المجتمع الدولي كما السعودية والإمارات يريدون لبوصلة القادة في اليمن أن تتجه نحو السلام وإنهاء الأزمة.
قدرة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية ومشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة على رأب الصدع بين أطياف الشعب اليمني تؤسس لمرحلة جديدة سياسياً وميدانياً في مواجهة خطر الجماعة الحوثية الانقلابية في صنعاء المحتلة، وتعطي لمعارك تحرير المدن والبلدات زخماً قوياً سينعكس إيجاباً على حياة المواطنين اليمنيين .
فالرياض استدعت بصمت الأطراف اليمنية قبل مدة، وأشرف الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي شخصياً على الحوار، ضمن رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وتوجيهات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وجهود مكثفة ومثمرة من أبوظبي لإنجاح ما توصل إليه الفرقاء اليمنيون في نهاية المطاف .
ونتج عن طاولة المباحثات اليمنية في السعودية تنسيق واضح في آلية دفع اتفاق الرياض نحو التطبيق على الأرض، لأن المجتمع الدولي كما السعودية والإمارات يريدون لبوصلة القادة في اليمن أن تتجه نحو السلام وإنهاء الأزمة، وكف يد إيران وأذرعها عن هذا البلد العربي المنكوب منذ سنوات، نتيجة تنفيذ عبدالملك الحوثي زعيم الإرهابيين لأجندة الحرس الثوري الإيراني.
وإلى جانب ماذكر، برز دور المجلس الانتقالي الإيجابي، كي يتسنى للمجلس الانتقالي والشرعية الانصهار في بوتقة حكومية واحدة برئاسة معين عبدالملك، وليسير بعد ذلك قطار التعيينات الوزارية والمحلية إلى محطة العمل المشترك بين الطرفين، والتوحيد التام لمؤسسات الدولة اليمنية المعنية بخدمة المواطن اليمني تحت سقف اليمن الواحد.
وتم قطع الطريق على جماعة الإخوان المسلمين التي استغلت الخلاف لتعزيز مكاسبها، سيما وأن بعض المنتسبين لها اتخذوا من إسطنبول مقراً لمؤامراتهم ضد اليمن، ورفعوا أصواتهم مؤخراً وهم يطالبون بتدخل أردوغان في اليمن على غرار ما جرى من تدخل الجيش التركي ومرتزقته في محافظات ليبية، وساعدهم في ذلك تخصيص قطر لمبالغ مالية طائلة، هدفها إيقاف عجلة العمل الخاص بالتحالف العربي .
لكن المتتبع لتفاصيل المشهد اليمني وتعقيداته يدرك قوة القدرات السعودية الإماراتية الرامية لإرساء الاستقرار في اليمن، فضلاً عن المساعدات الإغاثية الجبارة التي تقدمها مؤسسات البلدين لهذه الدولة العربية المجاورة، فالبرنامج السعودي لإعادة إعمار اليمن ومركز الملك سلمان للإغاثة والهلال الأحمر الإماراتي يعملون جنباً إلى جنب، ويصلون الليل بالنهار للتخفيف من آثار الكارثة اليمنية إنسانياً .
وخلاصة القول في القصة اليمنية تتخلص بكلمتين، الأولى : أن السعودية والإمارات سيبذلان قصارى جهدهما ليعود اليمن على قلب رجل واحد، والثانية : أن الدول الغربية كما العربية باستثناء حكومة قطر، يبحثون عن تهدئة شاملة تعالج الجسد اليمني من الفيروس الحوثي، وتؤمن طرق الملاحة الدولية، وتنهي الهجمات العبثية الفاشلة على دول المنطقة .
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة