عباس: إسرائيل تتنكر بشكل صارخ لحل الدولتين
الرئيس الفلسطيني في كلمته لمجلس الأمن بالأمم المتحدة يؤكد أن إسرائيل ألغت لجنة وقف التحريض وقاطعت الجهود الرامية لإحياء السلام.
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن إسرائيل تتنكر وبشكل صارخ لحل الدولتين، مؤكداً أنها ألغت اللجنة المسؤولة عن وقف التحريض وقاطعت وأعاقت كافة الجهود والمبادرات الرامية لإحياء عملية السلام.
وأضاف عباس في خطابه، الأربعاء، أمام اجتماع الدورة (72) للجمعية العامة للأمم المتحدة: "طالبت العام الماضي أن يكون 2017 عام إنهاء الاحتلال، ومع ذلك واصلت إسرائيل إقامة المستوطنات على أرضنا منتهكة المواثيق ذات العلاقة بقضيتنا".
وتابع: "لقد اعترفنا بدولة إسرائيل على حدود 67، لكن رفض الحكومة الإسرائيلية الاعتراف بهذه الحدود يجعل الاعتراف المتبادل الموقع في أوسلو موضع تساؤل".
وأردف أن "24 عاما مضت على توقيع اتفاق أوسلو الذي حدد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بعد 5 سنوات، ومنح الفلسطينيين الأمل في إقامة دولة مستقلة، متسائلاً "أين نحن اليوم من هذا الأمل؟".
وذكر عباس أنه عرض على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يؤكد فقط التزامه بحل الدولتين، وأن يجلس لرسم الحدود ولفتح المجال أمام مفاوضات جادة تعالج بقايا قضايا الوضع الدائم، و"للأسف فإنه يرفض مثل هذا العرض".
وبين عباس استغرابه أن من تقع على عاتقهم مسئولية إنهاء الاحتلال يتحدثون عن "نصف احتلال"، أو يقولون إنه "احتلال مزعوم"، قائلا: "50 عاما ونحن تحت الاحتلال، ويأتي شخص مسئول ليقول إنه احتلال مزعوم".
وأكد أن استمرار هذه الاحتلال يعتبر وصمة عار في جبين إسرائيل أولا، مشيرا إلى أنه تقع على منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن مسؤولية سياسية وأخلاقية لإنهاء هذا الاحتلال.
وفي السياق نفسه، شدد عباس أن الفلسطينيين ضد الإرهاب المحلي والإاقليمي والدولي، وأن الجهود لا تدخر في سبيل محاربته، لافتا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية هو السبب الرئيسي للعنف.
وقال عباس: إن "إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضينا سيكون له أثر كبير في محاربة الإرهاب".
ونبه الرئيس الفلسطيني إلى أن القدس مدينة محتلة، وقرارات إسرائيل فيها باطلة وغير قانونية كما هو الحال بالنسبة للاستيطان، مؤكدا أن المس بوضع المسجد الأقصى هو لعب بالنار، قائلا: "نحذر الحكومة الإسرائيلية ونحملها المسؤولية عن تداعياته، لا تحاولوا الذهاب لحرب دينية فهي خطيرة عليكم وعلينا".
ولفت إلى أن إسرائيل لا تزال مستمرة في التنكر لالتزاماتها لعملية السلام باستمرارها في بناء المستوطنات في كل مكان، حتى لم يعد هناك مكان لدولة فلسطين.
وقال: "إذا كانوا لا يريدون حلا ولا سلاما، فليعودوا ليتحملوا مسئولياتهم ولن نتحمل شيئا، من حقنا أن ننظر في البدائل التي تصون حقوقنا وتحمي شعبنا من تكريس نظام الأبارتهايد الذي انتهى في جنوب أفريقيا وما زال موجودا عندنا، خيارنا هو القانون الدولي والشرعية الدولية وحل الدولتين على حدود 67".
وألمح الرئيس الفلسطيني إلى أنه "إذا تم تدمير خيار الدولتين وتعميق حل الدولة الواحدة بنظام الأبارتهايد، فلن يكون أمامنا إلا المطالبة بحقوق كاملة لجميع سكان فلسطين التاريخية".
وأوضح عباس أن "مشكلتنا مع الاحتلال الاستعماري وليس مع اليهودية كدين".
وفي شأن غزة قال عباس:"تحملنا مسئوليتنا تجاه شعبنا في غزة الذي يعاني من حصار إسرائيلي ظالم، مؤكدا "لا دولة فلسطينية في غزة، ولا دولة فلسطينية بدون قطاع غزة".
وأعلن الرئيس الفلسطيني أن "سكوت المجتمع الدولي على ممارسات إسرائيل شجعها على الاستمرار في هذه الممارسات، وخرق القرارات الدولية منذ نشأتها".
وطالب عباس الأمم المتحدة بالعمل الحثيث من أجل إنهاء الاحتلال خلال فترة زمنية محددة، وتطبيق المبادرة العربية للسلام، وكذلك وقف النشاطات الاستيطانية كما نصت قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وتوفير الحماية الدولية لأرض وشعب دولة فلسطين.
وجدد مطالبته لإسرائيل بالإقرار بحدود 67 على أن يكون بعدها بمقدار كل طرف التصرف في أرضه.
كما طالب الدول الأعضاء بالأمم المتحدة التي اعترفت بإسرائيل بأن تعلن أن اعترافها تم على أساس حدود 67، داعيا الدول كافة لإنهاء التعامل مع منظومة الاستيطان غير القانونية في أرض فلسطين.
وحث الدول التي لم تعترف بفلسطين على الاعتراف بها، وقبول فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.
وأكد ضرورة أن يواصل المجتمع الدولي تقديم الدعم والمساعدة للشعب الفلسطيني ولوكالة الأونروا.
aXA6IDE4LjIyMC4yNDIuMTYwIA==
جزيرة ام اند امز