بالصور.. أمطار غزة تقود لاكتشاف مقبرة أثرية
مصادفة قادت شابا فلسطينيا لاكتشاف مقبرة أثرية في غزة تعود لألفي عام.. ما الحكاية؟
قادت مياه الأمطار والسيول المترتبة عليها شمال قطاع غزة إلى اكتشاف مقبرة جماعية أثرية، يعتقد أنها تعود لأكثر من ألف عام.
- مدائن صالح.. مقصد سياحي سعودي يكتنز حضارة الأنباط
- قصر الأمير سعيد حليم.. حكاية أثرية من قلب القاهرة الخديوية
ويروي الشاب الفلسطيني محمد شبات (33 عاماً) لـ"بوابة العين" كيف قادته الصدفة إلى اكتشاف المقبرة عندما كان يساعد خاله عبدالكريم الكفارنة على تسوية تسرب مياه الأمطار من محيط منزله في منطقة البورة في بيت حانون شمال قطاع غزة.
وأضاف: "كنا نعمل على معالجة تدفق مياه الأمطار وتسربها محيط وأسفل المنزل الذي لجأت له أسرة خالي، بعدما هدمت قوات الاحتلال منزله في حرب 2014، وعندها اكتشفنا تدفقا للمياه بشكل غريب، ومن خلال عملية الفحص بأسياخ نحاسية اكتشفنا وجود فراغات غير طبيعية في المكان".
طبيعة الاكتشاف
بدأ شبات وكفارنة الحفر في المكان، لتكون المفاجأة بعدما وصلا إلى عمق 3 أمتار، اكتشاف قطع فخارية، وعظام بشرية، وبالحفر الحذر بدأت تتضح معالم مقبرة جماعية ظهر منها 7 غرف خاصة أسفل الأرض، عبارة عن تجويف مقوس بعرض أكثر من 70 سم وطول يمتد لأكثر من مترين، وداخل كل منها بقايا هياكل عظمية.
وأكد أنهم اكتشفوا بوابة ودرجاً في المكان، فيما أبلغهم بعض الذين ترددوا أن معالم المكان تعود إلى العصر الروماني البيزنطي.
وقال صاحب البيت كفارنة لـ"بوابة العين": "عثرنا على حجر بعد رفعه انبعثت رائحة قوية وحين نزلنا بعمق عدة أمتار، وجدنا 7 قبور تحتوي بعضها على عظام، وكذلك عثرنا على قطع فخارية.
ويوضح أنهم اضطروا للتوقف عن الحفر؛ خشية انهدام المنزل، وإحالة الأمر للمختصين والخبراء للوقوف على حقيقة المكان وكشف كل فصوله.
وأشار إلى أن اكتشاف المكان جاء مساء الخميس، وأنهم أبلغوا الشرطة التي وصلت إلى المكان للتحقق من الموضوع، فيما توافد عشرات المواطنين لاستطلاع ما جرى.
مقابر تعود لألفي سنة
وقال خبير الآثار وليد عقاد لـ"بوابة العين" إن طبيعة القبور تشير إلى أنها تعود إلى الحقبة الرومانية أو بداية العصر البيزنطي قبل ألفي سنة.
وحسب الخبراء فإن هذا النوع من المقابر كان شائع الاستخدام في القدس بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول للميلاد، ثمّ بين القرنين الرابع والسادس للميلاد.
إغلاق المنطقة وفحص من الآثار
ويؤكد الدكتور جمال أبوريدة، مدير عام الآثار والتراث الثقافي في وزارة الآثار والسياحة بغزة لـ"بوابة العين" أنهم تلقوا إشعارات باكتشاف المقبرة بعد حفريات في منطقة البورة ببيت حانون، وأنهم طلبوا من المباحث إغلاق المنطقة بانتظار إرسال فريق فني من الخبراء لإعداد تقرير مفصل حول المكان.
وأوضح أنه نظراً للأجواء الجوية والإجازة الأسبوعية فإنه من المقرر أن يخرج فريق عمل متخصص للمكان مع بدابة الأسبوع لمعاينته وتحديد طبيعة المكان، وإذا كان مقبرة أم شيئا آخر، وإذا كانت هناك آثار أخرى، إلى جانب تحديد الفترة الزمنية التي يعود لها المكان.
ووفق أبوريدة فإنه بناء على التقرير الفني حول طبيعة المكان ومدى أثريته يتقرر الإجراء، فإن كان الحديث عن منطقة أثرية تبدأ إجراءات استملاكها مع تعويض أصحابها، وإذا كان الأمر يتعلق بالعثور على قطع أثرية يجري نقلها لترميمها وحفظها.
وأكد العثور قبل أسبوعين على 24 جرة فخارية تعود للعهد الروماني البيزنطي خلال حفرات وأعمال ترميم كانت تجري في شارع 20 قرب تل أم عامر وسط قطاع غزة، وجرى نقلها للترميم من المتخصصين.
وتعد غزة من أقدم مدن العالم، أسسها العرب الكنعانيون قرابة الألف الثالثة قبل الميلاد، وسموها غزة، ومرت عليها العديد من الحضارات، التي تركت خلفها العديد من الآثار من مبان وكنائس ومساجد وقصور جرى اكتشاف بعضها فيما لا يزال الكثير من كنوزها مدفونة.
aXA6IDMuMTMzLjE0Ni45NCA= جزيرة ام اند امز