نائب ترامب وزيارة المنطقة.. تأجيل لإصلاح ضريبي يخفي عطلا سياسيا
زيارة كانت مقررة هذا الأسبوع، وتأجلت للشهر المقبل، بدعوى تصويت في الكونجرس.. حجة رآها مراقبون أنها"باهتة" تفاديا لغليان الشارع العربي بسبب القدس
جدل كبير فجّره الإعلان عن زيارة نائب الرئيس الأمريكي، مايك بينس، إلى منطقة الشرق الأوسط المهتزة على وقع الاحتجاجات المنددة بالاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وفي الأيام الماضية، تحدثت وسائل إعلام أمريكية عن جولة إقليمية يعتزم بينس القيام بها إلى مصر وإسرائيل لبحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
الأبواب المغلقة
غير أن زيارة بينس التي كانت مقررة اليوم الثلاثاء، تأجلت إلى منتصف يناير/ كانون ثان المقبل، بحجة البقاء في واشنطن، من أجل التصويت في الكونجرس على خطة إصلاح ضريبي مثيرة للجدل هي الأخرى.
وينص الدستور الأمريكي على أن لنائب الرئيس الحق في التصويت في مجلس الشيوخ، في حال كان هناك تعادل في الأصوات.
ومن المقرر أن يصوت الكونجرس على حزمة التشريعات الضريبية في وقت لاحق اليوم أو في وقت مبكر من غد الأربعاء.
قرار ترامب المثير للجدل بشأن القدس، تسبب في غلق الأبواب في وجه نائبه الذي رفض مقابلته كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفضيلة الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية.
- نائب الرئيس الأمريكي يؤجل زيارته للشرق الأوسط
- فلسطينيون يحرقون صور نائب ترامب بمهد المسيح
- يوم غضب فلسطيني يستقبل نائب ترامب الأربعاء
أبواب أغلقها القرار الأمريكي، تماما كما أشعل فتيل الاحتجاجات بمدينة القدس والعديد من المدن حول العالم، ما أجبر مايك بينس على تغيير جدول زيارته، ووضع مصر في مستهل جولته بدلا من إسرائيل، قبل أن يؤجلها كليا إلى 14 يناير/ كانون ثان المقبل.
ووفقا لوسائل إعلام عبرية كان من المقرّر أن يصل بينس إلى إسرائيل، يوم 17 من الشهر الجاري، إلّا أنّ الزيارة تأجلت ليوم الثلاثاء أو الأربعاء، هذا الأسبوع، قبل أن تتأجل للشهر المقبل.
النائب الـ 48 في تاريخ حكم الولايات المتحدة مايك بينس، كان ينوي إلقاء خطاب أمام الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، ليكون أوّل مسؤول أمريكي رفيع المستوى يقوم بهذا الأمر منذ الرئيس الأسبق جورج بوش في عام 2008.
حجة باهتة
ويرى مراقبون في تأجيل الزيارة بدعوى التصويت في الكونجرس، حجة "باهتة" تفاديا لمواقف محرجة قد يجد نائب الرئيس الأمريكي نفسه في مواجهتها، دون إغفال دور زيارة مماثلة في تأجيج غليان الشارع العربي ضدّ الولايات المتحدة.
وبرغم أن بينس صاحب دور بارز في مسعى الجمهوريين لإصلاح قانون الضرائب الأمريكي، إلا أن القانون لديه من أصوات الجمهوريين في مجلس الشيوخ ما يكفي لإقراره، ولن تكون هناك حاجة لصوته "الحاسم" في التصويت.
وفي حين يؤكد مسؤولون في البيت الأبيض أن تأجيل الزيارة لا علاقة له برد فعل المنطقة على قرار ترامب، كون نائب الرئيس سيأتي إلى المنطقة خلال أسبوعين أو ثلاثة، يرى محللون أن بينس يأمل من خلال هذا التأجيل في إصلاح زيارته التي فشلت قبل أن تبدأ بسبب الأبواب المغلقة.
وصرح مسؤول بالبيت الأبيض تعليقا على تأجيل الزيارة، قائلا: "الآن علينا أن ننظر إلى يناير/كانون ثان المقبل، وربما تكون الرحلة أوسع نطاقا، سنزور بالتأكيد مصر وإسرائيل لكن ربما نضيف دولا أخرى".
وتستمر تداعيات قرار واشنطن بشأن القدس، حتى اليوم، لتغلق في كل مرة بابا جديدا بوجه مسؤولي الإدارة الأمريكية، في وقت تكابد فيه الأخيرة من أجل رد الاعتبار لها في عيون العالم.
ومن آخر محاولاتها، استخدامها، أمس الإثنين، حق النقض "الفيتو" لمنع صدور قرار مصري عن مجلس الأمن الدولي، يندد بالاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
محاولات أمريكية يائسة فاقمت من عزلة واشنطن دوليا، خصوصا وأن تصويت باقي الأعضاء الـ14 في مجلس الأمن، أمس، لصالح مشروع القرار، بيّن بالكاشف أن البلد أضحى على هامش الإرادة الدولية.