بالصور.. العالم ينتصر للقدس.. وأمريكا تنهزم بالفيتو
عزلة أمريكية بتصويت دولي جماعي ضد قرار ترامب
الولايات المتحدة استخدمت حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار في الأمم المتحدة يدين قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
استخدمت الولايات المتحدة، الاثنين، حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار في الأمم المتحدة يدين قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، في حين وافق أعضاء المجلس الأربعة عشر الباقون عليه.
ويعكس استخدام الفيتو بشكل منفرد من سفيرة الولايات المتحدة نيكي هيلي العزلة الدولية التي تواجهها واشنطن بخصوص نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، وهو ما يعني فعليا تجاهل مطالب الفلسطينيين في المدينة التاريخية العريقة.
وقالت هيلي: لجأت إلى الفيتو، وممارسة هذا الحق لا تتم بشكل مستمر، هذا الأمر تم لدعم سيادة الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة، وينبغي لأعضاء مجلس الأمن الشعور بالخجل.
وتابعت: الرئيس الأمريكي كان واضحا أن الحدود تخضع للتفاوض، ندعم حل الدولتين إذا ما اتُّفق عليه، من المؤسف أن يحاول البعض تغيير موقف الرئيس لصالح أجنداتهم.
وقالت هيلي: "نحن لم نؤذ عملية السلام، الولايات المتحدة لديها الشجاعة للاعتراف بهذا الواقع، القدس العاصمة السياسية والثقافية لإسرائيل، هذا أمر غير مقبول للكثيرين وهو أمر لا أفهمه، البعض يسمح لنفسه بإعطائنا أوامر بأين نضع سفارتنا".
وتابعت:"هذا الموقف الأمريكي ليس بجديد، لم نؤيد القرار 478، ومشروع القرار المعروض اليوم هو نص غير متوازن، ونعتبر أن هذا الحكم غير ملزم ونعتبره إملاءً على الولايات المتحدة، ولن تسمح أمريكا بإملاء الأوامر فيما تقوم به".
وأضافت المندوبة الأمريكية: "من يتحدثون بالنيابة عن الفلسطينيين هم لا يمثلونهم، هذا القرار طريق مسدود، هناك اتهامات بأن أمريكا تكن عداءً للقضية الفلسطينية، وهذا غير صحيح، الولايات المتحدة تقدم مساعدات للشعب الفلسطيني ومولنا 30% من ميزانية الأونروا، نحن ملتزمون بعملية السلام قبل وبعد اعتراف الرئيس الأمريكي بشأن القدس".
واختتمت بالقول: "هذا مثال لإساءة الأمم المتحدة لإسرائيل، نحن سندافع عن سيادتنا بكل فخر وبشتى السبل، نحن صوّتنا ضد مشروع القرار لمصلحة الطرفين".
بريطانيا: القدس عاصمة كل الأديان
من جانبه، قال ماثيو رايكروفت مندوب بريطانيا في مجلس الأمن، إن بلاده لا تتفق مع القرار الأمريكي حول القدس، مؤكدا أهمية التوصل لاتفاق بشأن القدس للتوصل لسلام عادل ونهائي.
وأكد المندوب البريطاني أن القدس عاصمة جميع الأديان، ولا بد من حماية المقدسات وتوحيد الجهود؛ للعمل على إقرار السلام بأسرع شكل ممكن.
وأضاف أن الفلسطينيين هم ضحايا عرقلة عملية السلام، ويجب العمل للتوصل لحل الدولتين، والدفع باتجاه المفاوضات بين الطرفين.
فرنسا: لا تعديل لسمات القدس
وبدوره، قال فرانسوا دي لاتر مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة، إن بلاده تدعم مشروع القرار المصري المقدم إلى مجلس الأمن بشأن القدس، معرباً عن أسفه من النتيجة.
وأضاف في كلمته أمام مجلس الأمن، أن التصويت على القرار المصري أوضح توافق الآراء حول القدس، وأن القرار الأمريكي يخالف الأرضية الدولية المشتركة حول القدس.
وأكد أن فرنسا لا تعترف بأي سيادة على القدس، وأن أي قرار يهدف لتعديل سمات القدس يعتبر باطلا دون أي تأثير، مطالباً المجتمع الدولي بالتمسك بمعايير القانون الدولي.
وتابع قائلاً: "فرنسا والاتحاد الأوروبي يريان أن القدس عاصمة للدولتين، ولا يوجد أي قرار أحادي يغيّر ذلك".
روسيا تظهر كبديل
وقال فلاديمير سافرونكوف مندوب روسيا في مجلس الأمن، أن بلاده تتابع عن كثب الوضع الخاص بالقضية الفلسطينية بهدف الوصول إلى سلام شامل.
وأكد أن القرارات الأحادية تؤثر على عملية السلام ولها عواقب وخيمة، في إشارة إلى قرار ترامب الخاص بالقدس المحتلة.
وأضاف أن موسكو ستواصل تشجيع جميع الأطراف الفلسطينية للتوحد، مشيراً إلى أهمية الوصول لتسوية عادلة تحت رعاية المجتمع الدولي، واستعداد بلاده لاستقبال قمة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتقديم المساعدات للاجئين، مؤكداً أن تدخل دول معينة في المنطقة هو ما دفع بهذا الوضع إلى ما هو عليه.
فلسطين: قرار استفزازي
وعقب فيتو أمريكا، أكد رياض منصور مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، أن القرار الأمريكي الخاص بالقدس استفزازي ويخالف القانون الدولي، وأن جميع قرارات مجلس الأمن بشأن القدس والأراضي الفلسطينية ملزمة قانونيا للجميع ويجب احترامها دون استثناء.
وأضاف أن الفيتو الأمريكي أضاع فرصة واشنطن لتصحيح خطيئتها، مكرراً رفض بلاده للقرار الأمريكي جملة وتفصيلاً، وأن ما يحدث مهزلة عندما يصبح القانون الدولي هو المشكلة بحسب التصريحات الأمريكية على لسان مندوبتها بالأمم المتحدة.
وتقدم منصور بالشكر لمصر لما تبذله من جهود لدعم القضية الفلسطينية ولتقديم مشروع القرار، مؤكداً أن التوافق الدولي بشأن القدس أصبح جليا بعد أن قررت أمريكا أن تنحاز لإسرائيل التي تنتهك قرارات المجتمع الدولي.
وقال إن القرار لن يغير الوضع القانوني للقدس، ويؤثر على دورها كوسيط في القضية الفلسطينية، كما حذر من هذا التهور واحترام الوضع التاريخي القائم.