"أوبك+" تمنح قبلة الحياة للنفط الصخري الأمريكي.. كيف حدث ذلك؟
خفض الإنتاج يدعم إيرادات دول التحالف ويوفر أيضا شريان الحياة لمنافسيها.
عندما اتفقت منظمة أوبك وروسيا وحلفاؤهما في أبريل/ نيسان الماضي على خفض إنتاج النفط لم يكن أي منهم يتوقع أن تلقى تلك المبادرة الرامية لرفع أسعار النفط المنهارة الدعم من انخفاض سريع في الإنتاج الأمريكي.
وحاليا وبعد انتعاش أسعار النفط بفضل هذه التخفيضات من مستواه دون 20 دولارا للبرميل إلى أكثر من 40 دولارا، بدأت مجموعة الدول المعروفة باسم أوبك+ تواجه تحديا جديدا يتمثل في منع إنتاج النفط الصخري الأمريكي من تحقيق مفاجأة أخرى من خلال الارتفاع بالسرعة نفسها.
وأظهرت تقديرات معدلة لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، أن صناعة النفط الصخري الأمريكية تضررت بصورة أقل مما كانت المنظمة تتوقعه سابقا، من تراجع الطلب والأسعار خلال الفترة الماضية، كما أوضحت أن تعافي الأسعار مؤخرا أعطى دفعة لشركات الحفر.
وبدلا من التراجع بنسبة 7% في هذا الربع كما كانت تتوقع أوبك في الشهر الماضي، أصبحت المنظمة تتوقع الآن أن يسجل إنتاج النفط الأمريكي ارتفاعا طفيفا.
وسجلت العقود الآجلة للنفط الخام أعلى مستوى في خمسة أشهر هذا الأسبوع فوق 45 دولارا للبرميل.
ووصفت وكالة "بلومبرج" للأنباء هذا، بأنه بمثابة تذكير للمنظمة، التي قادت مع حلفائها أسعار النفط إلى التعافي من تداعيات كورونا عن طريق خفض الإنتاج، بأن هذه الاستراتيجية التي تدعم إيرادات دول المنظمة توفر أيضا شريان الحياة لمنافسيها.
كما تؤكد المراجعة، صحة قرار أوبك بالتخلص التدريجي من جزء من التخفيضات بداية من هذا الشهر، لتتمكن من استعادة جزء من حصتها في السوق التي ربما تخسرها لصالح النفط الصخري ومنتجين آخرين.
وقالت أمانة المنظمة في تقريرها الشهري حول السوق: "من المتوقع أن يبدأ إنتاج النفط الخام في الربع الثالث من عام 2020 في التعافي بداية من أغسطس/ آب".
وقالت أوبك في تقريرها، إن متوسط إنتاج الولايات المتحدة من السوائل النفطية سيبلغ في المتوسط 16.4 مليون برميل في اليوم في هذا الربع، وأن إجمالي الإمدادات من خارج المنظمة ستبلغ في المتوسط 60.28 مليون في اليوم أي بأكثر بـ 810 آلاف برميل عما توقعته الشهر الماضي.
وفي السنوات الأخيرة، حتى مع دعم تخفيضات أوبك+ الإنتاجية للأسعار، صعد الإنتاج الأمريكي من النفط الخام وغيره من السوائل ليصل إلى 20 مليون برميل يوميا. إلا أن انهيار الأسعار هذا العام دفع الإنتاج الأمريكي للتراجع بما يصل إلى مليوني برميل في اليوم، وفقا لبعض التقديرات إذ أن السعر الذي تتعادل عنده تكاليف الإنتاج لمنتجي النفط الصخري في حدود 50-70 دولارا للبرميل.
- تراجع مخزون الخام الأمريكي أكثر من المتوقع
وفي سياق منفصل، تراجعت مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير بالولايات المتحدة الأسبوع الماضي، حسبما ذكرته إدارة معلومات الطاقة الأمريكية اليوم الأربعاء.
وانخفض مخزون الخام 4.5 برميل في أحدث أسبوع إلى 514.1 مليون برميل، في حين توقع المحللون في استطلاع أجرته رويترز تراجعا قدره 2.9 مليون برميل.
وزادت مخزونات الخام بنقطة التسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما 1.3 مليون برميل الأسبوع الماضي، بحسب الإدارة.
وارتفع معدل استهلاك الخام بمصافي التكرير 21 ألف برميل يوميا الأسبوع الماضي، وزاد معدل استغلال طاقة المصافي 1.4 نقطة مئوية.
وانخفضت مخزونات البنزين الأمريكية 0.7 مليون برميل إلى 247.08 مليون برميل، وهو حجم التراجع نفسه الذي توقعه المحللون في استطلاع رويترز.
وتراجعت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 2.3 مليون برميل على مدار الأسبوع إلى 177.66 مليون برميل، في حين كان من المتوقع ارتفاعها 0.4 مليون برميل.
وتراجع صافي واردات الولايات المتحدة من الخام 713 ألف برميل يوميا الأسبوع الماضي.
aXA6IDMuMTQ1LjE2MS4xOTQg
جزيرة ام اند امز