الانتخابات الفلسطينية.. كثير من الشكوك وقليل من الأمل
بكثير من الشك وقليل من الأمل تابع الفلسطينيون الأنباء عن تذليل العقبات المعلنة لإجراء انتخابات فلسطينية بعد 14 عاما من الانقسام.
فإعلان الرئاسة الفلسطينية، السبت، تسلم الرئيس محمود عباس، رسالة خطية من إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بالموافقة على تتالي الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني، تمهد الطريق للبدء الفعلي بإجراء هذه الانتخابات بعد جدل استمر لأشهر حول التوالي أم التوازي.
مخاوف التراجع
ويؤكد د. أحمد جميل عزم، الكاتب والمحلل السياسي أن هذه ليست أول رسالة من حماس فالعام الماضي كانت هناك رسالة وفي 2010 كانت رسالة أيضا واتفاق إسطنبول قبل أشهر.
وأضاف عزم في حديث لـ"العين الإخبارية" "المهم ليست رسالة حماس، المهم أن لا تتراجع ضمنا أو صراحة لتكون الطريق سالكة للانتخابات".
ورأى أن هناك مخاوف من تراجع حماس بعد صدور مرسوم رئاسي بالانتخابات لأن هناك سوابق على التراجع.
بانتظار المراسيم
ووفق وفا، فإن الرئيس عباس "قرر دعوة الدكتور حنا ناصر، رئيس لجنة الانتخابات المركزية، للاجتماع به لبحث الإجراءات الواجبة الاتباع لإصدار المراسيم الخاصة بالانتخابات وفق القانون".
كانت حماس وافقت على انتخابات متوالية قبل أشهر خلال لقاء مع فتح في إسطنبول، ولكنها تراجعت لاحقا عن ذلك ما فجر جولة الحوارات بين الجانبين.
ووفق عزم؛ فإن حسابات حماس المعقدة هي وراء رسالتها الجديدة، مبينا أنها قامت بخطوة الرسالة بسبب اتصالات فتح من جبريل الرجوب (عضو اللجنة المركزية لحركة فتح) مع حماس، إلى جانب ما يتعلق بالأسباب والأوضاع المتوترة إقليميا خصوصا ما يتعلق بإيران وغيرها.
ورأى أن حماس تقرأ أن تطورات الإقليم ليس في مصلحتها لذلك تتخذ هذا الموقف لامتصاص حالة الغضب من تعنتها.
ووفق مصادر متطابقة؛ فإن موقف حماس الجديد جاء نتيجة جهود بذلتها مصر في الأشهر الماضية للتقريب بين مواقف الطرفين.
دور مصري
ويرى الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو، أن رسالة حماس جاءت بعد عاصفة خلافات داخل الحركة حول الخلاف الرئيس مع السلطة حول إجراء الانتخابات على التوالي أو التوازي.
وقال سويرجو لـ"العين الإخبارية": "أعتقد أننا بتطور اليوم نضع قدما على الدرجة الأولى في مشروع بداية اصلاح النظام الفلسطيني على الرغم من أن عملية الإصلاح صعبة جدا.. لكن هذه الخطوة تفتح الأبواب جميعها على مصراعيها.
كانت آخر انتخابات رئاسية جرت في عام 2005 في حين جرت آخر انتخابات تشريعية في العام 2006.
وبدأ الانقسام الفلسطيني في عام 2007 عندما سيطرت "حماس" على قطاع غزة بقوة السلاح.
ورغم توقعه بظهور "عوائق من شيطان التفاصيل"، إلاّ أن سويرجو يشير إلى أن اجتماع الأمناء العامين قبل أشهر وضع تصورات جيدة يمكن أن تعالج أي عقبات.
ويربط سويرجو بين هذه التطورات ووصول الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن للسلطة، وقال: "هناك أجواء مغايرة خصوصا من الأطراف التي أفسدت المصالحة من قبل.
ويعزو تغير موقف حماس إلى ضغوطات خارجية خاصة من جمهورية مصر العربية، لافتا إلى أن كل السيناريوهات أمام حماس صعبة والمطروح أن تكون جزءا من النظام الفلسطيني لتحمي نفسها من مخاطر تتهددها.
حماس وراء الاستعصاء
وعبر الكثير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن شكوكهم في ترجمة هذه الخطوة إلى تنفيذ فعلي لانتخابات، رغم التراكمات الهائلة للخلافات، بما في ذلك وجود نظامين منفصلين ومصالح متضاربة.
وفي وقت سابق كشف عمر الغول، عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، لـ"العين الإخبارية" أن المسؤولين في فتح عن ملف المصالحة يتابعون فتح ثغرة في جدار الجهود، مشيرا إلى أن المساعي تهدف لتجاوز -إن أمكن- الاستعصاء الذي فرضته حماس في اجتماع القاهرة الأخير.
وبيّن الغول أن الاستعصاء كان بإعلان القيادي في حماس خليل الحية أن حماس تريد الانتخابات بالتوازي وليس على التوالي خلال 6 أشهر وفق اتفاق إسطنبول الذي كتبه صالح العاروري، نائب رئيس حماس ووافقت عليه قيادة حماس حينها.