الاحتلال يرفض الإفراج عن الجنيدي "أيقونة احتجاجات القدس"
فوزي الجنيدي يتعرض للتعذيب بسجون الاحتلال
النيابة العامة الإسرائيلية طلبت تأجيل قرار الإفراج لمدّة 48 ساعة للاستئناف على قرار الإفراج عن الطفل فوزي الجنيدي.
رفضت النيابة العامة للاحتلال الإسرائيلي، الأحد، الإفراج عن الطفل فوزي الجنيدي ( 16عاما) رغم قرار محكمة عسكرية بإطلاق سراحه.
- كيف تحول مشهد اعتقال طفل فلسطيني لأيقونة عالمية؟
- بالصور.. 4 أيقونات في لوحة شرف القدس.. رموز نضال أدهشت العالم
وتحولّ مشهد الطفل الفلسطيني فوزي الجنيدي أثناء انقضاض نحو 23 عنصراً من قوات الاحتلال مدججين بالسلاح عليه لاعتقاله، في السابع من الشهري الجاري في مدينة الخليل في جنوبي الضفة الغربية إلى أيقونة عالمية تعكس جانباً من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال من قبل الاحتلال.
ومنذ ذلك الحين تحول الطفل الجندي إلى أيقونة للاحتجاجات الفلسطينية على القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والمستمرة حتى الآن.
وقالت أروى حليحل، محامية نادي الأسير الفلسطيني (مؤسسة تدافع عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية)، إن المحكمة العسكرية الإسرائيلية (عوفر) قرب رام الله، أصدرت، الأحد، قرارا بالإفراج عن الجنيدي.
واستدركت "لكن النيابة العامة الإسرائيلية طلبت تأجيل قرار الإفراج لمدّة 48 ساعة للاستئناف على القرار خلال هذه الفترة".
كما أن المحكمة استجابت لقرار التأجيل ووافقت على قرار نيابة الاحتلال.
وقال نادي الأسير إنه بصدد تقديم شكوى مع الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال ضد ما واجهه الطفل الجنيدي من تعذيب خلال عملية اعتقاله.
ويضاف إلي الجنيدي شباب فلسطينيون آخرون أصبحوا أيقونة لاحتجاجات نصرة القدس وبينهم الطفلة عهد التميمي (17 عاما) من قرية النبي صالح قضاء رام الله والمعتقلة لدى الإحتلال الإسرائيلي، والشاب القعيد إبراهيم أبو ثريا، 39 عاما، الذي استشهد برصاص قوات الاحتلال على حدود قطاع غزة.
تعذيب الجنيدي
وتظهر علامات الضرب على وجه الطفل الجنيدي في الصورة التي انتشرت في العالم لحظة اعتقاله وتسببت بإرباك لقوات الاحتلال.
وخلافا لمزاعم قوات الاحتلال، فقد أكد الطفل الجنيدي لمحامي نادي الأسير مأمون الحشيم خلال زيارة له في سجن (عوفر) الإسرائيلي ، وسط الضفة الغربية، في 16 من الشهر الجاري أنه كان في طريقه لزيارة أقارب له عندما تم اعتقاله يوم السابع من الشهر الجاري.
فقد تزامن وقوع اشتباكات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال لدى مرور الجنيدي في شارع التفاح في المدينة حينما قام جندي بالاعتداء عليه بالضرب على صدره بسلاح m16 .
ويضيف الطفل أن جنديّاً، التحقوا بالجندي الأول فتوالى غالبيتهم على شتمه وضربه وهو ملقى على الأرض، مستخدمين الأيدي الأرجل والأسلحة.
ولفت الجنيدي إلى أن جنود الاحتلال كبلوه بالأصفاد بعد ذلك بمرابط بلاسيتيكية أدت إلى إحداث جروح في مكانها، كما غطّوا عينيه بقماش، واصطحبوه حافياً إلى إحدى النقاط العسكرية.
وأشار إلى أن جنود الاحتلال قاموا بعد ذلك باحتجازه في غرفة معتمة، تخللها الاعتداء عليه بالضرب فيها وسكب الماء البارد على قدميه ودوسها بالأحذية.
ولفت الطفل الجندي إلى أنه كان يشعر بأنه سيفقد الوعي من شدّة التعذيب.
وذكر في هذا الصدد أن التّعذيب تسبّب له برضوض كثيرة في مختلف أنحاء جسده، أدّت إلى رفض إدارة معتقل "عتصيون" لاستقباله بسبب صعوبة وضعه، فتمّ تحويله إلى أحد مستشفيات الاحتلال ومن ثمّ إلى معتقل "عوفر".
وأشار المحامي الحشيم إلى أن سلطات الاحتلال أخضعت الطفل الجنيدي للتّحقيق وهو مكبّل بالأصفاد الحديدية، ولم يسمح له بحضور عائلته أو محاميه للتحقيق أو الاتصال بهم، رغم إقرار القانون بهذه الحقوق، كما قام المحقّق بدفعه للتوقيع على إفادة باللّغة العبرية دون ترجمتها.
والأطفال الفلسطينيون عادة ما يتحولون مع كل هبة غضب إلى أيقونة فلسطينية، ففي عام 2000 كان الشهيد الطفل فارس عودة، 14 عاما، الذي ظهرت صورة له وهو يرشق دبابة الإسرائيلية بالحجارة في غزة أيقونة انتفاضة الأقصى، وانضم إليه لاحقا الطفل محمد الدرة الذي استشهد في ذات العام في غزة عندما كان برفقة والده.
وفي العام 2014 أصبح الطفل محمد أبو خضير ، 16 عاما، أيقونة الاحتجاجات الفلسطينية بعد أن خطفه مستوطنون من أمام منزله في حي شعفاط في القدس وقاموا بإحراقه وهو حي ما أدى إلى استشهاده.
aXA6IDEzLjU4LjE4OC4xNjYg
جزيرة ام اند امز