غضب ودموع في وداع المسعف الفلسطيني بغزة
المسعف في الهلال الأحمر الفلسطيني استشهد متأثرا بإصابته أثناء تأديته واجبه الإنساني خلال مسيرات العودة شمال قطاع غزة.
"بابا بابا بدي بابا".. بهذه الكلمات صرخت راما طفلة الشهيد الفلسطيني المسعف محمد الجديلي (36 عاما) خلال تشييعه وسط قطاع غزة.
في أحضان أحد أعمامها استكانت الطفلة وهي تصرخ طلبا لوالدها المحمول على الأكتاف في مسيرة التشيع التي امتزجت فيها الدموع بمشاعر الغضب.
مشهد الطفلة التي لم تتعد 8 سنوات أبكى رفاق الشهيد في الهلال الأحمر الفلسطيني فحاولوا تهدئتها ومسح وجهها بالمياه والقول لها إن والدها نائم لعلها تهدأ وتتوقف عن بكائها الذي قطع نياط القلوب.
- استشهاد مسعف فلسطيني متأثرا بإصابته في مسيرات العودة
- استشهاد فلسطينيين في غزة وضحايا القصف الإسرائيلي يرتفع لـ9
واستشهد المسعف في الهلال الأحمر الفلسطيني محمد صبحي الجديلي (٣٦ عاما)، الإثنين، متأثرا بإصابته أثناء تأديته واجبه الإنساني بتاريخ 3 مايو/أيار الماضي، في مسيرات العودة شمال قطاع غزة، برصاص معدني مغلف بالمطاط بالأنف ما أدى إلى كسور بالجمجمة.
وفي أجواء مؤثرة ودع أطفال الشهيد وعائلته جثمانه وسط صراخ أطفاله وهتافات تندد بجريمة الاحتلال.
وعلى الأكتاف حمل عادل أكبر أطفال الشهيد، ليقود مسيرة تشييع والده بالهتاف "بالروح بالدم نفديك يا شهيد".
عادل الذي لم يتعد السنوات العشر، بدا أكبر من سنه وهو يهتف بغضب تارة ويبكي تارة أخرى، وهو محمول على الأكتاف قرب نعش والده الملفوف بالعلم الفلسطيني وراية الهلال الأحمر.
وقال عادل: "أبي بطل شهيد، قتله الاحتلال، لأنه رجل مجرم، وعدو الإنسانية".
الألم في منزل الشهيد بدا فوق الاحتمال، قبيل انطلاق جثمان الشهيد منه، فزوجة الشهيد تحتضن أطفالها الخمس، وتبكي للحبيب الغالي.
وقالت لـ"العين الإخبارية": "إحنا بنحبه لكن ربنا يحبه أكثر فاختاره واصطفاه".
وأشارت إلى رحلة العذاب التي عاشتها منذ إصابة زوجها خلال عمله الإنساني "تسببت إصابته بكسر في الجمجمة وفقد النظر في إحدى عينيه".
من وسط دموعها استذكرتها وهو يقول لها بصوته الضعيف لا أستطيع أن أرى بعيني وكان يتكلم بصعوبة.
صمتت لحظات لتداري دموعها قبل أن تقول "محمد لا يعوض، يحب أولاده يحب كل الناس مرض من أهله والجميع، هو بيتوتي كل الدنيا بتحبه".
وأشارت إلى أن زوجها أصيب بعد أن انتشل طفلا مصابا بعد أن تعذر على باقي المصابين الوصول له شرق جباليا، فقال لزملائه "أنا أفديكم وأفديه، وتقدم وأحضر الطفل المصاب في يده، وبمجرد إخراجه وإيصاله لسيارة الإسعاف أطلق الاحتلال الرصاص تجاهه وأصابوه في رأسه".
ويعمل محمد مسعفا ميدانيا منذ 17 عاما ضمن طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني وسبق أن تعرض خلال عمله للعديد من الاستهدافات الإسرائيلية دون أن يثنيه ذلك عن الاستمرار في عمله الإنساني.
وشيع جثمان الشهيد بعد الصلاة عليه في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
واتهمت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي كيلة، في بيان لها الإثنين، "الجيش الإسرائيلي بتعمد استهداف الطواقم الطبية والمسعفين، وعرقلة عملهم في تقديم الواجب الإنساني للمُصابين".
aXA6IDE4LjExNi40OS4yNDMg جزيرة ام اند امز