قيادي فلسطيني لـ"العين الإخبارية": إدارة ترامب بدأت تنفيذ "صفقة القرن"
قال أحمد مجدلاني لـ"العين الإخبارية" إن "الإدارة الأمريكية الحالية بدأت فعليا تطبيق خطتها التي تسميها "صفقة القرن" على الأرض.
يرى مسؤولون في القيادة الفلسطينية أن الإدارة الأمريكية بدأت فعليا بتطبيق ما أطلقت عليه "صفقة القرن" المرفوضة شعبيا ورسميا في فلسطين، أو بالأحرى، فإن هذه الإدارة تنفذ برنامج اليمين الإسرائيلي المتشدد ضد الفلسطينيين.
يأتي هذا في الوقت الذي تطلب الإدارة الأمريكية من الأطراف عدم الحكم مسبقا على صفقتها المزعومة بانتظار الإعلان رسميا عنها دون تحديد موعد لنشرها.، حسب مسؤولين فلسطينيين.
- مستشار عباس: لا نقبل "صفقة القرن".. ولدينا تفاهم كامل مع مصر
- فلسطين: "صفقة القرن" قامت على فكرة "صفقة غزة" وتم إجهاضها عربيا
ويقول أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: "الإدارة الأمريكية الحالية تطبق خطتها التي تسميها صفقة القرن على الأرض ".
وأضاف لـ"العين الإخبارية": "ما يمارَس على الأرض هي خطة القرن، وهي إزاحة القدس عن طاولة المفاوضات، وقضية اللاجئين، والسماح بالاستيطان".
وتساءل مجدلاني: ما الذي تبقى للتفاوض عليه؟.. هل نتفاوض على قيام دولة في غزة والتقاسم الوظيفي في الضفة؟.. هل هذا ما سنتفاوض عليه؟".
ومنذ إعلان الإدارة الأمريكية العام الماضي عن قيام طاقم أمريكي، يترأسه كبير مساعدي الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنير، وعضوية مساعد الرئيس الأمريكي والممثل الخاص للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، والسفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان، بإعداد الخطة والقرارات الأمريكية ضد الحق الفلسطيني لا تتوقف.
ففي نهاية العام الماضي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، مشيرا إلى أنه تم بذلك إزاحة موضوع القدس من طاولة المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية.
ولاحقا أعلنت الإدارة الأمريكية عن وقف كل أشكال الدعم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)؛ توطئة لإزالة موضوع الللاجئين من المفاوضات عبر توطينهم في عدد من الدول العربية.
وخلال ذلك أوقفت الإدارة الأمريكية لأول مرة استخدام تعبير"الأراضي المحتلة"، في إشارة إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
كما امتنعت الإدارة الأمريكية عن إدانة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، ولم تتبنّ أبدا حل الدولتين القائم على أساس قيام دولة فلسطينية، إلى جانب دولة إسرائيل على حدود 1967.
ويرى المسؤولون الفلسطينيون في ذلك تبنيا أمريكيا كاملا لمواقف اليمين المتشدد في إسرائيل.
واعتبر القيادي الفلسطيني، أحمد مجدلاني، أن الإدارة الأمريكية "تنفذ بالكامل برنامج اليمين الإسرائيلي؛ وبذلك فقد أخرجت نفسها من عملية السلام ولم تعُد تصلح كراعٍ لهذه العملية".
ومع ذلك، يواصل المسؤولون الأمريكيون إسداء النصيحة بعدم الاستعجال في الحكم على الخطة الأمريكية.
وقال غرينبلات في تغريدة على "تويتر": "النصيحة التي سأقدمها للجميع.. انتظروا حتى يتم إصدار خطة السلام، وعندما يتم إصدارها، يُرجى قراءتها من أول إلى آخر صفحة لتحكموا على الخطة على أساس مزاياها وليس على أساس الشائعات، أو على سبيل التخمين والتكهن، أو إستنادا إلى تقارير إخبارية، لكن على أساس ما تحتويه".
ويواصل المسؤولون الأمريكيون الحديث عن تقدم في إعداد الخطة وقرب الإعلان عنها، لكن دون تحديد موعد محدد لذلك.
وفي ظل المواقف الأمريكية المعلنة بشأن ما قد تحتويه الخطة، قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مرارا: "نحن لا ننتظر منهم شيئا".
وقال مسؤولون فلسطينيون لـ"العين الإخبارية" إن الرئيس الفلسطيني عباس سيفند في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في السابع والعشرين من الشهر الجاري المواقف الأمريكية.
وأشار مسؤول فلسطيني، رفض الكشف عن اسمه، إلى أن الرئيس الفلسطيني سيعيد، في خطابه أمام الأمم المتحدة، التأكيد على مبادرته للسلام التي أعلنها في مجلس الأمن الدولي في شباط/فبراير الماضي.
وتضمن المبادرة عقد مؤتمر دولي للسلام، تنبثق عنه آليه دولية لرعاية مفاوضات تجري ضمن مهلة زمنية محددة، وعلى أساس قيام دولة فلسطينية على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية وحل جميع قضايا الحل النهائي، وعلى رأسها قضية اللاجئين تطبيقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.