بلومبرج: أوبك تتجه لخفض الإنتاج في اجتماعها المقبل لضبط الأسعار
أوبك تتجه خلال اجتماعها المرتقب، يوم الخميس المقبل، لخفض الإنتاج لضبط الأسعار في السوق، بفضل التوافق بين السعودية وروسيا..
تتجه منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" إلى اتخاذ قرار خلال اجتماعها المرتقب، يوم الخميس المقبل، بخفض الإنتاج لضبط الأسعار في السوق، بفضل التوافق بين السعودية (أكبر منتج للنفط في المنظمة) وروسيا (أكبر الدول المنتجة للخام من خارج المنظمة)، وفقا لآراء خبراء ومحللين نقلتها وكالة "بلومبرج" الأمريكية.
وتترقب أسواق النفط حول العالم، اجتماع دول "أوبك" يومي الخميس والجمعة المقبلين بمقر المنظمة في العاصمة النمساوية فيينا، لاتخاذ قرارهم بشأن حجم الإنتاج، وهو القرار الذي سيؤثر بشكل كبير على مستقبل أسعار الخام خلال 2019.
ويعتمد قرار أوبك على مدى التعاون مع الدول النفطية المنتجة من خارج المنظمة، وبفضل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اجتاز التحالف بين أوبك والدول الأخرى نقطة حرجة، بعد اتفاق الطرفين على تمديد التعاون خلال 2019.
وكان الطرفان قد اتفقا على خفض الإنتاج في مطلع 2017، وقاما بتمديد الاتفاق إلى 2018، وينتهي اتفاق الخفض بحلول نهاية ديسمبر الجاري.
وفقا لبلومبرج وافقت روسيا والسعودية على تمديد اتفاقية إدارة سوق النفط المعروفة باسم "أوبك +" لعام آخر (2019).
ورغم أن موسكو والرياض لم تعلنا عن توافق بخصوص أي تخفيضات جديدة في الإنتاج، إلا أن خبراء اعتبروا التوصل إلى توافق لتمديد التعاون بمثابة تمهيد للخفض.
وقال ديريك بروير المدير بشركة "آر إس إنرجي جروب" الاستشارية، إن تمديد الاتفاق "بمثابة اختراق نقطة حرجة بين أوبك والدول النفطية المصدرة الأخرى من خارج المنظمة"، معتبرا أن خفض الإنتاج أمر مفروغ منه، لكن "التفاصيل هي ما يهم.. كم سيبلغ حجم التخفيض ومتى سيطبق وإلى متى سيستمر وعلى أي أساس سيتم اتخاذ القرارات المتعلقة بهذا الشأن".
وكان الرئيس الروسي قد أعلن عن تمديد الاتفاق، بعد اجتماع أمس، على هامش مجموعة العشرين مع ولي العهد السعودي، وقال بوتين للصحفيين إنه لا يوجد قرار نهائي بشأن الأحجام "لكننا سنتوصل إلى القرار بالتعاون مع السعودية".
وتابع :"أيا كان الرقم الذي سنتوصل إليه في قرارنا المشترك (بشأن خفض الإنتاج)؛ اتفقنا على مراقبة وضع السوق والتفاعل معه بسرعة".
ومن جهتها، قالت المملكة من خلال وكالة الأنباء السعودية إن الرياض وموسكو أجرتا محادثات في بوينس آيرس بالأرجنتين حول "إعادة توازن" لسوق النفط.
وبحسب بلومبرج، أنهى بوتين والأمير سنوات من الخلاف بين أكبر مصدرين للنفط في العالم عام 2016، وعملا معا منذ ذلك الحين ضمن "أوبك +" التي تضم المنظمة، بالإضافة إلى الدول غير الأعضاء مثل روسيا والمكسيك وأذربيجان وكازاخستان.
مايك ويتنر رئيس أبحاث سوق النفط في بنك سوسيتيه جنرال الفرنسي، قال لبلومبرج إن الأسواق تعتقد أن الاجتماع سينتهي إلى خفض الإنتاج، لكنّ هناك قلقا من أن التخفيضات لن تكون كبيرة بما فيه الكفاية".
وتأكيدا على اتجاه الخفض، قالت صحيفة الأنباء الكويتية، في تقرير الأحد، إنه في حال اتفاق أوبك والمنتجين الآخرين على خفض الإمدادات بما يتراوح بين مليون و1.4 مليون برميل يوميا، فإن حصة الكويت من الخفض ستكون في حدود 100-120 ألف برميل يوميا لينخفض الإنتاج إلى مستويات 2.7 مليون برميل يوميا.
ويزيد إنتاج الكويت حاليا عن مستوى 2.8 مليون برميل يوميا.
كان مندوبو أوبك قالوا إن قادة دولهم أعطوا موافقتهم السياسية للتوصل إلى اتفاق بشأن الإنتاج، لكن لايزال هناك الكثير من العمل في عدة نقاط أبرزها حجم أي خفض محتمل في الإنتاج.
يُذكر أنه في وقت سابق من هذا الأسبوع، أخبرت مجموعة استشارية لمنظمة أوبك، الوزراء، بأن هناك زيادة في العرض بالسوق وأن هناك ضرورة لخفض نحو 1.3 مليون برميل في اليوم مقارنة بمستويات أكتوبر.
لكن مقترحات المجموعة الاستشارية ليست مُلزِمة، وغالبا ما يختار وزراء أوبك مسارا مختلفا.
وتقول بلومبرج إن حديث المنظمة عن المعروض الـ"أكثر من اللازم"، يعد إشارة إلى أنها تمهد الطريق لاتخاذ قرار بشأن الإنتاج.
ويأتي انعقاد اجتماع أوبك التي تضخ 4 براميل من كل 10 براميل المنتجة في جميع أنحاء العالم، بعد أن عانت أسعار النفط في نوفمبر الماضي من أكبر انخفاض شهري منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008.
وانخفض سعر خام برنت، معيار القياس العالمي، بنحو الثلث من أعلى مستوى في أكتوبر بسبب ارتفاع المعروض الأمريكي والروسي، بالتوازي مع تباطؤ نمو الطلب.
وسجل برنت أعلى مستوى له خلال 4 أعوام عند 86.76 دولار للبرميل في بداية أكتوبر، قبل أن يتراجع إلى 58.71 دولار، يوم الجمعة الماضي.
aXA6IDE4LjIxOC4yLjE5MSA=
جزيرة ام اند امز