فلسطينية تحارب كورونا بالريشة والألوان ولوحات رمضان
شابة فلسطينية تأخذ من ريشتها وألوانها وألواحها أدوات للتعبير عن دورها في تقليل آثار كورونا النفسية على الناس في قطاع غزة.
يبقى الفن في الصفوف الأمامية لمواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، الذي يجتاح الكرة الأرضية، لتجد الشابة جود قشطة مكانها في ميادين مواجهة الوباء.
تأخذ جود من ريشتها وألوانها وألواحها أدوات للتعبير عن دورها في تقليل آثار كورونا النفسية على الناس في قطاع غزة، خصوصاً مع قرب قدوم شهر رمضان.
تقول جود قشطة (25 سنة) لـ"العين الإخبارية": "جاءت الفكرة من شدة ما رأيت في عيون الناس من خوف وقلق بعد وصول فيروس كورونا إلى قطاع غزة، ولأن شهر رمضان المبارك له مكانته عند المسلمين، فجعلت من قرب قدومه محاولة لإيصال رسالتي للناس بضرورة الالتزام بالبيوت، واتباع وسائل التعقيم والنظافة وعدم الاستهانة بخطورة الوباء، فرسمت لوحات معبرة لهذه الغاية، وحفرت على الخشب الهلال ومجسم كورونا، وكتبت النصائح بطرق مختلفة، فالعمل على الزجاج يختلف عن النقش على الخشب والمعادن".
وتضيف: "أنا من عائلة تملك متجراً للهدايا والتحف في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، واستثمرت المتجر لنشر رسوماتي ولوحاتي وتصميماتي الفنية".
وتتابع: "الواقع الذي نعيشه هذه الأيام بسبب فيروس كورونا واقع صعب جعلت من فني وسيلة للتخفيف عن الناس وطأة القلق والخوف، فحولت أعمالي الفنية كلها إلى هذه الغاية، وعرضتها في المتجر، واندهشت من شدة إقبال الناس عليها، واستحسانهم لما أعرضه".
دفع هذا الإقبال "جود" لمواصلة الليل بالنهار لإنجاز أكبر عدد ممكن من التحف واللوحات والرسومات قبل دخول شهر رمضان المبارك.
"أعمل مع إخوتي في المتجر منذ تخرجي في الجامعة وقبل ذلك، لم أرَ حقيقة إقبال عليه كهذه الأيام، وهذا حقق لي أمنية كنت أتمناها منذ زمن بعيد، وهي اكتشافي كفنانة وليس بائعة هدايا وحسب"، تقول جود.
"جود" التي تنقش رسوماتها على الفوانيس المضيئة في بلدٍ يعاني من أزمة الكهرباء، تشد من أزر شعبها المحاصر بفنها وإبداعها.
تقول: "ليست الغاية بيع ما أصنع ولكن الغاية أن أدخل فني إلى كل بيت في قطاع غزة، وأن أجعل من فني وسيلة للتخفيف عن أبناء شعبي، وإدخال البهجة إلى نفوسهم، وأن تنير فوانيسي أيام رمضان، وكم تكون سعادتي كبيرة عندما أرى فوانيسي معلقة على النوافذ العالية في البيوت، والأضواء التي ترسل للمدى تحياتها".
وتؤكد أن سكان قطاع غزة لا يزالون على قيد الأمل رغم كل الأزمات التي يعيشونها "وتكون سعادتي عندما أشعر بدوري في المجتمع، وأمارس ما تعبت الليالي في تحصيله، وفرحتي بقطاف ثماري اليوم لا توصف، أستطيع القول إنني اكتفيت بهذا الفرح وبقي أمنية وحيدة تحضرني الآن فقط وهي أن يشفى العالم كله من هذا الوباء، وأن تتحول رسوماتي عن كورونا إلى مجرد ذكريات".
وتجد "جود" في نفسها طاقة إيجابية تتزايد رغم قراءتها اليومية لبيانات وزارة الصحة، ومشاهدتها لشاشات الفضائيات وهي تحصي عدد الإصابات والوفيات في العالم جراء وباء كورونا.
وهذا يدفعها إلى تعزيز طاقتها الإيجابية بنشر الأخشاب ذات القطع الصغيرة لصناعة اللوحات الملونة، وبتمسكها في ريشة الألوان لرسم أواني الزجاج، وأكواب الشاي، ونحت الجص لتشكيل مجسمات معبرة.
العالم من وجهة نظر "جود" لن ينتهي بسبب فيروس كورونا، ولن يكون أشد فتكاً من الطاعون الذي ينام اليوم في كتب التاريخ، وصار من الماضي السحيق، وكورونا سيصير من الماضي، والإنسان القوي الذي واجهه بكل وسائل الإبداع والبقاء سينتصر.
وعن طموحها تقول: "طموحي بعد أن نطوي صفحة هذا الوباء ويستقر العالم، أن أشارك في كبريات المعارض العربية والدولية، وأن أسافر إلى العديد من العواصم، لكي أكتسب خبرات إضافية، وأحقق أحلامي كلها من خلال فني، وأفتح فروعاً أخرى لمتجرنا مع إخوتي في الوطن والبلدان العربية".
وتتمنى الشابة الفلسطينية أيضاً "إنهاء الاحتلال والحصار والانقسام، وحل أزمات قطاع غزة وفلسطين كلها، وأن يعيش شعبي بسلام، فأنا أؤمن بأن السلام هو الأمل الوحيد لنا في هذا الوجود، فالحروب التي دمرت بيوتنا وقتلت أبناء شعبنا لم تبق من الألوان إلا الأسود، واليوم نستعيد باقي الألوان الزاهية لنرسل للعالم بأسره رسائلنا بأننا نتمنى لشعوب الأرض السلامة، ولأرواح من ماتوا الرحمة، فالفن إنساني وكوني بامتياز ولغته لا تحتاج إلى ترجمة، ولا فك رموز، فالعيون التي تقرأ ما نرسم هي نفسها التي ترى الجمال فيما نبدع".
وترى الفنانة جود قشطة أن الشباب هم عماد الأمم، ولا تستطيع أمة أن تستمر دون شبابها، لذا تطالب بحلول عادلة للبطالة وفتح أسواق العمل أمام الشباب في قطاع غزة، والاستفادة من إبداعاتهم، ومن علومهم المختلفة خاصة الخريجين الجامعيين منهم.
aXA6IDMuMTQwLjE4Ni4xODkg جزيرة ام اند امز