المصالحة الفلسطينية.. عودة للمربع صفر وسط الرهان على مصر
الحكومة الفلسطينية طالبت حركة حماس بتسليم قطاع غزة دفعة واحدة وأنها مستعدة للقيام بمسؤولياتها في القطاع بشكل كامل.
مع عودة التراشق الإعلامي بين حركتي فتح وحماس، تعود عجلة المصالحة إلى المربع صفر وسط مخاوف من تصاعد الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة، لكن الرهان يبقي على الدور المصري لاحتواء الأزمات المتلاحقة، بحسب محللون فلسطينيون.
- داخلية فلسطين لـ"العين الإخبارية": تفكيك عبوة لم تنفجر في موكب الحمد الله
- حكومة فلسطين تقر 800 مليون دولار زيادة بالموازنة حال تحقيق المصالحة
الأزمة الجديدة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس فجرتها المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله وما أعقبها من تلويح الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإجراءات قانونية ومالية ووطنية ضد حماس.
وطالبت الحكومة الفلسطينية، الثلاثاء، حركة حماس بتسليم قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية دفعة واحدة، مؤكدة استعدادها للقيام بمسؤولياتها في القطاع بشكل كامل.
في المقابل، عدت حركة حماس هذه التصريحات والقرارات "خروجاً على اتفاقيات المصالحة وتجاوزاً للدور المصري الذي ما زال يتابع خطوات تنفيذها" ودعت لإجراء انتخابات جديدة.
القاهرة تنزع الفتيل
وبالرغم من حالة الاحتقان الخطير الذي يسود أجواء المصالحة الفلسطينية، قال المستشار فريح أبو مدين، وزير العدل الفلسطيني السابق، إن مصر بالتأكيد لن تترك غزة تغرق، وهي بالتأكيد ستقوم بدورها التاريخي والقومي الذي تقوم به تجاه القضية الفلسطينية منذ عقود".
تقديرات أبو مدين، أكدتها مصادر فلسطينية مطلعة لـ"العين الإخبارية" بأن القيادة الفلسطينية كانت ستتخذ سلسلة قرارات بشأن قطاع غزة، ليل الإثنين، لولا تدخل مصري.
ورجحت المصادر أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي طلب من الرئيس عباس في اتصال هاتفي، الإثنين ، عدم التسرع باتخاذ قرارات والتريث لإفساح المزيد من الوقت للحراك المصري.
وتوقعت المصادر أن يكثف الجانب المصري حراكه للحصول على إجابة من حماس عن السؤال الذي طرحه الرئيس الفلسطيني وهو: " هل تقبلون بتسليم المسؤولية كاملة في غزة أم لا؟".
ويرى أبو مدين أن حماس ستضطر لتقديم تنازلات جديدة في موضوع غزة، مؤكداً أن حماس ستتجه للقاهرة للتدخل لاحتواء الموقف.
وتحدثت مصادر فلسطينية عن طلب وفد قيادي من حماس زيارة القاهرة للتباحث في التطورات الأخيرة، في وقت يواصل فيه وفد أمني مصري تواجده فى قطاع غزة لرعاية ملف المصالحة.
وقال وزير العدل الفلسطيني السابق فريح أبو مدين، إن المطلوب من الفلسطينيين في هذه المرحلة هو البحث عن صيغ للتوافق الوطني، وعدم البحث في خيارات خطيرة من قبيل خلق أطر موازية لمنظمة التحرير أو مجلس إنقاذ، مشيراً إلى أن كل الخيارات البديلة ستترك آثارا تدميرية على الشعب الفلسطيني وقضيته.
وكانت بعض الشخصيات المقربة من حماس، أعلنت مؤخرًا البدء في تشكيل مجلس إنقاذ، تقول إنه مستعد لتولي المسؤولية في غزة لمدة عام، وأنه مستعد للتباحث مع الإسرائيليين والجهات الدولية، ما تعده السلطة الفلسطينية محاولة لفصل غزة عن باقي الوطن الفلسطيني.
الأزمة بوابة الحل
يعتقد الدكتور أحمد جميل عزم، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بير زيت، أن دفع الأزمة لأقصى حد في العادة يؤدي إلى تحرك القوى الإقليمية والدولية للبحث عن حلول منصفة.
وقال عزم لـ"العين الإخبارية": "واضح من خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه غاضب جدا من المجتمع الدولي الذي يدير الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ولا يحله".
وقال إن "عباس يحاول قطع الطريق على المقاربات الدولية المطروحة الآن على الطاولة"، في إشارة إلى اجتماع البيت الأبيض الذي حضرته حماس وغابت عنه السلطة الفلسطينية.
وعقد، الثلاثاء الماضي، اجتماع في البيت الأبيض غابت عنه السلطة الفلسطينية، لبحث الوضع في غزة، وهو الاجتماع الذي هاجمه أمين سر اللجنة التنفيذي لمنظمة التحرير صائب عريقات قائلا إنه "يستهدف الحديث عن دولة فلسطينية في غزة وتدمير المشروع الوطني الفلسطيني".
وحذر عزم قائلاً: "إنه إذا لم يتم تدارك الأمور فإن الوضع سيكون أقرب إلى فوضى عارمة".
أما الدكتور عثمان عثمان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، فقال إن الوضع سيكون قابلا للانفجار في غزة لذلك سيكون هناك تدخلات من أطراف فلسطينية ومن مصر لنزع فتيل الانجرار لحرب جديدة مع إسرائيل.
وراهن عثمان على نجاح القاهرة في ضبط الحالة الفلسطينية من الانفلات.
واتفقت حركتا فتح وحماس في أكتوبر/تشرين الأول الماضي برعاية مصرية على تنفيذ المصالحة، وتمكين حكومة الوفاق الفلسطينية، التي وصلت إلى غزة لاحقاً، ولكنها أعلنت أن حماس تعيق تمكينها الفعلي في القطاع.
ويوجد في قطاع غزة وفد أمني مصري منذ عدة أسابيع للإشراف على تذليل العقبات التي تعترض تطبيق المصالحة.
وجاء تفجير عبوة ناسفة في موكب رئيس الحكومة رامي الحمد الله، ومسؤول الاستخبارات ماجد فرج، ليأزم ملف المصالحة من جديد بين الجانبين.
ونجا الحمد الله وفرج من محاولة اغتيال استهدفت موكبهما بعد دقائق من وصولهما صباح الثلاثاء الماضي في منطقة بيت حانون شمال قطاع غزة.
وأسفر الانفجار الذي طال آخر مركبتين في الموكب، عن وقوع 7 إصابات، حيث استهدفت المنفذون الموكب بإطلاق النار بعد وقوع التفجير.