسعى من خلاله إلى إبراز صورة أكثر حداثة تليق بدولة أجرى زعيمها محادثات نووية -وعلى قدم المساواة- مع الرئيس الأمريكي.
وعلى الرغم من أن المضمون والمادة الإخبارية يمكن التنبؤ بهما، فإن الشكل الجديد ربما يمثل إيذانا بنهاية حقبة "السيدة الوردية" صاحبة الوجه الأبرز على التلفزيون الكوري الشمالي طيلة عقود.
بدأت التغييرات التي طرأت على الطريقة التي يغطي بها التلفزيون المركزي الكوري "كيه سي تي في" الأخبار، الخميس، حيث ظهرت نشرة الأخبار المسائية الرئيسية بصورة أكثر معاصرة، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
- "السيدة الوردية".. مذيعة بيونج يانج تستعد لإعلان "نهاية العالم"
- بالصور.. كوريا الشمالية بعيدا عن احتفالات الزعيم
وأشارت الصحيفة إلى أن خلفيات الاستوديو الباهتة إلى حد ما اختفت من النشرة، لتحل محلها تقارير يقدمها مذيع جاد في حلة سوداء، يسبق مقدمة برامج شابة تقرأ الأخبار الاقتصادية في قاعة افتراضية عالية التقنية.
وأشار مارتن ويليامز، الذي قام بتحليل البرنامج في تدوينة على مدونته التي تحمل اسم تكنولوجيا كوريا الشمالية، إلى أن التغييرات ربما تكون بسبب زيادة تأثير وتوافر وسائل الإعلام الأجنبية داخل كوريا الشمالية.
وقال وليامز لصحيفة "الجارديان": "لقد غمرت الأفلام والبرامج التلفزيونية من الخارج أسواق البلاد على مدى السنوات العشر الماضية، ويشاهدها الآن كثير من الناس".
وأضاف: "قيم الإنتاج الأكثر حداثة والاستخدام الأكبر للتكنولوجيا هي طريق طويل من الإنتاج النموذجي للتلفزيون الحكومي في كوريا الشمالية".
ولاحظ ويليامز، الذي يراقب البث التلفزيوني والإذاعي من كوريا الشمالية، أن التلفزيون المركزي الكوري أذاع تقارير حول الاجتماع الثاني للزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون مع الرئيس دونالد ترامب الشهر الماضي بسرعة أكبر مما توقعه المشاهدون في البلاد.
وتابع: "عرضت التقارير في اليوم نفسه أو اليوم التالي، وهو أمر سريع للغاية بالنسبة إلى وسائل الإعلام الحكومية. أعتقد أن ذلك كان لأن عيون العالم كانت موجهة إلى كوريا الشمالية، ولأن المواطنين الكوريين الشماليين يمكنهم الوصول إلى وسائل الإعلام الأجنبية. آلة الدعاية الحكومية لم تعد تعمل في فراغ".
ولفتت الصحيفة إلى أن نشرة الأخبار الاقتصادية تضمنت استخدام لقطات لطائرات بدون طيار لتوضيح تقرير عن الصناعات الخفيفة في العاصمة بيونج يانج، إلى جانب لقطات لعمال المصانع وآلياتهم.
في خروج آخر عن النهج التقليدي لوسائل الإعلام الحكومية، تضمنت التقارير رسومات كمبيوتر باستمرار.
على الرغم من المظهر الجديد للنشرة، فإن الغرض من تقارير كوريا الشمالية لم يتغير، وهو تقديم تعليق متفائل عن التنمية الاقتصادية في البلاد وثناء لا يتوقف على أداء كيم في الداخل وعلى المسرح الدبلوماسي.
هذا المظهر يتناقض تماما مع الصورة النمطية للنشرة التي كانت تقدمها "السيدة الوردية" أو "ري تشون هي"، التي اعتاد العالم على ظهورها تقريبا في كل مرة تتخذ الدولة الآسيوية المنعزلة خطوة نحو تحقيق طموحاتها النووية، لتصدر إعلانات الدولة بصوت جهوري ومفعم بالحماس.
وتعرف المذيعة البالغة من العمر 75 عاما بأنها "مذيعة الشعب"، وهي مولعة بالملابس الوردية الزاهية، وعادة ما ترتدي "الهانبوك"، وهو زي كوري تقليدي باللون الوردي والأسود، على الرغم من أنها قد شوهدت ترتدي حللا على النمط الغربي، صوتها المدوي يتحدث نيابة عن النظام في بلد حيث الزعيم كيم جونج أون نادرا ما يخاطب شعبه مباشرة.
وعلى الرغم من أنها تقاعدت رسميا في عام 2012، فقد عادت "تشون هي" في مناسبات عرضية في بعض الأحيان للإعلانات العسكرية المهمة، وتقضي الآن معظم وقتها في تدريب الأجيال القادمة من مقدمي الأخبار.
وقرأت "تشون هي"، تقريرا مدته 3 دقائق عن عشاء كيم مع ترامب في اليوم الأول من قمتهما التي استمرت يومين في فيتنام الشهر الماضي، وكذلك زيارته إلى سفارة كوريا الشمالية في هانوي.
على الرغم من ذلك، غابت ري عن شاشات التلفاز في اليوم التالي للقمة التي باءت بالفشل، واضطلعت مذيعة بارزة أخرى بمهمة إخبار المشاهدين ببساطة بأن كيم وترامب قد قررا مواصلة المناقشات.
وأثار ذلك تكهنات بأن نهاية القمة المخيبة للآمال لا تبرر ظهور "ري"، المعروفة باسم "مذيعة الشعب".
aXA6IDE4LjExOC4xOTMuMjIzIA== جزيرة ام اند امز