عابر إلى "الأراضي المحرمة".. سجل حافل للجندي الأمريكي
لم يكن عبوره غير القانوني للجارة الشمالية الحادثة الوحيدة التي وضعت الجندي الأمريكي بصدارة الأخبار بل للرجل سجل حافل في كوريا الجنوبية.
فلقد سبق أن وجد الجندي الأمريكي ترافيس كينغ الذي يُرجّح أن تكون بيونغ يانغ تحتجزه بعد دخوله إليها بشكل غير قانوني، نفسه حديث الساعة في سول، إذ تشاجر مرّة مع الشرطة وقضى أيضًا فترة في سجن كوري جنوبي.
- أمريكا وكوريا الشمالية.. اختفاء جندي يطرق أبواب التصعيد
- غواصة نووية في كوريا الجنوبية.. وكيم "يستقبلها" بصاروخين باليستيين
وقبل أن يعبر، الثلاثاء، الحدود بين الكوريتين خلال زيارة إلى المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الشمال والجنوب، تمّ نقل جندي الصف الثاني ترافيس كينغ إلى مطار سول الذي كان مقررًا أن يغادر منه إلى ولاية تكساس الأمريكية.
لكن بدل صعوده إلى الطائرة لإخضاعه لإجراءات تأديبية في قاعدة فورت بليس العسكرية في غرب تكساس، هرب الجندي من المطار وعبر الحدود بين الكوريتين باتجاه الشمال بعد انضمامه إلى مجموعة من السياح كانوا يزورون المنطقة المنزوعة السلاح.
سجل
بعض أقارب كينغ عبروا عن "صدمتهم" لتصرّفاته التي أدّت إلى سجنه شهرين في كوريا الجنوبية، مؤكدين في مقابلات إعلامية أن تصرفاته هذه غير طبيعية.
وقالوا أيضًا إن الجندي البالغ 23 عامًا كان متأثرًا بوفاة أحد أبناء أخواله في مطلع العام وإنه لم يكن يتحمّل العيش بعيدًا من عائلته.
وكشفت شرطة سول لوكالة فرانس برس عن مواجهات لترافيس كينغ مع القضاء بالتفاصيل.
ففيما كان في حالة سكر في ملهى ليلي، ضرب كينغ، على ما قالت شرطة سول، مواطنًا كوريًا في سبتمبر/ أيلول الماضي. وفي الشهر التالي، اصطدم بسيارة شرطة خلال محاولة شرطيين توقيفه على خلفية حادثة أخرى.
وقال شرطي إن كينغ "ركل باب (سيارة الشرطة) بقوة" بينما كان يقول كلمات نابية، ما تسبب في أضرار تصل قيمتها إلى 584 ألف وون (461 دولارًا) للسيارة.
وأدّت الحادثة إلى تغريمه خمسة ملايين وون (3955 دولارًا)، وفق وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء، ولم يسدّد كينغ المبلغ، ما أدّى إلى سجنه لشهرَين.
وبعد الإفراج عنه في العاشر من يوليو/تموز الماضي، تمّ اصطحاب الجندي الأمريكي إلى مطار إنتشون في سول الثلاثاء، لكن مرافقته لم تتمكّن من البقاء معه بعد نقطة التفتيش الأمني، ما منحه فرصة للهروب.
وقال مسؤول في المطار لصحيفة "كوريا تايمز"، "عند البوابة، تحدّث مع ممثل للخطوط الجوية الأمريكية وقال له إن جواز سفره اختفى، وتمكّن من الخروج من البوابة".
زيارة منظّمة
قال خبراء لوكالة فرانس برس إن رحلة كينغ عبر الحدود يبدو أنها جرت "بطريقة مندفعة"، لكنهم لفتوا إلى تخطيط محتمل من جانبه بشأن استباق الزيارة للمنطقة الأمنية المشتركة في المنطقة المنزوعة السلاح.
وتدير قيادة الأمم المتحدة المنطقة، المعروفة أيضًا باسم بانمونجوم، ويتوجّب على كلّ الزوار تقديم تفاصيل جوازات سفرهم للتحقق من سوابقهم.
وفي العادة، يُحجَز هذا النوع من الرحلات السياحية بالكامل قبل أسابيع من موعده.
وبحسب موقع "ذا مسنجر" الأمريكي الإخباري، حجز كينغ في مايو/أيار الماضي موعدَين مختلفَين لزيارة المنطقة المنزوعة السلاح أحدهما بتاريخ 18 يوليو/ تموز (الثلاثاء) مع شركة "هانا تور آي تي سي" الخاصة.
وتنظّم هذه الشركة، بحسب موقعها الإلكتروني، رحلات في المنطقة المنزوعة السلاح للسياح والجنود الأمريكيين العاملين في كوريا الجنوبية.
وقالت الشركة لوكالة فرانس برس إنها "لن تعلّق" على قضية كينغ.
ويتمركز نحو 27 ألف جندي أمريكي في كوريا الجنوبية، وهي حليفة رئيسية للولايات المتحدة وتعتمد على واشنطن لضمان أمنها وحمايتها من كوريا الشمالية المسلّحة نوويًا.
وانتهت الحرب الكورية (1950-1953) بهدنة وليس باتفاق سلام، وما زال البلدان المتجاوران في حالة حرب تقنيا، وجزء كبير من الحدود محصّن بشدّة لا سيّما بحقول ألغام.
غير أن الحدود بين الكوريتين داخل المنطقة الأمنية المشتركة مرسمة بحاجز خرساني رفيع.
البنتاغون يعلق
أعلن البنتاغون أنه لا يستطيع التحدث عن حالة الجندي ترافيس كينغ في كوريا الشمالية، ووصف حالته بأنه "متغيب دون إذن".
ولم يتم الكشف عن أية تفاصيل إضافية حول مكان تواجد الجندي الأمريكي المحتجز في كوريا الشمالية.
aXA6IDMuMTQ1LjM4LjY3IA== جزيرة ام اند امز