اليتم والنزوح والفقر.. مأساة أطفال ليبيا تتفاقم
لا يزال الآلاف من أطفال ليبيا يعانون ويلات الحروب، إما بالتهجير والنزوح وإما باليتم، في ظل وضع اقتصادي صعب وإهمال حكومي لهم.
اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا أكدت أن الحروب والصراعات المستمرة خلّفت شريحة واسعة من الأيتام يعيشون في فقر مدقع، بعدما فقدوا المعيل، بالتزامن مع تدهور الوضع الاقتصادي وارتفاع نسب البطالة والفقر.
وتشير اللجنة في بيان بمناسبة إحياء اليوم العالمي ليتامى الحروب، إلى أن ليبيا تفتقر إلى أعداد رسمية حول أعداد الأيتام، إلا أن البيانات التي تصدر وفق مسح بدائي، تتحدث عن تسجيل ما يقارب من 120 ألف يتيم.
- ماذا يريد الليبيون في 2023؟.. "العين الإخبارية" تستطلع الآراء
- توقيف دراسة ومحاصرة منازل.. مليشيات غربي ليبيا تستقبل 2023 بأصوات الرصاص
وأوضحت اللجنة أن ارتفاع أعداد الأيتام في ليبيا يرجع إلى ما تشهده البلاد من حروب وأزمات وإرهاب وكوارث أدّت إلى فقدان أركان الأسرة، وهما الأب أو الأم أو الاثنان معا، ومن ثمّ بات الأيتام حصيلة ما حدث وما يحدث حتى الآن.
وترى اللجنة أن غياب الأرقام الدقيقة دليل على عدم وجود اهتمام بالأيتام وعدم إعطائهم أولوية من المؤسسات الرسمية رغم وجود ما يقارب 10 دُور لرعاية الأيتام في البلاد تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية وصندوق التضامن الاجتماعي، ولكن الموجودين فيها لا يتجاوزون 300 يتيم، أما بقية الجهود فهي تعود لمنظمات المجتمع المدني.
مأساة إنسانية
وشددت اللجنة في بيانها على أن الأيتام هم أبرز ضحايا الحروب، ويشكلون فئة مهشمة في المجتمع، التي تعاني ويلات الفقر والعوز الاجتماعي والاقتصادي والنفسي والتعليمي.
وتابعت، أن أيتام ليبيا لديهم احتياجات نفسية وتربوية ومادية وتعليمية وحتى سلوكية، محذرة من قيام بعض الجهات باستخدام الأيتام لوسائل إعلامية وعروض لأغراض شخصية لاستدرار تعاطف الناس، وكسب مبالغ طائلة باسمهم مقابل مساعدتهم، لكن ما يحصلون عليه أقل من القليل المتعارف عليه.
اليتم والنزوح
وأردفت اللجنة أن الأطفال النازحين من الأيتام هم الأكثر تعرضا للتهميش والمتاجرة بمعاناتهم وفقدان أجمل سنوات عمرهم داخل المخيمات ومناطق النزوح من دون جدوى.
وأشارت إلى أن بعض هؤلاء الأطفال بلا وثائق ثبوتية بسبب تعرضها للحرق أو الضياع في زمن الحرب أو عدم الإبلاغ وتسجيل تلك الحالات في وقتها، لذلك أصبحت هناك أعداد تراكمية غير واضحة ترصدها منظمات المجتمع المدني وتحاول أرشفتها من أجل الوقوف على الأعداد الحقيقية.
وأعربت اللجنة عن أسفها من رصد عدة حالات لأطفال، وهم يبحثون عن لقمة العيش (وسط القمامة)، مشددة على وجوب أولوية إيواء الأيتام ورعايتهم باعتبار أن الأطفال هم اللبنة الأساسية للمجتمع، واستحداث التشريعات والقوانين الضامنة لحقوقهم وتوجيه مؤسسات الدولة بالقيام بواجباتها تجاه رعايتهم وحمايتهم وتوفير الحياة الكريمة من سكن ومورد عيش وتعليم وصحة وغيرها.
وتدعو اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا إلى التعاون مع مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني من أجل هذا الدور، وإشراك المجتمع في التكافل والتضامن الاجتماعي، ودعم الأطفال باعتبار أنهم سيمثلون الجيل القادم، ولا يمكن أن يكون المستقبل أمانا واستقرارا إلا بالاهتمام بالأطفال.
وتحيي دول العالم اليوم السادس من يناير/كانون الثاني من كل عام اليوم العالمي ليتامى الحروب، بهدف التذكير بمحنة هذه الشريحة، وضرورة حمايتها وصون حقوقها، ومن بينهم أيتام ليبيا الذين يعانون مأساة كبيرة، تضاف إلى مآسي ليبيا الكثيرة، وفق اللجنة.
aXA6IDMuMTMxLjEzLjE5NiA= جزيرة ام اند امز