القصة الكاملة لخطأ حفل الأوسكار.. والتحقيقات تكشف المسؤول
الخطأ الفادح الذي حدث في حفل الأوسكار.. ماذا دار في الكواليس؟ والتحقيقات التي بدأت.. هل وجدت الفاعل؟
يحقق مسؤولو مسابقة أكاديمية فنون وعلوم السينما (أوسكار) في خطأ محرج بشأن العمل الفائز بجائزة أحسن فيلم، التي ذهبت في النهاية إلى (مونلايت) بعد حفل شهد نكاتاً سياسية وزلات صغيرة.
وفي خطأ أذهل الحضور في مسرح دولبي بهوليوود ومشاهدي محطات التلفزيون حول العالم قال مقدما المسابقة وارن بيتي وفاي دوناواي في البداية، إن الفيلم الموسيقي الرومانسي (لا لا لاند) هو الفائز.
واعتلى فريق عمل (لا لا لاند) المسرح لإلقاء كلمات قبول الجائزة، وفجأة قال بيتي، إنه أعطي المظروف الخطأ.
وهذه هي المرة الأولى فيما تعيه الذاكرة التي يحدث فيها مثل هذا الخطأ الكبير في حفل أرفع جوائز هوليوود (الأوسكار) كما أنه أطفأ نوعاً ما وهج العرض، الذي استمر ثلاث ساعات وحفل بالتعليقات التهكمية من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
واعتذرت شركة برايس ووترهاوس كوبر للمحاسبة التي تشرف على عملية الاقتراع على الجوائز عن الخطأ، وقالت إن النجمين اللذين أعلنا اسم الفيلم الفائز أُعطيا بطريق الخطأ الظرف الخاطئ.
وأضافت في بيان "نحقق حالياً لمعرفة كيف حدث ذلك ونأسف لهذا الأمر بشدة." وقدمت اعتذارها في البيان لمجموعة عمل فيلمي (مونلايت) و(لا لا لاند) والنجمين وارن بيتي وفاي دوناواي ومتابعي حفل الأوسكار.
ولم يتسنَ الوصول لمسؤولين في الأكاديمية للتعليق.
ورغم أن ما حدث، مساء الأحد، أمر نادر إلى حد بعيد، إلا أنه ليس الأول، ففي عام 1964 تسلم المغني سامي ديفيز المظروف الخطأ في فئة أفضل أغنية.
وحاول بيتي الممثل والمخرج المخضرم شرح ما حدث قائلاً "أريد أن أقول لكم ماذا حدث. فتحت المظروف وكان مكتوباً فيه 'إيما ستون.. (لا لا لاند)'."
وأضاف بيتي مطلقا ضحكة عصبية "لهذا نظرت طويلاً إلى فاي ولكم. لم أكن أحاول أن أكون ظريفاً". وكانت دوناواي هي التي أعلنت فوز فيلم (لا لا لاند) بالخطأ.
وقال مخرج فيلم (مونلايت) باري جنكينز "الأمر حقيقي. ليس خدعة... أرسل بحبي للا لا لاند وللجميع".
وقالت ستون التي فازت بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم (لا لا لاند) -والذي جسدت فيه دور ممثلة تحاول شق طريقها في مجال الفن- للصحفيين خلف الكواليس "هل هذه أكثر لحظات الأوسكار جنوناً على الإطلاق؟ إنه أمر غريب في تاريخ الأوسكار".
وتابعت قائلة "أعتقد أن الجميع في حالة ارتباك... وفرحين أيضاً من أجل (مونلايت)" الذي قالت إنه "من أفضل الأفلام على الإطلاق".
وحصد فيلم (مونلايت) أيضاً جائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد والتي حصل عليها ماهرشالا علي وجائزة أوسكار أفضل سيناريو مقتبس. ويحكي الفيلم قصة صبي يواجه صعوبات بسبب الفقر وميوله الجنسية.
وفازت فيولا ديفيز بأوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم (فنسيس) الذي تقوم فيه بدور ربة منزل أمريكية من أصل إفريقي.
وجاء فوز علي وديفيز على النقيض مما حدث العام الماضي حينما لم تضم قوائم المرشحين للجائزة أي ملونين.
وقالت آديل رومانسكي منتجة فيلم (مونلايت)، إنها تأمل أن يُلهم الفيلم "الصبية السود والفتيات الملونات وغيرهم ممن يتابعون (الحفل) في المنزل الذين يشعرون بالتهميش".
* 6 جوائز أوسكار لفيلم (لا لا لاند)
رشح (لا لا لاند) للحصول على 14 جائزة أوسكار وفاز في النهاية بست جوائز بينها أفضل أغنية أصلية (سيتي أوف ستارز).
وأصبح مخرج (لا لا لاند) داميان تشازيل أصغر شخص على الإطلاق يحصل على جائزة أفضل مخرج إذ يبلغ من العمر 32 عاماً.
وحصل كيسي أفليك على جائزة أفضل ممثل عن فيلم (مانشستر باي ذا سي) وهي المرة الأولى التي يحصل فيها على أوسكار، وقال "أتمنى لو كان لدي كلمات أفضل لأقولها... أنا مذهول فحسب أنني من بين الفائزين".
وتمكن أفليك من الحصول على الأوسكار، على الرغم من أن موسم الجوائز شهد تجدد الحديث عن مزاعم تحرش جنسي ضده بدأت في 2010. ونفى أفليك المزاعم التي تم تسويتها خارج المحكمة.
وحاز فيلم (مانشستر باي ذا سي) على جائزة أفضل سيناريو أصلي.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محور الكثير من النكات في الحفل الذي توج موسم جوائز اتسم باحتجاجات غاضبة على سياساته.
فقد اتخذ مقدم الحفل الإعلامي والممثل جيمي كيمل من ترامب مادة للسخرية في الحفل وراح يتهكم على اضطراب المشهد السياسي في الولايات المتحدة والعالم منذ وصول ترامب نجم تلفزيون الواقع السابق إلى البيت الأبيض.
وفي وقت لاحق من الحفل بدا كيمل وكأنه يرسل تغريدة إلى الرئيس إذ ظهرت رسالة على شاشة كبيرة خلفه تقول "يا @دونالد ترامب الحقيقي. هل أنت مستيقظ؟ #ميريل تقول أهلا." في إشارة إلى النجمة ميريل ستريب".
وكان تنديدها الحاد بترامب من فوق خشبة المسرح في حفل جوائز جولدن جلوب خلال يناير/ كانون الثاني، دفع ترامب إلى إطلاق تغريدة غاضبة على تويتر وصفها فيها بأنها "واحدة من أكثر الممثلات المبالغ في تقديرهن في هوليوود".
وقال كيمل "من أعمالها الأولى متوسطة المستوى في ‘ذا دير هنتر‘ (صائد الغزلان) و‘أوت أوف أفريكا‘ (الخروج من إفريقيا) إلى أدائها المخيب في ‘كريمر ضد كريمر‘ و‘صوفيز تشوياس‘ (اختيار صوفي) قدمت ميريل ستريت أكثر من 50 فيلماً بلا اكتراث على مدار مسيرتها الفنية الباهتة."
وأشار إلى أنها مرشحة للفوز بجائزة الأوسكار للمرة الـ20 في حياتها الفنية كأفضل ممثلة عن فيلم (فلورنس فوستر جنكينز) قبل أن يطلب منها أن تقف وينحني لها احتراماً وسط تصفيق حاد من جمهور الحاضرين وقوفاً.
وقال "أقدم لكم جميعاً ميريل ستريب المبالغ جداً في تقديرها".
ومن ناحية أخرى انتقد الممثل المكسيكي جيل جارسيا بيرنال الذي قدم جائزة الأوسكار لأفضل فيلم رسوم متحركة خطة ترامب، لبناء جدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وقال "بصفتي مكسيكياً وكأحد العمال المهاجرين وكإنسان أنا ضد أي شكل من أشكال الجدران التي تهدف إلى الفصل بيننا".
وارتدت مجموعة من النجوم شريطاً صغيراً أزرق اللون على ملابسهم دعماً لاتحاد الحريات المدنية الأمريكية، الذي يعمل على وقف الحظر الذي فرضه ترامب على سفر مواطني سبع دول تقطنها أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة.
لكن أغلب الكلمات في الحفل كانت معتدلة ودعت إلى التسامح دون هجوم مباشر على ترامب.
وكان المخرج الإيراني أصغر فرهادي استثناء. وفاز فيلمه (ذا سيلزمان) الذي يتناول الثأر والشرف في إطار زواج حديث بجائزة أفضل فيلم أجنبي، لكن فرهادي قرر مقاطعة الحفل، بسبب حظر السفر الذي يفرضه ترامب.
واختار فرهادي إيرانيين أمريكيين أحدهما مهندسة والآخر عالم سابق في إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) لتمثيله في حفل توزيع جوائز الأوسكار.
وقرأت المهندسة أنوشه أنصاري، وهي أول سائحة في الفضاء بياناً بالنيابة عن فرهادي.
ونقلت أنصاري عن فرهادي قوله "ينبع غيابي من احترام شعب بلدي وشعوب الدول الست الأخرى التي لم يحترمها قانون غير إنساني يحظر دخول المهاجرين إلى الولايات المتحدة".
"إن تقسيم العالم إلى 'نحن' و'أعدائنا' يخلق الخوف ويمثل تبريراً خادعاً للعدوان والحرب".
وفاز فيلم (زوتوبيا) بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة. وحقق الفيلم الذي أنتجته شركة ديزني نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر وحصد إيرادات تربو على مليار دولار في جميع أنحاء العالم.
وفاز الفيلم السوري (الخوذ البيضاء) بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير. وتعرف منظمة الدفاع المدني السورية باسم (الخوذ البيضاء) وتعمل في مناطق تسيطر عليها المعارضة في سوريا. ويقدم الفيلم لمحة عن الحياة اليومية للمتطوعين في الخدمة.