المشري و"أبو عبيدة".. إخوان ليبيا والإرهاب في صورة
صورة تفند المزاعم وتسقط النكران بين فكي حقيقة ساطعة تؤكد علاقة خالد المشري بإخوان ليبيا وتحالفه مع شياطين الإرهاب.
صور مسربة كشفت مدى العلاقة التي تربط المشري، رئيس ما يعرف بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، وشعبان هدية أحد أخطر الإرهابيين في شمال أفريقيا.
وظهر المشري في الصورة المسربة رفقة شعبان هدية المعروف بـ"أبو عبيدة الزاوي"، عقب وصول الأخير، الأسبوع الماضي، إلى مدينة الزاوية غربي ليبيا، والتي ينتمي لها الرجلان، بعد سنوات قضاها يدير المليشيات من الخارج.
يأتي ذلك في حين ينفي المشري علاقته بأي تنظيم إرهابي خاصة الإخوان، وذلك بعد أن تقدم باستقالته من الجماعة في يناير/ كانون الثاني 2019.
الزاوي
شعبان مسعود خليفة هدية والمعروف بـ" أبو عبيدة الزاوي"، هو متطرف ليبي، من مواليد سنة 1972 في منطقة الحرشا بالزاوية، متزوج من يمنية، وهو أحد مؤسسي ما يعرف بـ"الجماعة الليبية المقاتلة"، فرع تنظيم القاعدة السابق.
حاصل على شهادة في اللغة العربية، وسبق أن سافر إلى اليمن حيث التقى بقيادات التنظيم هناك، وظل يتردد على هذا البلد وأفغانستان ليعمل تحت قيادة زعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن.
تولى الزاوي رفقة الإرهابي نزيه الرقيعي المكنَّى بـ"أبوأنس الليبي"، مهمة تجنيد وجلب الليبيين إلى أفغانستان، حيث عمل مع الإرهابي عبدالحكيم بلحاج على إنشاء "الجماعة الليبية المقاتلة".
سُجن أكثر من عشر مرات من عام 1989 بسبب تورطه في جرائم إرهاب، وفي عام 2002 تم ترحيله من اليمن إلى ليبيا، وتم إطلاق سراحه مع التحفظ الأمني على إقامته بمدينة الزاوية.
وبعد أحداث 2011، برز اسم الزاوي ليصبح أحد أهم أمراء الحرب الكبار، قبل أن يترأس غرفة عمليات ما عرف بـ"ثوار ليبيا" المعارضة لنظام القذافي أثناء الأحداث.
والزاوي مطلوب للنائب العام الليبي منذ أعوام، كما أنه أحد أخطر الإرهابيين في ليبيا وشمال أفريقيا بالكامل.
وأدرج اسمه ضمن قائمة الأشخاص غير المرغوب فيهم لأكثر من 10 دول في العالم باعتباره إرهابيا له صلات وطيدة مع تنظيم القاعدة، خاصة لعلاقته القوية مع أبو أنس الليبي المتهم بتفجير سفارات الولايات المتحدة العام 1998.
ووصل الزاوي إلى مصر في 2013، وظل فيها عدة أشهر حيث التقى ببعض قادة الإخوان، إلى أن تم إلقاء القبض عليه في يناير/كانون الثاني 2014 أثناء وجوده في الإسكندرية.
وتدخلت الحكومة الليبية والتي كان يسيطر عليها الإخوان وتم إطلاق سراحه خاصة بعد اختطاف موالين للزاوي لأفراد من السفارة المصرية في ليبيا.
عودة مشبوهة
عاد الزاوي إلى ليبيا خلال الأسبوعين الماضيين بعد سنوات قضاها يدير المعارك من الخارج، وبعد فترة وجيزة من عودة عبدالحكيم بلحاج إلى ليبيا، ما أثار مخاوف من تصاعد موجات العنف وصياغة تحالفات جديدة، خاصة مع استقباله من قبل قادة المليشيات بشكل مثير للجدل.
وكانت عودة بلحاج والزاوي مغايرة تماما، ما يثير شكوكا حول غايتهما من العودة وعملية تغيير الجلد، حيث عاد الرجلان بربطتي عنق ولكنة مدنية، ووصل الأمر إلى أن أشاد بلحاج بجهود الجيش الوطني والمشير خليفة حفتر ضد الإرهاب ووصف معاركه بالوطنية الشريفة.
كما نفى الزاوي أن يكون إرهابيا، مدعيا أنه أول من حارب الإرهاب وأعرب عن رغبته في الاستقرار والبناء والذهاب إلى الانتخابات.
ولم تهدأ الزاوية منذ عودة الزاوي إليها، حيث تشهد اشتباكات متتالية بين قادة مليشيات المدينة لأسباب غير معلومة.
ويعد الزاوي القائد الفعلي للمليشيات في مدينة الزاوية والتي تمارس جرائم الاتجار في البشر، والتهريب وتجارة المخدرات والسلاح.