فلسطينيون يجبرون الاحتلال على إزالة سلاسل "باب الرحمة" بالمسجد الأقصى
الاحتلال الإسرائيلي أزال سلاسل حديدية كان وضعها على بوابة تؤدي إلى باب الرحمة بعد احتجاجات فلسطينية.
نجح الفلسطينيون في إجبار الحكومة الإسرائيلية على إزالة سلاسل حديدية كانت وضعتها، الأحد، على بوابة حديدية تؤدي إلى باب الرحمة في الجانب الشرقي من المسجد الأقصى.
وأعاد موظفون من دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، صباح الثلاثاء، ترميم البوابة بعد إزالة الشرطة الإسرائيلية السلاسل الحديدية منها.
- غضب فلسطيني جراء إغلاق الاحتلال "باب الرحمة" في المسجد الأقصى بالسلاسل
- مدير أوقاف القدس لـ"العين الإخبارية": الوضع خطير ويجب وقف انتهاكات الاحتلال
واحتج فلسطينيون، الإثنين، على إقدام الشرطة الإسرائيلية بوضع هذه السلاسل، حيث أزالوها وأدوا الصلوات في المنطقة، ما دفع قوات الاحتلال إلى إغلاف أبواب المسجد الأقصى لأكثر من ساعة، واعتقلت 5 مصلين بداعي المشاركة في إزالة السلاسل.
وقال الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، من أمام باب الرحمة: "نقول للاحتلال وبشكل واضح لا تلعبوا بالنار ابتعدوا عن المسجد الأقصى بكل أجزائه ومكوناته، لأن هذا يشكل جزءاً ومكوناً أساسياً من عقيدتنا كمسلمين، ونحن في الوقت الذي لا نفرط فيه لا بعقيدتنا ولا بجزء منها لن نفرط لا بالمسجد الأقصى ولا بجزء منه".
وواصل الشيخ محمد حسين كلماته: "ونقول أيضاً للاحتلال وحكومته إن بقي فيها من يسمع لغة العقل ابتعدوا عن اللعب والعبث بالعقائد والمقدسات، فهذه أكثر من خطوط حمراء، ولن تتهاون الأمة بحال من الأحوال معها".
وكانت الشرطة الإسرائيلية أغلقت باب الرحمة، وهو مصلى كبير، في العام 2003 بزعم وجود مؤسسة غير قانونية فيه، حيث جددت أمر الإغلاق سنويا منذ ذلك الحين قبل أن تقرر محكمة إسرائيلية في العام 2017 رفض إنهاء الإغلاق.
ويوم الخميس، عقد مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس اجتماعاً داخل باب الرحمة للتأكيد على رفض قرار الاحتلال الإسرائيلي الاستمرار في إغلاق المكان.
وقال الشيخ عبد العظيم سلهب، رئيس المجلس الأعلى للأوقاف الإسلامية في القدس: "المسجد الأقصى خط أحمر ولا يمكن لأي مسلم التنازل عن أي ذرة تراب فيه، ومجلس الأوقاف عندما زار باب الرحمة فإنه مارس دوره الطبيعي في الحفاظ على جزء هام ومسجد من مصليات الأقصى المبارك".
وأضاف: "ما قامت به سلطات الاحتلال شيء مرفوض لأنه اعتداء على حركة المسجد الأقصى المبارك وعلى قداسة المسجد"، لافتاً إلى أن "الجهود المباركة التي تمت أجبرت الاحتلال على إزالة الأقفال والسلاسل الحديدية، ومن حق المسلمين أن يصلوا في كل بقعة من هذا المسجد المبارك، وستتواصل الجهود لتمكين الأوقاف من ممارسة حقها الطبيعي في ترميم المسجد وافتتاحه للصلاة فيه".
وحتى الآن ترفض الشرطة الإسرائيلية إعادة فتح المصلى رغم إزالة السلاسل الحديدية عن البوابة المؤدية إليه.
من جانبه، أكد الشيخ واصف البكري، قاضي القضاة في مدينة القدس، أن هذه الأزمة في طريقها إلى الحل، فالسلطات في الأردن، وعلى رأسها الملك عبدالله الثاني والحكومة الأردنية ووزارتي الأوقاف والخارجية وسفارة عمان والشيخ عزام الخطيب في حالة انعقاد دائم لمعالجة هذه المشكلة.
ولفت الشيخ البكري إلى أن الاتصالات كانت حثيثة ومكثفة وضاغطة بكل الاتجاهات، ما أسفر وأثمر عن حل هذه الأزمة، وعودة الأمور إلى ما كانت عليه.
وأضاف: "تمت إزالة السلاسل الحديدة بالكامل، والآن عاد الأمر إلى ما كان عليه، والأوقاف ستصلح الباب وتضع أقفالها وتم الإفراج عن جميع المعتقلين بالأمس"، مشيداً بوقفة المصلين في رفض الإجراء الإسرائيلي.
وقال الشيخ البكري: "موقف أبناء شعبنا كان مشرفا وبطوليا، وله تأثير بالغ في وصولنا إلى هذه المرحلة، ونسأل الله تعالى أن يكلل كل هذه الجهود بالنجاح، وأن تعود الأمور إلى سابق عهدها بل إلى الأفضل، لأن باب الرحمة جزء من المسجد الأقصى الذي لا نقبل بحال التنازل عنه، ولا نقبل أن تكون هناك سيادة عليه إلا لدائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للحكومة الأردنية".
وكان اعتصاما فلسطينيا استمر أكثر من 10 أيام في يوليو/تموز 2017، أجبر سلطات الاحتلال على التراجع عن قرارها بوضع بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأٌقصى، واعقبت الاعتصام وقفات أجبرتها عن وقف إغلاق بوابات المسجد.
aXA6IDMuMTUuMjExLjQxIA== جزيرة ام اند امز