جورج أورويل.. رموزه توجت اسمه على الجدران
لازال نجم جورج أورويل يضيء، وحركة اقتناء أعماله في أوجها عالميا، ولازالت أقواله تدون كجرافيتي على الجدران وتسكن في الأعمال التشكيلية.
لم يخفت نجم البريطاني جورج أورويل بوفاته قبل 68 عاما إلى الآن، فضياء ما ترك من أعمال لازال يسري في الدروب، كعلامة خصبة للخيال والتمرد والرمزية وكتابة الديستوبيا في أفخم صورها.
أورويل واسمه الحقيقي "إريك آرثر بلير" هو صاحب رواية "1984 التي كتبها عام 1949، و"مزرعة الحيوان" عام 1945، وكلاهما من أعلى الأعمال الروائية مبيعا في العالم كله وحتى الآن.
استطاع جورج أورويل، الذي يوافق الإثنين ذكرى ميلاده عام 1903، دون قصد منه أن يصك من اسمه مصطلحا بات دامغا في الثقافة السياسية حتى اليوم وهو مصطلح "الأورويلية"، وهو المصطلح الذي طغى عبر مشروعه الأدبي منتقدا ممارسات الحكم الشمولي برمزية غير مسبوقة، وصك مصطلحات باتت حتى يومنا هذا علامات شعبية يتم تداولها شرقا وغربا، في إحالة وتأكيد على صلاحية مشروع جورج أورويل الأدبي ونجاحه في تخطي اختبار الزمن عبر بلاغة رمزيته ونفاذ بصيرته.
من بين تلك العلامات التي خرجت من جعبة جورج أورويل مصطلحات مثل "الأخ الأكبر" ، "الحرب الباردة" ، "التفكير المزدوج" ، "شرطة الفكر"، تلك المفردات التي سادت ليس فقط مقالات المفكرين والمحللين السياسيين، أو حتى الشباب الذي لازال يقتني "1984" ويعيد قراءتها مرات، ولكن كذلك في أعمال فنية تشكيلية وجرافيكية اتخذت من أورويل حليفا للإلهام.
فن الجرافيتي كان له نصيب كبير من تدوين مشروع أورويل، ففي بريطانيا يوجد أكثر من جرافيتي يحمل صورة لأورويل، ومنها هذا الجرافيتي الذي كُتب عليه "هنا عاش أورويل مراهقته وثلاثينياته في ساوث وولد بجوار متجر السمك"، ويجمع الجرافيتي الضخم صورة أورويل وتحيط به أشهر أقواله ومقتطفات من رواياته ، ومنها عبارته الدامغة "الأخ الأكبر يراقبك".
وتسود كثير من عبارات جورج أورويل الشهيرة كثيرا من جدران العالم، في اعتراف بالقيمة التعبيرية النافذة للأديب البريطاني الراحل، هنا عبارة شهيرة له من رواية "مزرعة الحيوانات" تقول: "جميع الحيوانات متساوية، لكن بعضها أكثر مساواة من غيرها".
وجد تشكيلون في العالم من شخوص أعمال أورويل مواد ثرية للإلهام، فهذا عمل استوحاه صاحبه من "البقرة" في "مزرعة الحيوانات"، التي تحمل إسقاطا على الأحداث التي سبقت عهد ستالين و خلاله قبل الحرب العالمية الثانية، واختارت مجلة "تايم" تلك الرواية كواحدة من أفضل 100 رواية بالإنجليزية.