"كينجال".. خنجر روسي يفجر سباق التسلح مع واشنطن
بوتين أعلن أسماء أسلحة جديدة طورتها بلاده، بينها "سارمات" و"كينجال" و"أفانجارد".
عصر جديد من سباق التسلح كشفته روسيا والولايات المتحدة في الفترة الأخيرة، بتبادل التهديدات عبر كشف كل طرف تحديث ترسانة بلاده العسكرية وزيادة ميزانية الإنفاق بشكل غير مسبوق.
- بوتين يهدد: نمتلك صاروخا نوويا يمكنه إصابة أي مكان بالعالم
- روسيا تستفز الأمريكيين: اختاروا معنا أسماء أسلحتنا الجديدة
ومن أحدث تلك التصريحات ما جاء على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، أمام الجمعية الفيدرالية، معلنا عن أسماء الأسلحة الجديدة التي طورتها بلاده، واستغلت مشاركتها في الحرب بسوريا لاختبارها.
وبحسب بوتين، فإن تطوير بلاده لتلك الأسلحة سببه إقدام الولايات المتحدة على الانسحاب من معاهدة الدفاع الصاروخي المضاد.
ومن أبرز هذه الأسلحة، صواريخ "سارمات" العابرة للقارات، صواريخ "كينجال"، ومنظومة صواريخ "أفانجارد"، والغواصة المسيرة، ومنظومة الليزر الحربي.
وهذه الأسلحة هي ضمن اعتماد الجيش الروسي أكثر من 300 نموذج جديد من المعدات العسكرية منذ عام 2012، بينها 80 صاروخا باليستيا جديدا، و102 صاروخ باليستي للغواصات، و3 غواصات استراتيجية من مشروع "بوري".
ووجه بوتين للولايات المتحدة رسالة ضمنية تحذيرية من مغبة توجيهها هجمات صاروخية أو نووية على روسيا أو حلفائها، قاصدا بشكل خاص أوكرانيا، موضع الصراع بين روسيا وحلف الأطلنطي منذ 2014.
كما كشف الرئيس الروسي عن رفع ميزانية التسليح بنحو 4 أضعاف.
وفيما يلي نبذة عن قدرات أبرز الأسلحة التي أعلنها بوتين، وفق ما رصدته العين الإخبارية في وسائل الإعلام الروسية.
"أفنجارد"
يشمل نظام "أفانجارد" (الطليعة) صاروخا حربيا تعادل سرعته 20 ضعف سرعة الصوت الذي يستطيع الوصول إلى قارات بعيدة مثل أمريكا عبر الطبقة الكثيفة من غلاف الأرض الجوي.
ويتميز باحتوائه على صاروخ يطير إلى الهدف البعيد المطلوب تدميره على ارتفاع 10 كلم.
كما يستطيع صاروخ "أفانجارد" تجنب دخول مجال عمل مضادات الصواريخ بفضل قدرته على تغيير الاتجاه وارتفاع التحليق، كما أنه يتبع مسارا يصعب تحديده.
ويتحمل جسم الصاروخ حرارة شديدة تصل شدتها إلى آلاف الدرجات المئوية، ويقدر على مقاومة أشعة الليزر.
ووفق قائد قوات الصواريخ الاستراتيجية الجنرال سيرجي كاراكايف فإن روسيا اضطرت إلى إنتاج هذا الصاروخ ردا على نشر صواريخ تابعة لنظام الدفاع الأمريكي ضد الصواريخ في شرق أوروبا قرب حدود روسيا.
وقال الخبير العسكري أليكسي ليونكوف لـ"سبوتنيك" إنه لا توجد في العالم ولن توجد شبكة بإمكانها اصطياد صاروخ يطير بسرعة 20 ماخ، مشيرا إلى أن الصواريخ الاعتراضية الأمريكية تطير بسرعة لا تتجاوز 5 ماخ.
كما تفاخر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو بسلاحه الجديد، قائلا إنه يجعل الدرع الصاروخية الأمريكية "مخرمة".
كينجال (الخنجر)
وصفه بوتين بأنه السلاح الذي "لا حماية منه".
وعن قدرات هذا الصاروخ قال الجنرال سيرجي سوروفكين، قائد القوات الجوية الفضائية الروسية، للصحفيين عن أن "كينجال" ينطلق نحو الهدف المطلوب تدميره من طائرة سريعة مثل مقاتلة الجيل الخامس "سو-57" التي تنقله إلى موقع الإطلاق في دقائق.
وتصل سرعة الصاروخ بعد إطلاقه إلى 4 ماخ؛ أي بسرعة تعادل أضعاف سرعة الصوت خلال ثوان معدودة؛ ما يمكنه من الوصول إلى هدفه قبل اعتراضه من قبل وسائط الدفاع الجوي.
كما يصيب الصاروخ الهدف المحدد بدقة متناهية في أي وقت من النهار والليل بفضل جهاز (رأس) التوجيه الذي يبدأ عمله حين يقترب الصاروخ من الهدف.
ويبلغ طول "كينجال" نحو 3 أمتار، ويستطيع التحليق إلى مسافة 2000 كيلومتر.
ودخل "كينجال" الخدمة الفعلية التجريبية في جنوب روسيا في 1 ديسمبر/كانون الأول 2017، وتحمله حاليا المقاتلة الاعتراضية "ميج-31 بي إم".
وتستطيع طائرة "ميج-31بي إم" أن تحمل صواريخها إلى مسافة 720 كيلومترا.
"سارمات" المجنح
وأعلن بوتين عن اختبار إطلاق الصاروخ المجنح العابرة للقارات "سارمات" الذي يعمل على الطاقة النووية بنجاح في نهاية عام 2017.
واعتبر أن لا أحد في العالم يملك مثله.
وستحل منظومة "سارمات" محل منظومة "فويفودا"؛ وهو ما سيجعل منظومات الدفاع الجوي "عاجزة" أمام هذا السلاح الجديد، بحسب الرئيس الروسي.
و"سارمات" يمكن تزويده برؤوس نووية، ويملك قدرات تدميرية أكثر من "فويفودا" رغم أن الأخيرة تعتبر صواريخها حاليا أقوى صواريخ باليستية عابرة للقارات.
ويبلغ وزن "سارمات" أكثر من 200 طن.
الغواصة المسيرة
كما أعلنت موسكو عن إنشاء غواصة جديدة قادرة على الغوص إلى أعماق كبيرة، ذات مدى غير محدود.
وعنها قال بوتين: "أستطيع القول إن روسيا صنعت مركبة مائية مسيرة قادرة على الغوص إلى أعماق كبيرة. وأود أن أقول إلى أعماق كبيرة جدا، على المدى العابر للقارات. وتفوق سرعتها سرعة الغواصات والطوربيدات الحديثة وجميع أنواع السفن، حتى أسرعها".
منظومة الليزر الحربي
اعتمد الجيش الروسي منظومات الليزر منذ 2017، بحسب بوتين.
وأكد الرئيس الروسي في هذا الصدد أنه تم تحقيق "نتائج هامة في تطوير أسلحة الليزر"، وأن ذلك "ليس مجرد نظرية أو مشروع أو بداية إنتاج، بل تم اعتمادها العام الماضي".
طائرات "سوخوي 57" (الجيل الخامس)
وإضافة لتلك الأسلحة والقدرات الجديدة للجيش الروسي التي أعلنها بوتين، تحدث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو عن أسلحة أخرى تم اختبارها بنجاح في الحرب بسوريا، منها طائرات من الجيل الخامس "سو- 57".
وأوضح الوزير الروسي، الخميس، أن طائرتين "سوخوي 57" كانتا في سوريا لمدة يومين ونفذت هناك مهام قتالية "بنجاح".
والطائرة "سو-57" التي تنتمي إلى الجيل الخامس من المقاتلات، ما تزال قيد الاختبار، ولم تدخل الخدمة الفعلية في القوات الروسية.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها تملك أكبر عدد من الدبابات وعربات قتال المشاة وراجمات الصواريخ في العالم.
ويرجع الفضل الأول في تشجيع موسكو على إعلان نجاح اختبار وتطوير معظم تلك الأسلحة إلى مشاركتها في الحرب بسوريا، التي باتت حقل تجارب، سواء بشكل مباشر عبر قوات روسيا أو عبر تزويد أطراف الصراع، مثل الجيش السوري، ببعضها.
وصرح قادة روسيا بذلك، معربين عن اختبار مئات الأسلحة في سوريا.
كما قال بوتين إن "العملية في سوريا أظهرت ارتفاع قدرات القوات المسلحة الروسية".
aXA6IDMuMTM5Ljk4LjEwIA== جزيرة ام اند امز