يتعجب البعض مما تميز به الموقف الإماراتي السعودي البحريني من حزم في حق قطر إثر ما شاع من تصريحات لأميرها الذي اغتصب أباه الحكمَ بدوره من أصحابه الشرعيين
يتعجب البعض مما تميز به الموقف الإماراتي السعودي البحريني من حزم في حق قطر إثر ما شاع من تصريحات لأميرها الذي اغتصب أباه الحكمَ بدوره من أصحابه الشرعيين، ووقوفه صراحةً وعلانية مع الاحتلال الإيراني والتركي لبلده ضد الإرادة الخليجية الواحدة في العيش المشترك والتعاون والتحالف الأخوي ضد الخارج.
قطر بغت، وتعنّتت، وتسابق أميرها ووزير خارجيته وأبواق إعلام قطر الأصفر، في الارتماء في أحضان تركيا وإيران وصولاً إلى روسيا
وهنا لا بدّ من أن نبحث في الحق الشرعي للسعودية أولاً، ثم للبحرين ثانياً، ثم للإمارات ثالثاً، في محاسبة النظام القطري على ما بيّته من مؤامرات وصلت إلى حد السعي لقلب النظام وتخريب السلم والأمن الأهلي وبث الدعوة الحزبية في الدول العربية الخليجية الثلاث، فقطر وبتسجيلات صوتية ووثائق رسمية، سعت إلى قلب النظام في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وقامت فعلاً بدعم الشخصيات والجهات السعودية والبحرينية والإماراتية الخارجة على الإجماع الوطني بالمال، وقامت بتحريض أتباع التحالف الشيطاني الإخواني القاعدي الإيراني على المسّ بهيبة الكيان الوطني والانتماء للخارج على حساب الداخل.
وفي ظلِّ القراءة الحكيمة لما ورد من المولى عز وجل في سورة الحجرات: "وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأخرى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حتى تَفِيءَ إلى أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"، نخرج باستنتاج أنّ دول التحالف العربي الإسلامي لم تقم إلا بما أمرنا الله سبحانه وتعالى بالقيام به من إصلاح حال اقتتال طائفتين من المسلمين (وهنا نعني بالاقتتال الخلاف وليس الحرب، وهذا ما أكدته تفسيرات أهل التأويل كابن عباس، وأنس، وأبي مالك، ومجاهد وقتادة وغيرهم عن أن اقتتال المسلمين الذي استوجب نزول الآية كان تنازعاً بغير سلاح)، فالقيادة الحكيمة في السعودية والإمارات ارتأت أن تتجنّب التصعيد في الخلاف مع قطر طوال عشر من السنوات، بل بالعكس قامت هذه القيادة بالمبادرة إلى التلاقي والحوار وزيارة قطر أو دعوة أركان نظامها للزيارة والمشاركة في القمم الخليجية والاجتماعات التشاورية، مع علمها اليقين أن قطر كانت سراً وعلناً أحياناً، تحيك خيوط المؤامرة الدنيئة خدمةً لمشروع تفتيت الكيانات الوطنية على المستوى العربي لتغليب دور الشرطي الإقليمي المتمثل في إيران حيناً وتركيا حيناً آخر.
أما قطر فبغت، وتعنّتت، وتسابق أميرها ووزير خارجيته وأبواق إعلام قطر الأصفر، في الارتماء في أحضان تركيا وإيران وصولاً إلى روسيا، غير مدركين أنّ الجغرافيا تكتب التاريخ وليس العكس، وأنّ خاصرتنا العربية لا ترضى بشوكةٍ تسبب التهاباً مزمناً صبرنا عليه عقداً من الزمن، وحان أوان علاجه، ولو بالكيّ.
نعم، هذا الأمر تغيّر، فالمؤمن لا يلدغ من جُحرٍ مرّتين، والأفعى التي كانت اكتفت بالفحيح من بعيد سابقاً، صار لها جحرٌ ووكر في خاصرة جزيرتنا العربية، وصار لها امتدادٌ جغرافيٌّ جيو استراتيجي من طهران حتى لبنان، وهذا ما اقتضى وقفة سلمان الحزم ومحمد العزم، وقفة لا عودة فيها ولا تهاون مع خائنٍ ارتضى لنفسه أن يلطّخ التاريخ المشرق لقطر العربية الحرة العزيزة، لقطر التي كانت إمارةً من إماراتنا العربية وكياناً عزيزاً من كيانات خليجنا الناهضة والواعدة، هذا الخائن الذي لا يزال يصرُّ على المكابرة الفارغة وادعاء الوطنية المزيّفة والأصالة بالوكالة، فأي قطرٍ يبني هو؟ وأيّ قطرٍ نريد نحن؟ وبيننا القادم من الأيام يا تميم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة