الطائرات الورقية الحارقة.. أحدث أدوات النضال الفلسطيني بغزة
شبان فلسطينيون حولوا لعبة الطائرات الورقية الطائرة إلى سلاح يزعج الاحتلال رغم بساطته لقيام تلك الطائرات بحروق في الأراضي الزراعية
بإمكانيات بسيطة، وعبر طائرة ورقية، نجح شبان فلسطينيون، في ابتكار وسيلة مواجهة جديدة باتت تشكل مصدر إزعاج وإرهاق للجيش الإسرائيلي محيط قطاع غزة.
الفتى الفلسطيني نور يبتسم وهو يضع اللمسات الأخيرة على طائرته الورقية التي تحمل لون العلم الفلسطيني، فيما يشعل رفيقه محمود النار في علبة حديدية محشوة بالقماش المغمس بالبنزين، قبل أن يطلقها في سماء المنطقة الحدودية شرق قطاع غزة.
يقول نور (17 عاما) لـ"العين الإخبارية": "هذه طائرة ورقية بسيطة مكونة من أعواد خشب يلصق عليها ورقا ملونا، اخترت أن تكون بلون علم فلسطين، ولها ذيل طويل، نطيّرها فوق الأراضي المحتلة شرق القطاع".
في مواجهة البطش
استخدام الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز ضد المتظاهرين، كان هو الدافع – بحسب نور – وراء تطوير الطائرة الورقية العادية إلى حارقة.
ويبين أنهم يضيفون علبة حديدية صغيرة، تملأ بالقماش المشبع بالنزين، تربط بسلك حديدي في ذيل الطائرة الورقية، ثم تشعل فيها النيران، وتطير فوق المنطقة الحدودية لتطلق بعد ذلك لتسقط على حقول القمح والمزروعات في الجانب الآخر من الحدود الخاضعة لسيطرة الاحتلال.
القناة 14 الإسرائيلية، قالت إن طواقم الإطفائية الإسرائيلية عملت أمس الثلاثاء على إطفاء حريق اندلع في غابة بيئري قرب الحدود مع قطاع غزة نجم عن طائرة ورقية ربط بها زجاجة مولوتوف، أطلقت من القطاع.
ولم يكن هذا الحادث الأول، فقد تكرر إطلاق الطائرات الورقية الحارقة خلال الأيام الماضية مسببا حرائق في حقول القمح التابعة للتجمعات الاستيطانية المحاذية لغزة.
ووفق موقع مفزاك لايف الإسرائيلي؛ فإن أكثر من 100 دونم احترقت بفعل الطائرات الحارقة.
مقاومة شعبية
بالنسبة لنور ورفيقه محمود، فما يقومان به هو جزء من المقاومة الشعبية: "جنود الاحتلال قتلوا أصدقائي بالرصاص، وأصابوا آخرين وتسببوا ببتر أطرافهم، خنقونا بالغاز، حرقوا أراضينا، ونحن نواجههم بهذه الطائرة البسيطة".
واستشهد 35 فلسطينيا وأصيب 4279 منهم 28 بترت أطرافهم، منذ انطلاق مسيرات العودة في مناطق التماس مع الاحتلال شرق قطاع غزة في 30 مارس/آذار الماضي.
تنافس ورسائل للاحتلال
ويتنافس الشبان الفلسطينيون في إعداد أشكال وأحجام متعددة من الطائرات الورقية، إلى جانب تلوينها وكتابة رسائل عليها موجهة للاحتلال الإسرائيلية.
إحدى المجموعات الناشطة في تطيير الطائرات الورقية الحارقة وزعت فيديو لإطلاق هذه الطائرات، يظهر فيه مجموعة من الشبان وهم يخفون معالم وجوههم خلف أقنعة ويطلقون طائرة ورقية كبيرة بذيلها كتلة لهب وسرعان ما تسقط لتشعل النيران في حقل إسرائيلي.
تجربة نور ومحمود -اللذين يحرصان على عدم الإفصاح عن اسميهما كاملا، أو إظهار ملامح وجهيهما خشية الاستهداف الإسرائيلي- وسط قطاع غزة، نقلها الشاب أسامة شرق خزاعة في خانيونس جنوب قطاع غزة.
وقال أسامة "كنا في السابق نطير طائرات عادية كجزء من حراكنا السلمي المطالب بالعودة ورفع الحصار، ولكن انتقلنا لاستخدام الطائرات الحارقة بعد نجاح تجربتها في وسط القطاع.
وأضاف أسامة لـ"العين الإخبارية": "تحركنا سلمي ولكن الاحتلال يقمعنا، ونحن نريد أن نوصل صوتنا للاحتلال، وكما حرق الاحتلال أراضينا من حقنا أن نحرق حقوله".