تُعد دولة الإمارات من بين الدول الرائدة عالمياً في ترسيخ أسس السلام واستزراع التسامح؛ إذ نهجت الحكمة والسلام والتعاون والاعتدال
تُعد دولة الإمارات من بين الدول الرائدة عالمياً في ترسيخ أسس السلام واستزراع التسامح؛ إذ نهجت الحكمة والسلام والتعاون والاعتدال، انطلاقاً من ثوابتها الوطنية، وحرصها الدائم على الالتزام بميثاق الأمم المتحدة واحترامها للمواثيق والقوانين الدولية، لا سيما ما يرتبط بحقوق الإنسان وتحقيق السلام، وتعزيز التسامح واحترام التنوع، ونبذ الإرهاب والعنف والعصبية والتطرف والتمييز والكراهية بأشكالها وصورها ومظاهرها كافة، ويرسخ إعلان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، 2019 عاماً للتسامح، مكانة دولة الإمارات كعاصمة عالمية للتسامح، ويعد دليلاً على اهتمام الدولة بهذه القيمة واستكمال مسيرة بناء مستقبل قائم على التسامح.
كان لدى المؤسس الراحل الشيخ زايد رحمه الله إيمان بضرورة التضامن العربي، حيث دعا إلى إيجاد تعاون بين جميع الدول، يستند إلى مبادئ الصداقة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، واستشعر بواجبه في استخدام ثقله الشخصي والسياسي في الأوساط العربية والدولية من أجل تحقيق السلام العادل
ويصادف يوم 21 من أيلول اليوم العالمي للسلام الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة يوماً مكرساً لتعزيز المُثل العليا وقيم السلام في أوساط الأمم والشعوب وفيما بينها، وانطلاقاً من القيم المتصلة بالسلام، كان لدى المؤسس الراحل الشيخ زايد رحمه الله إيمان بضرورة التضامن العربي، حيث دعا إلى إيجاد تعاون بين جميع الدول، يستند إلى مبادئ الصداقة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، واستشعر بواجبه في استخدام ثقله الشخصي والسياسي في الأوساط العربية والدولية من أجل تحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة الذي يقوم على انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع الأراضي العربية المحتلة، وفي ضوء هذا الموقف ساند الشيخ زايد كلا من مصر وسوريا في حرب 1973 من أجل تحرير الأراضي العربية المحتلة في فلسطين، وقام بقطع إمدادات النفط بصفته سلاحاً فعالاً، كما ألقى بيانه الشهير الذي قال فيه: "إن النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي".
وفي تشرين الأول 1980 نادى الشيخ زايد بعقد قمة عربية لإنقاذ لبنان من الحرب الأهلية، التي كانت دائرة بين طوائفه المختلفة، وفي هذا الخصوص صرح قائلاً: "يجب على كل عربي ألا يتخلّف عن تأدية واجبه في لبنان أو فلسطين، أو في أي مكان آخر في العالم العربي"، وكان اهتمامه الدائم بالحفاظ على التضامن العربي هو ما دفعه إلى المطالبة بعودة مصر إلى جامعة الدول العربية في قمة عَمّان، التي عقدت في تشرين الأول 1987، بعد قطع العلاقات مع مصر بسبب توقيعها لمعاهدة كامب ديفيد.
وأثناء الغزو العراقي لدولة الكويت عام 1991، كان الشيخ زايد من أوائل القادة العرب الذين نادوا بالمصالحة، كما رحب أيضا بلجوء العائلات الكويتية إلى دولته، وتجلى أيضاً اهتمامه بحفظ السلام في مشاركة دولة الإمارات في عملية استعادة الأمل في الصومال، التي قادتها الأمم المتحدة في عام 1992، وفي جهود الوساطة التي بذلها أيضاً عندما اندلعت الحرب الأهلية في اليمن في عام 1994.
ومنذ تولى المؤسس الراحل مقاليد الحكم سعى إلى جعل الإمارات دولة سلام وتسامح بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث تمكن من مد جسور المودة والصداقة مع كثير من شعوب المنطقة والعالم ونجح بحنكته وحكمته السياسية في بناء توافق الآراء من خلال التشاور وإقناع جيرانه بأن قوتهم المستقبلية تكمن في وحدتهم وتوجت جهوده القيّمة وجهود إخوانه حكام الإمارات بالإعلان عن ميلاد دولة المحبة والسلام والتسامح، وطن التعاون والنماء يتعايش فيه المواطنون والمقيمون من مختلف الأجناس والأديان في بيئة مثالية للعيش الكريم والسعادة للجميع.
فقد قال: "التسامح واجب إذا كان أعظم العظماء الخالق عز وجل يسامح، نحن بشر كلنا إخوة، المصيب أخ والمخطئ أخ لا نترك المخطئ ولا ننبذه، بل نساعده وننجده ليصل للطريق الصحيح." ولقد آمن الشيخ زايد رحمه الله بأن السلام والتسامح هما الطريق لتحقيق التقدم والتنمية في دول العالم، فكان له إسهام كبير في مجال تعزيز وتعميق أسس السلام في العالم منطلقاً من رؤية إنسانية للعلاقات الدولية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة