القناعة بهذه الخطوة التاريخية كبيرة، إذ إنها ستُسهم في تعزيز الاستقرار والسلام في العالم، وتوحيد الناس على القيم الإنسانية المشتركة.
لا شيء تقدَّم في الأيام الماضية على خبر معاهدة السلام الإماراتية ـ الإسرائيلية، وما تعلَّق بالمسعى السديد والخطوة الإيجابية التي اتَّخذها الحكيم ابن الحكيم، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
القناعة بهذه الخطوة التاريخية كبيرة، إذ إنها ستُسهم في تعزيز الاستقرار والسلام في العالم، وتوحيد الناس على القيم الإنسانية المشتركة، والتي لا يمكن أن يؤمن بها إلا من يؤمن بتغليب لغة الحوار والتعايش والتسامح بين مختلف أهل الأديان والثقافات، والذين يؤمنون بضرورة أن يعم العدل كذا السلام المجتمعات كافة، والذين لا همَّ لهم إلا وضع نهاية للصراعات والحروب وسفك الدماء والتحريض والكراهية، فقد سئم الناس من واقعهم، وما عاد يصلح له إلا وقف تعديات بعضهم على بعض، وأن يتحمل كلٌّ منهم مسؤوليته، من أجل إيقاف العبث بمُقدَّرات غيره، والاستخفاف بالحقوق، والنيل من المقدسات.
اليوم، وفي هذا الزمن المضطرب، لن يستقيم الحال إلا بالحكمة والعمل الجاد، من أجل السلام العالمي الدائم، ومن أجل المصالح العليا للناس ولبلدانهم، وهذه المسائل من غُرر ما نادت به الشريعة السمحاء، والتي انطوت تعليماتها على ضرورة وضع حدٍّ للصراعات، وضرورة نشر قيم السلام بين الكون كله.
أختم بتأكيد المؤكد، وهو أنه لا توجد مساومة أبداً في ضرورة تحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني في حقه بإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، كما أن كل دولة من دول المعمورة، لها سيادتها ومصالحها، والشرع قبل العقل يكفل ذلك لها، والعقل الواعي يستجيب لما تقتضيه الظروف والأحوال، فكيف إذا كانت من أجل تحقيق السلام، وحفظ النفوس، وإعمار الكون، ولا يوجد عند الحكماء من البشر والعقلاء من الأسوياء أدنى شك في أن دولة الإمارات بهذا الحدث الجديد، تضيف إثباتاً جديداً على دعمها للمصالحات، وعلى جهودها الخيِّرة في نشر السلام، وما علينا إلا انتظار قطف الثمار، وفي مقدِّمتها وقف تمدُّد السيادة الإسرائيلية على مناطق من الأراضي الفلسطينية، ووقف ضم المزيد من أراضي الضفة الغربية، وتمكين المسلمين من الصلاة في أولى القبلتَين، وسرعة اقتناع الآخرين، بالدخول في عملية توسيع السلام في المنطقة.. اللهم آمين.
نقلا عن الرؤية الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة