13 عامًا من انقلاب حماس.. محطات سوداء وتداعيات كارثية مستمرة
قيادي في فتح، يؤكد أن "غزة تم فصلها سياسيا عن الضفة الغربية والقدس وتم خطف قرارها وإغلاق معابرها والتضييق على حياة الناس".
من صراع دموي، إلى الاستيلاء على السلطة، فالتفرد والهيمنة، محطات سوداء لا تزال ماثلة، بعد 13 عامًا من سيطرة حركة حماس بالقوة على قطاع غزة.
ويبدو القطاع اليوم مهددا بالانفصال عن باقي الوطن الفلسطيني، وسط مخططات إسرائيلية تستغل حالة الانقسام الداخلي للنيل من الحقوق الفلسطينية.
ويلخص منير الجاغوب، القيادي في فتح، الأبعاد الخطيرة لانقلاب حماس على الشرعية الفلسطينية وتأثيراتها اليوم قائلا: "غزة سياسيا تم فصلها عن الضفة الغربية والقدس وتم خطف قرارها وإغلاق معابرها والتضييق على حياة الناس".
وأشار الجاغوب في حديثه لـ"العين الإخبارية" إلى "انتشار الفقر المدقع والتضييق على الحريات بشكل كبير علاوة على قتل حماس 500 فلسطيني في قطاع غزة".
وتابع: "الأنكى أن حماس تمارس عمل الدولة وتأخذ إتاوات من الناس وفي الآونة الأخيرة تغولت على الناس أكثر وهدمت منازلهم".
- تدوير المناصب الحكومية في غزة.. حماس تعزز الانقسام
- "فتح" تدعو "حماس" لتمكين الحكومة الفلسطينية في غزة
وسيطرت حماس على غزة في 14 يونيو/حزيران 2007، بعد اقتتال دامٍ مع قوات السلطة الفلسطينية، استمر عدة أيام وقتل وأصيب خلاله مئات الفلسطينيين، وأعقبه قيامها بهياكل حكومية لم تحظ بأي اعتراف دولي، ولكنها استمرت في تولي السلطة بالقوة الجبرية في غزة.
وبحسب الجاغوب؛ فقد تأثرت القضية الفلسطينية عموما من الانقلاب إذ أن من أهم مخططات الانقلاب القضاء على شرعية منظمة التحرير الفلسطينية ووحدة تمثيلها، وحماس شبه نجحت في ذلك بينما العالم يطالبنا بوحدة تمثيل للشعب الفلسطيني.
وقال: "مطلوب من حماس التراجع وتسليم غزة، لكنه استدرك بالقول حماس لن تسلم غزة لأن ذلك ثمنه كبير، وستقدم للمحكمة على الجرائم التي ارتكبتها على مدار 14 عاما".
وأشار إلى أن "الدول التي تدعم غزة ليس لسواد عيون حماس"، موضحا أن "الدول الداعمة لحماس معروفة فحقائب الأموال القطرية تدخل بموافقة إسرائيلية أمام الناس وقطر تعلم أن هناك جهات رسمية يتم من خلالها تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني" .
وعلى مدار سنوات سيطرة حماس على غزة، حظيت بدعم مالي من قطر وإيران، فيما اعتبره الخبراء مال مسيس لإضعاف الموقف الفلسطيني.
عار الانقسام
خالد منصور، عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني اعتبر أن "الانقسام عار يقبح وجه التاريخ الفلسطيني".
وقال في حديث لـ"العين الإخبارية": "لقد خسرنا خلال 14 عاما وحدتنا وقوتنا وكسب عدونا كثيرا لذلك آن الاوان لأن ينتهي الانقسام الذي يعزز وجوده خطة ترامب لفصل غزة عن الضفة" .
وأكد أن "غزة خسرت كثيرا بدءا بارتفاع البطالة والعيش على الإعانات الدولية وتعاني من كل الأمراض، والانقسام عزز الحصار وجعل غزة أضعف في مواجهة الضغوط.
وفي عهد حماس شنت إسرائيل 3 حروب على غزة، وأكثر من 20 جولة تصعيد كبيرة، تسببت باستشهاد آلاف الفلسطينيين وإصابة عشرات الآلاف، فضلا عن الدمار الواسع في المنازل والبنى التحتية والمنشآت.
وبسبب سياسة الحصار التي فرضتها إسرائيل على غزة، ارتفعت البطالة بشكل حاد، وتجاوزت 50 % وبات 80 % من السكان (2 مليون نسمة) يتلقون مساعدات، وبلغت نسبة الفقر 76 %.
دور قطري مشبوه
ولفت منصور إلى أن "حماس تتحمل مسؤولية كبيرة في الموضوع، وعليها أن تتحمل مسؤوليتها وتنهي هذا الانقسام فورا، وعلى العقلاء في كل الأطراف المسارعة لإنهائه لأن التاريخ لن يرحمنا جميعا، إذ سيقال تاريخيا بأن هذا الانقسام فتح المجال لنتنياهو ليتغول في أرضنا أكثر ويهود وترامب يباركه ويعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأضاف: "نريد وحدة نظام سياسي فلسطيني ووحدة قرار فلسطيني وعلى حماس أن تنتبه بأن الإضرار بمنظمة التحرير هو خدمة لإسرائيل والمشروع المعادي لقضيتنا".
ونبه إلى أن "هناك دورا قطريا مشبوها يتم بالتنسيق مع الإسرائيليين، الذين لن يعطوا لقطر دورا في غزة، وإنما بغرض إغلاق طريق الوحدة أمام منظمة التحرير وحماس، اللتين تريدهما اسرائيل عيفتان لابتزازهم".
واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رأى أن "الـ 13 عاما الماضية شكلت أفدح أضرار على القضية الفلسطينية على صعيد تكريس الانقسام الذي أعطى بالطبع أوراق قوة لإسرائيل وهذا ما أكده نتنياهو.
وقال أبو يوسف لـ"العين الإخبارية": "كل الاتفاقيات التي وقعت للأسف لم يكن هناك تنفيذ خصوصا اتفاق 2017 الذي عطلت حماس تنفيذه، والآن مطلوب منها جدية لإنهاء الانقسام وطي هذه الصفحة".
وأشار إلى أن "هناك أطرافا إقليمية ودولية دخلت على خط الانقسام وعززت أوهام بعض قادة حماس بإمكانية إقامة دولة في غزة، لكن الواقع يعكس فشل نجاح تلك التجربة رغم ما قدم لها".
وشدد على أن "المطلوب تنفيذ دقيق وأمين للاتفاقيات وخاصة الاتفاق الاخير 2017 والارتقاء لمستوى التهديدات بتحقيق الوحدة لمواجهة المخططات الخطيرة التي تستهدف قضيتنا".
aXA6IDMuMTQ0LjI1LjI0OCA=
جزيرة ام اند امز