الفيروس يفتك بأرباح عمالقة النفط.. شركة وحيدة تفلت
شركة شل البريطانية الهولندية تحذر من استمرار تأثير الجائحة على أسعار النفط والغاز والمبيعات في الربع الثالث من العام الجاري.
تضررت شركات نفط عالمية بشدة، جراء إجراءات العزل العام المرتبطة بفيروس كورونا وانهيار الطلب على الوقود، لكن بعض الشركات تمكنت من الحد من الضرر إذ استفادت أنشطتها للتداول من تقلب استثنائي في السوق، الذي شهد انهيارا لأسعار النفط التي وصلت لمستوى متدنٍ للغاية.
وانخفضت أرباح شركتي شل البريطانية الهولندية، وتوتال الفرنسية بفعل التداعيات السلبية لأزمة كورونا.
شل تتجنب أول خسارة فصلية
وتجنبت شركة رويال داتش شل تكبد أول خسارة فصلية لها في التاريخ الحديث، بدعم من ازدهار أنشطة التداول، لكنها أعلنت عن رسوم مخصصات انخفاض القيمة بنحو 17 مليار دولار، ما يعكس توقعات متشائمة لأسعار النفط والغاز.
كانت شل حذرت الشهر الماضي من أنها بصدد خفض قيمة أصولها للنفط والغاز بما يصل إلى 22 مليار دولار، في الوقت الذي تسببت فيه أزمة فيروس كورونا في محو الطلب على النفط.
وقال بن فان بيوردن الرئيس التنفيذي في بيان ، الخميس، "حققت شل تدفقات نقدية تتمتع بالمتانة في بيئة زاخرة بالتحديات على نحو ملحوظ".
لكن الشركة البريطانية الهولندية حذرت من استمرار تأثير الجائحة على أسعار النفط والغاز والمبيعات في الربع الثالث.
وتجاوزت شل ونظيراتها تراجعات في السابق بفضل عمليات التكرير الكبيرة، التي تتلقى هوامش أرباحها الدعم من انخفاض أسعار الخام وقوة الطلب على الوقود.
لكن في الأزمة الحالية صاحب انخفاض أسعار النفط والغاز تراجع غير مسبوق في الطلب العالمي.
واستجابت شل بخفض توزيعاتها النقدية للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية وخفضت الإنفاق المخطط بواقع 5 مليارات دولار إلى 20 مليار دولار كحد أقصى في العام الجاري.
وسجلت إجمالا رسوما لمخصصات انخفاض القيمة بقيمة 16.8 مليار دولار في الربع بعد أن قلصت توقعاتها لأسعار النفط والغاز في الأمد القصير في أعقاب الوباء. والرسوم عند الحد الأدنى لتوقعاتها الاسترشادية السابقة.
وانخفضت أرباح شل المعدلة في الربع الثاني، التي تستثني البنود الخاصة ومعدلة في ضوء تكلفة الإمدادات، إلى 600 مليون دولار من 3.5 مليار دولار قبل عام، متفوقة على توقعات المحللين بتسجيل خسارة 674 مليون دولار.
وقفزت أرباح أنشطة التكرير والتداول إلى 1.5 مليار دولار، ما يزيد بنحو 30 مثلا عن مستواها قبل عام، حتى في الوقت الذي انخفضت فيه معدلات تكرير النفط الخام بواقع الربع.
وشل أيضا أكبر شركة لتجارة النفط والغاز في العالم. وسمح التقلب الكبير لأسعار النفط خلال الربع المتعاملين الماهرين بتحقيق أرباح كبيرة عبر المراهنة على تحركات الأسعار وتخزين الوقود لبيعه بأسعار أعلى في المستقبل.
%96 انخفاضا بأرباح توتال
أعلنت شركة الطاقة الفرنسية الكبرى توتال، الخميس، عن انخفاض صافي ربح الربع الثاني من العام 96% إلى 126 مليون دولار، لتتجاوز النتائج توقعات بتراجع أكثر حدة، وقالت إنها ستبقى على توزيعات الأرباح.
كانت توقعات السوق تشير إلى أن توتال ستعلن عن تكبد خسارة صافية بنحو 520 مليون دولار وهو متوسط تقديرات سبعة محللين بناء على ما أظهرته بيانات رفينيتيف.
وقالت توتال إن التدفقات النقدية من العمليات انخفضت 44% إلى 3.47 مليار دولار، لكن صافي دخلها المعدل كان إيجابيا كما أن نسبة الدين إلى حقوق الملكية تحت السيطرة.
وقال باتريك بويان رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي إن التدفقات النقدية وخفض الإنفاق مكنا توتال من الإبقاء على توزيعات للأرباح عند 0.66 يورو (0.7781 دولار) للسهم، وهو مستوى قابل للاستمرار مع سعر لخام برنت عند 40 دولارا للبرميل، دون سعره الحالي بقليل.
وقال بويان "تلك النتائج مدفوعة على وجه خاص بأداء متفوق في أنشطة التداول، والتي تبرهن مرة أخرى على أهمية النموذج المتكامل لتوتال".
وقالت توتال إن تخفيضات الإنتاج التي تقوم بها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون آخرون مصحوبة بانتعاش في الطلب ساهمت في ارتفاع سوق النفط منذ يونيو/حزيران الماضي.
لكن الآفاق تكتنفها الضبابية إذ يثير ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19 احتمال فرض إجراءات عزل عام جديدة.
وتقول الشركة "لكن بيئة النفط تظل متقلبة، بالنظر إلى الضبابية التي تحيط بمدى وسرعة تعافي الاقتصاد العالمي بعد كوفيد-19".
وانخفض إنتاج توتال من النفط والغاز في الربع الثاني بنحو 4% إلى 2.85 مليون برميل من المكافئ النفطي يوميا.
وقلصت توتال توقعاتها للإنتاج للعام إلى نحو 2.9-2.95 مليون برميل من المكافئ النفطي يوميا من 2.95-ثلاثة ملايين برميل.
كما خفضت استثماراتها المزمعة لعام 2020 إلى أقل من 14 مليار دولار من 15 مليار دولار في السابق.
aXA6IDMuMTYuMTM3LjIyOSA= جزيرة ام اند امز